تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع الدال المهملتين

صفحة 21 - الجزء 5

  ومَسْجِدُ سَعْدٍ منزلٌ على سِتَّةِ أَميال من الزُّبَيديّة⁣(⁣١) بين المُغِيثَةِ والقَرْعَاءِ، منسوب إِلى سَعْد بن أَبي وَقَّاصٍ.

  والسَّعْدِيَّةُ: منزِلٌ منسوبٌ لبني سَعْدِ بنِ الحارِثِ بن ثَعْلَبَةَ، بطَرَفِ جَبَلٍ يقال له: النُّزَف: والسَّعْدِيَّة: ع لبني عَمْرِو بنِ ساعِدَةَ، هكذا في النُّسخ. والصّواب: عَمْرو بن سَلِمَة⁣(⁣٢) وفي الحديث: «أَن عَمْرَو بن سَلمَةَ هذا لمّا وَفَدَ على النّبيّ، ÷، استقْطَعه ما بينَ السَّعْدِيَّة والشَّقراءِ، وهُما ماءَانِ.

  والسَّعْدِية: ع لبنِي رِفَاعَةَ باليمامة.

  والسَّعْدِيَّة: بِئْرٌ لبني أَسَدٍ في مُلتَقَى دارِ مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ، ودارِ غَطَفَانَ، من سُرَّةِ الشَّرَبَّة. وماءٌ في ديارِ بني كِلَابً، وأُخْرَى لبني قُرَيْظٍ من بني أَبي بكرِ بنِ كِلاب.

  والسَّعدِيّة قَرْيَتَانِ بحَلَبَ، سُفْلَى وعُلْيَا.

  والسَّعْدَى كسَكْرَى: ة أُخْرَى بِحَلَبَ، و: ع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ بالعِرَاق.

  وقولُ أَميرِ المُؤمنين عليّ بن أَبي طالبٍ ¥:

  أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ. ... ما هذا يا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِلْ.

  فسيأْتي في ش ر ع.

  والسَّعْدَتَيْنِ⁣(⁣٣)، كأَنَّه تَثنِيةُ سَعْدَة. كذا في النُّسخ المُصحَّحة: ة قُرْبَ المَهْدِيَّة بالمَغْرِب منها: - وفي نُسْخَةِ القَرَافي، موضع، بدل: قرية. ولذا قال: والأَوْلَى «منه» أَو أَنَّثَهُ باعتبار السَّعْدَتَيْن.

  قلت: وعلَى ما في نسختنا فلا يَرِد على المُصَنِّف شيْءٌ - خَلَفٌ الشاعرُ⁣(⁣٤).

  * ومما يستدرك عليه:

  يومٌ سَعْدٌ وكَوُكَبٌ سَعْدٌ، وُصِفَا بالمصدر، وحكَى ابنُ جِنيّ: يومٌ سَعْدٌ، ولَيْلَةٌ سَعْدةٌ. قال: وليسا من بابِ الأَسْعَد والسُّعْدَى، بل مِن قَبيل أَنَّ سَعْداً وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَانِ عَلى مِنْهاجٍ واستمرارٍ، فسَعْدٌ مِن سَعْدةٍ كجَلْدٍ من جَلْدةٍ، ونَدْبٍ من نَدْبَةٍ، أَلَا تَرَاكَ تقول: هذا يومٌ سَعْدٌ، ولَيْلَة سَعْدَةٌ، كما تقول، هذا شَعرَ جَعْدٌ، وجُمَّةٌ جَعْدَةٌ.

  وساعِدَةُ الساقِ: شَظِيَّتُهَا.

  والساعد: إِحْلِيلُ خِلْفِ النَّاقةِ، وهو الذِي يَخْرُج منه اللَّبَنْ. وقيل: السَّوَاعِد: عُرُوقٌ في الضَّرْعِ يجيءُ منها اللَّبَنُ إِلى الإِحْلِيلِ. وقال الأَصمعيُّ: السَّواعد: قَصَبُ الضَّرْعِ وقال أَبو عَمْرو: هي العُروق التي يَجِيءُ منها اللَّبَنُ، سُمِّيَتْ⁣(⁣٥) بسواعدِ البحر، وهي مَجَارِيه. وساعِدُ الدَّرِّ: عِرْقٌ يَنْزِل الدَّرُّ منه إِلى الضَّرْع من النَّاقَة، وكذلك العِرْقُ الذِي يُؤدِّي الدَّرَّ إِلى ثَدْيِ المرأَةِ، يُسَمَّى ساعداً، ومنه قوله:

  أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الأَحادِيثَ في غَدٍ ... وبَعدَ غَد يا لُبْن أَلْبُ الطَّرائِدِ

  وكُنْتُم كَأُمٍّ لَبَّةٍ ظَعَنَ ابنُها ... إِليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ⁣(⁣٦)

  وفي حديث سعد: «كُنَّا نَكْرِي الأَرضَ بما على السَّواقِي وما سَعِد من الماءِ فيها، فنهانا رسولُ اللهِ، ÷، عن ذلِكَ» قوله: ما سَعِد من الماءِ، أَي: ما جاءَ من الماءِ سَيْحاً لا يحتاج إِلى داليةٍ، يجيئه الماءُ سَيْحاً، لأَن معنَى ما سَعد: ما جاءَ من غير طَلَبٍ.

  والسَّعْدَانةُ: الثَّنْدُوَةُ، وهو ما استدارَ من السَّواد حَولَ الحَلَمةِ.

  وقال بعضهم: سَعْدانةُ الثَّدْيِ: ما أَطافَ به كالفَلْكَةِ.

  والسَّعدانةُ مَدْخَلُ الجُرْدانِ من ظَبْيَةِ الفَرَسِ.

  والسَّعْدَانُ: شَوْكُ النَّخْلِ، عن أَبي حنيفةَ.


(١) عن معجم البلدان وبالأصل «المزيدية».

(٢) وهي في نسخة ثانية من القاموس.

(٣) في معجم البلدان: السَّعدِيِّين قرية قرب المهدية.

(٤) وهو خلف بن أحمد الشاعر، شاعر مطبوع، تأدب بافريقية ودخل مصر وله شعر معروف جيد، مات بزويلة سنة ٤١٤.

(٥) التهذيب: شبهت.

(٦) البيتان لمدرك بن حصن، والأول في التكملة (ألب) وروايته:

ألم تريا أن الأحاديث في غدٍ ... وبعد غد يألبن ألب الطرائد

أي يسرعن.

وفي التهذيب (طعن)؛ مدرك بن حصين. وفي التهذيب (سعد): ورواه المفضل طعن ابنها بالطاء أي شخص برأسه إلى ثديها كما يقال طعن هذا الحائط في دار فلان أي شخص فيها.