تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شقأ]:

صفحة 180 - الجزء 1

  قوله: {فَآزَرَهُ} أَي فَأَعانَه، وقال الزّجّاج {أَخْرَجَ شَطْأَهُ}: نَباتَهُ وفي حديث أَنَسٍ: شَطْؤُه: نَباتُه وفِراخُه.

  والشَّطْءُ مِنَ الشَّجَرِ: ما خَرَج حَوْلَ أَصْلِه ج أَشْطَاءُ كَفَرْخٍ وأَفراخ.

  وأَشْطَأَ الشجرُ بغُصونه: اخْرَجَها، وأَشطأَت الشجرةُ بغصونها إذا أَخرجت غُصونَها، وأَشطَأَ الزرعُ فهو مُشْطِئٌ إذا فَرَّخَ، وأَشطَأَ الزرعُ: خَرَجَ شَطْؤُهُ.

  وفي الأَساس: ولها قَدٌّ كالشَّطْأَةِ، وهي السَّعفة الخضراءُ، وأَعْطِني شَطْأَةً مِن سَنامٍ أَو أَديم، قطعة منه تُقطَع طُولا وشَطأَه قطعَه طُولاً⁣(⁣١).

  وأَشطَأَ الرَّجُلُ: بَلَغَ وَلَدُه مَبلَغ الرِّجالِ فصارَ مِثْلَهُ، عن الدِّينوريّ، مثل أَصْحَبَ.

  وشَطْءُ الوادي والنَّهْرِ: شَطُّه وشقَّتُه، وقيل: جانِبُه ج شُطُوءٌ كفُلُوسٍ كشَاطِئِهِ ويقال: شاطئُ النهر: طَرَفُه، وشاطئُ البحر: ساحلُه، وفي الصحاح: شاطِئُ الوادي: شَطُّه وجانبُه، وتقول: شاطِئُ الأَوْدِيَة، ولا يُجْمَع، كذا قاله بعضهم، والصحيح أَن ج شَوَاطِئ سَماعاً وقِياساً وشُطْآنٌ بالضم كَراكِبٍ ورُكْبَان، وفي المحكم: على أَن شُطْآناً قد يكون جَمْعَ شَطْءٍ، قال الشاعر:

  وَتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ مِنْ شُطْآنِهِ ... بَقْلٌ بِظَاهِرِهِ وبَقْلُ مِتَانِهِ

  وشَطَأَ: مَشَى عليه أَي شاطئِ النهر.

  وشَطَأَ الرجلُ النَّاقَةَ يَشْطَؤُها شَطْأً: شَدَّ عليها الرَّحْلَ عن أَبي عمرو.

  وشَطَأَ امرأَتَه يَشْطَؤُها: جَامَعَها قال:

  يَشطَؤُهَا بِفَيْشَةٍ مِثْلِ أَجَا ... لَوْ وُجِئَ الفِيلُ بِهِ لَمَا وَجَا

  وشَطَأَ البَعِيرَ بِالحِمْل شَطْأً: أَثْقَلَه، وقال ابنُ السكّيت شَطَأَ الرَّجُلُ، وفي لسان العرب شَطَأَت الناقةُ بِالحِمْلِ: قَوِيَ عَليه⁣(⁣٢) وبكلَيْهِما فُسِّر قولُ أَبي حِزامٍ⁣(⁣٣) غالبِ بن الحارث العُكْلِيِّ:

  لِأَرْؤُدِهَا وَلِزُؤَّبِهَا ... كَشَطْئِكَ بِالعِبْءِ مَا تَشْطَؤُهْ

  وشَطَأَت الأُمُّ به، وقال: لعن اللهُ أُمّاً شَطَأَتْ به، وفَطَأَت به أَي طرَحَتْهُ.

  وشَطَأَ الرجلُ فُلاناً: قَهَرَهُ.

  وشَطَّأَ الوَادِي بالتشديد تَشْطِيئاً على القياس، فهو مُشَطِّئٌ: سال شاطِئاه أَي جَانِباه عن ابن الأَعرابيّ، ومنه قولُ بعض العرب مِلْنَا لِوَادِي كذا وكذا فوجدْناه مُشَطِّئاً.

  وشَطْيَأَ الرجلُ في رَأْيِه وأَمره: رَهْيَأَ أَي ضَعُف، وزناً ومعنًى.

  وشَاطَأْتُه أَي الرجلَ: مَشى كُلٌّ مِنَّا على شاطِئٍ أَي مشيت على شاطئٍ ومشى هو على الشاطئِ الآخَرِ⁣(⁣٤).

  [شقأ]: شَقَأَ نَابُه أَي البعِيرِ كَجَعَل يَشْقَأُ شَقْأً وشُقُوءاً كقُعودٍ: طَلَعَ وظَهَر، وَلَيَّنَ ذو الرُّمَّةِ هَمَزَه فقال:

  كَأَنِّي إِذَا انْجَابَتْ عَنِ الرَّكْبِ لَيْلَةً ... عَلَى مُقْرِمٍ شَاقِي السَّدِيسَيْنِ ضَارِبِ

  وشَقَأَ رَأْسَه: شَقَّهُ أَو فَرَقَه أَي الرأْسَ بِالمِشْقَاءِ⁣(⁣٥) كمِحراب، كذا هو مضبوط عن الليث، وضبطه شيخُنا كمِنْبرٍ وشَقَأَ فُلاناً بالعصا شَقْأً: أَصابَ مَشْقَأَهُ ضبطه الجوهريّ بالفتح، وضُبط في بعض النسخ بالكسر، وهو خطأٌ، يعني لِمَفْرقِهِ⁣(⁣٦)، وقال الفَرَّاءُ: المَشْقِئُ بكسر القاف المَفْرِق كالمَشْقَإِ بفتحها. فهذا يكون موافقاً للفظ المَفْرِق، فإنه يقال المَفْرَق والمَفْرِق، كذا في العُباب والمِشْقَأَةُ: المِدْرَأَةُ بكسر الميم، كذا هو في غالب كتب اللغة، وفي نسختنا المُدْرَأَةُ، بضم الميم، على وزن المصدر، وكذا في


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وفي الأساس الخ» هذه العبارة صاحب الأساس في مادة شطب ونصه: لها قدّ كالشطبة الخ، وكذلك المجد فما وقع هنا سهو من الشارح». وانظر الأساس (مادة شطأ - وشط).

(٢) العبارة في اللسان: شطاتُ بالحمل أي قويتُ عليه.

(٣) بالأصل «ان حزام» وصححناه عن مجموع أشعار العرب.

(٤) وفي اللسان عن ابن الأعرابي: الشُّطأَة: الزكام. وقد شطئ إذا زكم. ولم نر أحداً ذكره بتقديم الشين، ولعله سهو وطغيان فلم عند ابن منظور.

(٥) في القاموس: بالمشقإِ.

(٦) اللسان: أصبتُ مشْقَأَه أي مفرقه.