تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع الدال المهملتين

صفحة 36 - الجزء 5

  ومن المجاز: رَمَى فلانٌ بِسَهْمِه الأَسودِ، وسَهْمِهِ المُدَمَّى: السَّهْم الأَسودُ هو المُبَارَكُ الّذي يُتَيَمَّنُ بِهِ، أَي يُتَبَرَّك، لكَوْنه رُمِيَ بِهِ فأَصابَ الرَّمِيَّةَ، كأَنه⁣(⁣١) اسوَدَّ من الدَّم، أَو من كَثْرةِ ما أَصابَهُ اليَدُ، هكذا في سائر النُّسخ.

  والصواب: أَصَابَتْه⁣(⁣٢) اليدُ. ونَصُّ التكملة: ما أَصابه من دَمِ الصَّيْدِ. قال الشاعر:

  قالتْ خُلَيْدةُ لَمَّا جِئْتُ زائِرَها ... هَلَّا رَمَيْتَ ببعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ⁣(⁣٣)

  وأَسْوَدُ العَيْنِ، وأَسْوَدُ النَّسَا، وأَسْوَدُ العُشَارَيَاتِ، كذا في النُّسخ. والصواب العُشَارَات وأَسْوَدُ الدِّمِ وأَسْوَدُ الحِمَى: جِبَالٌ.

  قال الهَجَرِيُّ: أَسْوَدُ العَيْنِ في الجَنُوب من شُعَبَى. وقال النَّابِغةُ الجَعْدِيُّ في أَسوَدِ الدَّم:

  تَبَصَّر خَليلِي هَل تَرَى من ظَعَائِن ... خَرَجْنَ بنِصْفِ اللَّيْلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ؟

  وقال الصاغانيُّ: أَسْوَدُ العُشَارَات في بلادِ بَكْرِ بن وائِلٍ، وأَسْوَدُ النَّسا، [جَبَلٌ]⁣(⁣٤) لأَبي بكر بن كِلاب. وأَنشد شاهداً لأَسودِ العَيْن:

  إِذا زالَ عنكُم أَسودُ العَيْنِ كُنْتُمُ ... كِراماً وأَنتمُ ما أَقَامَ لِئامُ⁣(⁣٥)

  أَي لا تكونون كِراماً أَبداً.⁣(⁣٦)

  وأَسْوَدَةُ: موضِعٌ للضِّبَابِ⁣(⁣٧)، وهو اسمُ جَبَلٍ لهم.

  وسُودٌ، بالضَّمّ، اسم. وبنو سُودٍ بُطونٌ من العَرب.

  وسِيدَانُ بالكسر: اسْمُ أَكَمَة، قال ابن الدُّمَيْنة:

  كأَنَّ قَرَا السِّيدانِ في الآلِ غُدْوَةً ... قَرَا حَبَشِيٍّ في رِكَابَيْنِ واقِفِ

  وسِيدانُ بنُ مُضارِبٍ: مُحَدَثٌ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: المُسَوَّد، كمُعَظَّم: أَن تَأْخُذَ المُصْرَانَ⁣(⁣٨) فتُفْصَدَ فيها النّاقةُ، ويُشَدَّ* رأْسُها، وتُشْوَى وتُؤْكَلَ، هذا نصّ عبارة ابن الأَعرابيّ، وقد تَبِعه المصنّف، فلا يُعَوَّل بما أَوردَهُ عليه شيخُنا من جعْلِ المُصْرانِ هو نَفْس المسوَّد.

  وساوَدَهُ: كابَدَهُ، كذا في النُّسخ. وفي التكملة: كايَدَه، بالتحتية، أَو راودَه، وقد تقدَّم.

  وسَاوَدَ الأَسَدَ: طَرَدَهُ.

  وسَاوَدَت الإِبِلُ النَّبَاتَ: عالجَتْهُ بأَفْوَاهِهَا ولم تَتَمَكَّنْ منه لِقِصَرِهِ وقِلَّتِهِ.

  وساوَدَه: غالَبَه في السُّودَدِ. أَو في السَّواد. في الأَساس: ساوَدْتُه فَسُدْتُه: غَلَبْتُه في السُّودَدِ. وفي اللسان: وسَاوَدْتُ فلاناً فسُدْتُه، أَي غَلَبْتُه بالسَّوادِ⁣(⁣٩)، والسُّودَدِ جَمِيعاً.

  والسَّوَادِيَّةُ: ة بالكوفة، نُسِبتْ إِلى سَوَادَةَ بنِ زَيْدِ بنِ عَديٍّ.

  والسَّوْداءُ: كُورةٌ بِحِمْصَ، نقله الصاغانيُّ.

  والسَّوْدَتانِ: ع⁣(⁣١٠)، نقله الصاغانيُّ.

  وأُسَيِّدٌ مُصغَّراً عن الأَسْودِ، وإِن شِئْت قُلْتَه: أُسَيْوِد: عَلَمٌ. قالوا: هو تَصْغِير تَرْخِيمٍ، ونَبَّهَ عليه


(١) التهذيب: حتى اسودّ.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والصواب أصابته فيه نظر إذ التذكير جائز في مثله».

(٣) في اللسان (عذر): قالت أمامة ... ونسب للجموح الظفري، ويقال إن الشعر لراشد بن عبد ربه. في التهذيب: قال بعضهم أراد بالاسهم السود هنا النشاب، وقيل: هي سهام القنا.

(٤) زيادة عن التكملة ومعجم البلدان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «لئام كذا في التكملة والذي في اللسان وكتب النحو: «ألاثم» وفي معجم البلدان أيضاً: ألائم.

(٦) يريد أن الجبل لا يغيب، يعني أنكم لئام أبداً.

(٧) في القاموس: «وأسودة: مواضع للضبّات» وفي نسخة ثانية من القاموس: «وأسود الحمى مواضع وجبال وأسودة ماء للضباب».

(٨) في القاموس: «أن يؤخذ المصران» وفي التهذيب: «أن تؤخذ المصران».

(٩) في اللسان: غلبته بالسواد، من سواد اللون والسُّودَد جميعاً. وانظر الصحاح.

(١٠) معجم البلدان بضم السين ضبط قلم. موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي:

لمن الديار بعلي فالأحراص ... فالسُّودتين فمجمع الأبواص.

(*) في القاموس: تُشَدَّ.