فصل الجيم مع الدال المهملة
  والجُدَّادُ، كرُمّان: خُلْقَانُ الثِّيَابِ، معرّب كُداد(١) بالفارسيّة جَزَمَ به الجوهَرِيّ. والجُدّاد: كُلُّ مُتعقِّدٍ بعضُه في بعضٍ من خَيطٍ أَو غُصْن. قال الطِّرِمّاح:
  تَجْتَنِي ثامِرَ جُدّادِهِ
  مِنْ فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامِ
  والجُدَّاد: الجِبَال الصِّغارُ، عن أَبي عَمْرٍو، وبه فَسّرَ قَولَ الطِّرِمّاح السابق، قال: أَي تَجْتَني جُدّادَ هذه الأَرضِ، وفي بعض النُّسخ حِبال: بالحاءِ وهو تصحيفٌ.
  والجَدّادُ، ككَتَّانٍ: بائعُ الخَمْرِ، أَي صاحب الحانُوتِ الذي يَبِيع الخَمْرَ، ومُعَالِجُهَا، ذَكَرَه ابن سيده. وذَكرَه الأَزهريُّ عن الَّليث. وقال الأَزهريُّ: هذا حاقُّ التَّصْحِيفِ الّذي يَستَحِي مِن مِثله مَنْ ضَعُفَتِ مَعرفتُه، فكيف بمن(٢) يَدَّعِي المعرفةَ الثاقبةَ وصوابه بالحاءِ.
  والجِدَاد، ككِتَاب: جمْع جَدُودٍ كقِلَاص وقَلُوص للأَتانِ السَّمِينَة، قاله أَبو زيد. قال الشّمّاخ:
  كأَنَّ قُتُودِي فَوقَ جأْب مُطَرَّدٍ
  من الحُقْب لاحَتْه الجِدَادُ الغوارزُ(٣)
  والجَديدَانِ والأَجَدّانِ: الَّليلُ والنَّهَار، وذلك لأَنّهما لا يَبلَيان أَبداً. ومنه قول ابن دُريد في المقصورة:
  إِنَّ الجَدِيدَيْن إِذا ما اسْتَوْلَيَا
  على جَدِيدٍ أَدَّيَاه للْبِلَى
  والجَدْجَدُ كفَدْفَد: الأَرْضُ الملساءُ، والغَليظة، وفي الصّحاح الصُّلْبَةُ المُستوِيَة. وأَنشد لابْن أَحمرَ الباهليّ:
  يجني بأَوظِفَةٍ شِدَادٍ أَسْرُهَا
  صُمِّ السَّنَابكِ لا تَقِي بالجَدْجَدِ(٤)
  وقال أَبو عَمرٍو: الجَدْجَدُ: الفَيْفُ الأَملسُ.
  والجُدجُد، كهُدْهُد: طِوَيْئرٌ، تَصغير طَائِرٍ، يَصِرُّ باللَّيْل.
  وقال العَدَبَّسُ: هو الصَّدَى، والجُنْدب: الجُدْجُد.
  والصَّرْصَر: صَيَّاحُ اللَّيْلِ، وقيل هو صَرّارُ الَّليلِ. وهو قَفّازٌ وفيه شِبْه من الجَرَاد، والجمْع الجَدَاجِد. وقال ابن الأَعرابيّ: هي دُوَيْبَّة تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكلُه. والجُدْجُد: بَثْرَةٌ تَخرُجُ في أَصْل(٥) الحَدَقة. وكلُّ بَثْرَةٍ في جَفْنِ العَيْن تُدْعَى الظَّبْظَاب. قال شيخنا: قالوا: هذا إِطلاقُ بني تَميم، وقَول العامّةِ كُدْكُد غلطٌ، قالِه الجَواليقيّ، قال ورَبيعةُ تُسمِّيهَا القَمَع.
  وعن ابن سيده(٦): الجُدْجُد: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ إِلّا أَنّها سُويداءُ قصيرة، ومنها ما يَضْرِبُ إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً. والجُدْجُد: الحِرُّ العَظِيمُ، وهو تَصحيف فاحشٌ والصّواب «الحَرُّ»، كذا في كُتب الغريب. وأَنشد للطِّرِمّاح:
  حتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادبِ وَدَّعَتْ
  نَوْرَ الرَّبيعِ ولَاحَهُنَّ الجُدْجُدُ
  والجَدَّاءُ: المرأَةُ الصَّغِيرةُ الثَّدْي وفي حديث عليٍّ في صِفة امرأَة «قال إِنها جَدَّاءُ» أَي قصيرةُ الثَّدْيَينِ. والجَدَّاءُ من الغَنَم والإِبِل المَقْطُوعَةُ الأُذُنِ. وقيل: الجَدّاءُ من كُلِّ حَلُوبة: الذَّاهِبةُ اللَّبَنِ عن عَيبٍ. والجَدُودَة: القليلةُ الَّلبَن من غَيرِ عَيبٍ. والجمْع جدادُ وجِدادٌ. والجَدّاءُ: الفَلاةُ بلا ماءٍ. ومَفَازةٌ جَدّاءُ: يابسةٌ. قال:
  وجَدَّاءَ لا يُرْجَى بها ذو قَرَابَةٍ
  لِعَطْفٍ ولا يَخشىَ السُّمَاةَ رَبِيبُها
  السُّمَاة: الصَّيَّادون. ورَبِيبِها: وَحْشُهَا(٧)، قاله أَبو عليّ الفارسيّ.
  وجَدّاءُ: ة، بالحِجاز، قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ:
  بَغَيتُهُم ما بينَ جَدّاءَ والحَشَى
  وأورَدْتُهمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا
  وفي التّهذيب، وقولهم: صَرَّحَت جِدّاءُ(٨)، غير
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كداد، كتب عليه بهامش المطبوعة: غلط، صوابه: كراد بالراء وزان مراد، فليحرر».
(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الذي.
(٣) الحُقب جمع أحقب، وضبطت في اللسان بفتح الحاء، ولاحته أضمرته.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يجني الخ، الأوظفة جمع وظيف وهو مستدقّ الذراع والساق، واسرها: شدة خلقها. وقوله: لا تقِ بالجدجد أَي لا تتوقاه ولا تهيبه. أفاده في اللسان».
(٥) التهذيب: وسط.
(٦) في التهذيب: الليث.
(٧) يريد أنه لا وحش بها فيخشى القانص، وقد يجوز أن يكون بها وحش لا يخاف القانصَ لبعدها وإِخافتها.
(٨) في القاموس واللسان: بفتح الهمزة، وفي التهذيب: بضم وفتح -