تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الدال المهملة

صفحة 380 - الجزء 4

  والجُدَّادُ، كرُمّان: خُلْقَانُ الثِّيَابِ، معرّب كُداد⁣(⁣١) بالفارسيّة جَزَمَ به الجوهَرِيّ. والجُدّاد: كُلُّ مُتعقِّدٍ بعضُه في بعضٍ من خَيطٍ أَو غُصْن. قال الطِّرِمّاح:

  تَجْتَنِي ثامِرَ جُدّادِهِ

  مِنْ فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامِ

  والجُدَّاد: الجِبَال الصِّغارُ، عن أَبي عَمْرٍو، وبه فَسّرَ قَولَ الطِّرِمّاح السابق، قال: أَي تَجْتَني جُدّادَ هذه الأَرضِ، وفي بعض النُّسخ حِبال: بالحاءِ وهو تصحيفٌ.

  والجَدّادُ، ككَتَّانٍ: بائعُ الخَمْرِ، أَي صاحب الحانُوتِ الذي يَبِيع الخَمْرَ، ومُعَالِجُهَا، ذَكَرَه ابن سيده. وذَكرَه الأَزهريُّ عن الَّليث. وقال الأَزهريُّ: هذا حاقُّ التَّصْحِيفِ الّذي يَستَحِي مِن مِثله مَنْ ضَعُفَتِ مَعرفتُه، فكيف بمن⁣(⁣٢) يَدَّعِي المعرفةَ الثاقبةَ وصوابه بالحاءِ.

  والجِدَاد، ككِتَاب: جمْع جَدُودٍ كقِلَاص وقَلُوص للأَتانِ السَّمِينَة، قاله أَبو زيد. قال الشّمّاخ:

  كأَنَّ قُتُودِي فَوقَ جأْب مُطَرَّدٍ

  من الحُقْب لاحَتْه الجِدَادُ الغوارزُ⁣(⁣٣)

  والجَديدَانِ والأَجَدّانِ: الَّليلُ والنَّهَار، وذلك لأَنّهما لا يَبلَيان أَبداً. ومنه قول ابن دُريد في المقصورة:

  إِنَّ الجَدِيدَيْن إِذا ما اسْتَوْلَيَا

  على جَدِيدٍ أَدَّيَاه للْبِلَى

  والجَدْجَدُ كفَدْفَد: الأَرْضُ الملساءُ، والغَليظة، وفي الصّحاح الصُّلْبَةُ المُستوِيَة. وأَنشد لابْن أَحمرَ الباهليّ:

  يجني بأَوظِفَةٍ شِدَادٍ أَسْرُهَا

  صُمِّ السَّنَابكِ لا تَقِي بالجَدْجَدِ⁣(⁣٤)

  وقال أَبو عَمرٍو: الجَدْجَدُ: الفَيْفُ الأَملسُ.

  والجُدجُد، كهُدْهُد: طِوَيْئرٌ، تَصغير طَائِرٍ، يَصِرُّ باللَّيْل.

  وقال العَدَبَّسُ: هو الصَّدَى، والجُنْدب: الجُدْجُد.

  والصَّرْصَر: صَيَّاحُ اللَّيْلِ، وقيل هو صَرّارُ الَّليلِ. وهو قَفّازٌ وفيه شِبْه من الجَرَاد، والجمْع الجَدَاجِد. وقال ابن الأَعرابيّ: هي دُوَيْبَّة تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكلُه. والجُدْجُد: بَثْرَةٌ تَخرُجُ في أَصْل⁣(⁣٥) الحَدَقة. وكلُّ بَثْرَةٍ في جَفْنِ العَيْن تُدْعَى الظَّبْظَاب. قال شيخنا: قالوا: هذا إِطلاقُ بني تَميم، وقَول العامّةِ كُدْكُد غلطٌ، قالِه الجَواليقيّ، قال ورَبيعةُ تُسمِّيهَا القَمَع.

  وعن ابن سيده⁣(⁣٦): الجُدْجُد: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ إِلّا أَنّها سُويداءُ قصيرة، ومنها ما يَضْرِبُ إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً. والجُدْجُد: الحِرُّ العَظِيمُ، وهو تَصحيف فاحشٌ والصّواب «الحَرُّ»، كذا في كُتب الغريب. وأَنشد للطِّرِمّاح:

  حتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادبِ وَدَّعَتْ

  نَوْرَ الرَّبيعِ ولَاحَهُنَّ الجُدْجُدُ

  والجَدَّاءُ: المرأَةُ الصَّغِيرةُ الثَّدْي وفي حديث عليٍّ في صِفة امرأَة «قال إِنها جَدَّاءُ» أَي قصيرةُ الثَّدْيَينِ. والجَدَّاءُ من الغَنَم والإِبِل المَقْطُوعَةُ الأُذُنِ. وقيل: الجَدّاءُ من كُلِّ حَلُوبة: الذَّاهِبةُ اللَّبَنِ عن عَيبٍ. والجَدُودَة: القليلةُ الَّلبَن من غَيرِ عَيبٍ. والجمْع جدادُ وجِدادٌ. والجَدّاءُ: الفَلاةُ بلا ماءٍ. ومَفَازةٌ جَدّاءُ: يابسةٌ. قال:

  وجَدَّاءَ لا يُرْجَى بها ذو قَرَابَةٍ

  لِعَطْفٍ ولا يَخشىَ السُّمَاةَ رَبِيبُها

  السُّمَاة: الصَّيَّادون. ورَبِيبِها: وَحْشُهَا⁣(⁣٧)، قاله أَبو عليّ الفارسيّ.

  وجَدّاءُ: ة، بالحِجاز، قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ:

  بَغَيتُهُم ما بينَ جَدّاءَ والحَشَى

  وأورَدْتُهمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا

  وفي التّهذيب، وقولهم: صَرَّحَت جِدّاءُ⁣(⁣٨)، غير


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كداد، كتب عليه بهامش المطبوعة: غلط، صوابه: كراد بالراء وزان مراد، فليحرر».

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الذي.

(٣) الحُقب جمع أحقب، وضبطت في اللسان بفتح الحاء، ولاحته أضمرته.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يجني الخ، الأوظفة جمع وظيف وهو مستدقّ الذراع والساق، واسرها: شدة خلقها. وقوله: لا تقِ بالجدجد أَي لا تتوقاه ولا تهيبه. أفاده في اللسان».

(٥) التهذيب: وسط.

(٦) في التهذيب: الليث.

(٧) يريد أنه لا وحش بها فيخشى القانص، وقد يجوز أن يكون بها وحش لا يخاف القانصَ لبعدها وإِخافتها.

(٨) في القاموس واللسان: بفتح الهمزة، وفي التهذيب: بضم وفتح -