تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلد]:

صفحة 65 - الجزء 5

  والصَّلُود: المُنْفَرِدُ، قاله الأَصْمَعِيُّ، يقال: لَقِيتُ فُلاناً يَصْلِد وَحْدَه، وأَنشد لساعدةَ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ:

  تالله يَبْقَى على الأَيّامِ ذُو حِيَدٍ ... أَدْفَى صَلُودٌ من الأَوعالِ ذو خَدَمِ

  أَراد بالحِيَدِ: عُقَدَ قَرْنِه، كالصَّلِيدِ، كأَمِيرٍ.

  ومن المجاز: الصَّلُود: القِدْرُ البَطِيئةُ الغَلْيِ، كذا في المحكم، والأَساس.

  ومن المجاز: الصَّلُود: النّاقَةُ البَكِيَّةُ⁣(⁣١)، كالمصْلادَةِ والمِصْلادِ.

  والصَّلُود مَنْ يُصَعِّد في الجَبَلِ فَزَعاً وخَوْفاً.

  وعن ابن السِّكِّيت: الصِّلْداءُ والصِّلْداءَةُ بكسر هما: الأَرضُ الغَلِيظَةُ الصُّلْبَةُ لا تُنْبِتُ شَيئاً.

  وفي التهذيب⁣(⁣٢): يقال عُودٌ صَلَّادٌ، ككَتَّانٍ: لا يَنْقَدِحُ منه النار.

  والصَّلِيدُ: البَرِيقُ⁣(⁣٣) وقد صَلَدَ، إِذا بَرَقَ.

  ومن المَجازِ: ناقَةٌ صَلْدَة، إِذا كانَت جَلْدَة، نقله الصاغانيّ.

  ومن المَجَاز: ناقة مِصْلادٌ إِذا نُتِجَتْ وما لَهَا لَبَنٌ، وهي البَكِيَّةُ أَيضاً.

  وصَلْدَدُ كجَعْفر: ع باليَمَنِ فيما يقال، أَو قُرْبَ رَحْرَحانَ. قال شيخُنا: ويُؤيِّد القَوْلَ الثّانيَ قَولُ ابن نُمَيطٍ الهَمْدَانِيِّ⁣(⁣٤):

  ذَكَرتُ رَسُولَ اللهِ في فَحْمَةِ الدُّجَا ... ونَحْنُ بأَعْلَى رَحْرَحانَ وصَلْدَدِ

  وهو مبسوط في وفد هَمْدان في «العيون» وغيره من مُصنَّفات السِّيَر.

  والأَصْلَدُ: البَخِيلُ جِدًّا، على التَّشْبِيه.

  * ومما يستدرك عليه:

  يقال: جَبِينٌ صَلْدٌ أَي أَمْلَسُ يابِسٌ. وعن أَبي الهيثم: أَصلادُ الجَبِينِ: المَوْضِعُ الّذِي لا شعرَ عليه، شُبِّه بالحَجَرِ الأَمْلسِ. وجَبِينٌ صَلْدٌ، ورأْسٌ صَلْدٌ، ورَأْسٌ صُلادِمٌ كَصَلْدٍ: لا يُخْرِج شَعراً، فُعَالِمٌ عند الخليل، وفُعَالِلٌ عندَ غيرِه. وكذلك: حافِرٌ صَلْد وصُلادِمٌ. وسيأْتي في الميم.

  وأَنشد ابنُ السِّكِّيت لرؤبةَ:

  بَرَّاقَ أَصْلادِ الجَبِين الأَجْلَهِ

  (⁣٥) وامرأَة صَلُودٌ: قَليلةُ الخَيْرِ، قال جَمِيلٌ:

  أَلَمْ تعلَمِي يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أَنَّنِي ... أُضاحِكُ ذِكْرَاكُمْ وأَنْتِ صَلُودُ؟

  وقيل: صَلُودٌ هنا: صُلْبَةٌ لا رَحْمَةَ في فُؤادِهَا.

  وبِئرٌ صَلُودٌ: غَلَبَ جَبَلُهَا فامتَنَعَت على حافِرِها.

  وقد صَلَدَ عليه يَصْلِد صَلْداً، وصَلُد صَلَادةً، وصُلُودةً، وصُلُوداً.

  وسَأَلَه فأَصْلَدَ، أَي وَجَدَه صَلْداً، عن ابن الأَعرابيِّ.

  هكذا حكاه. قال ابن سيده: وإِنَّما قِياسُه: فأَصْلَدْتُه، كما قالوا: أَبْخَلْتُه وأَجْبَنْتُه، أَي صادَفْتُه بَخِيلاً وَجَبَاناً.

  وصَلَدَ المسئولُ السائلَ⁣(⁣٦)، إِذا لم يُعْطِهِ شَيْئاً.

  وصَلَدَ الرجلُ بيدَيْه صَلْداً مثل صَفَقَ، سَواءً.

  والصَّلُود الصُّلْبُ، بِنَاءٌ نادِرٌ.

  وفي التهذيب، في ترجمة صَلَت: وجاءَ بِمَرَقٍ يَصْلِتُ، ولَبَنٍ يَصْلِتُ، إِذا كان قليلَ الدَّسَم، كَثِيرَ الماءِ، ويجوز يَصْلِد، بهذا المعنَى.

  وقال الصاغانيُّ: المُصْلِدُ: اللَّبَن يُحْلَبُ في إِناءٍ قد


(١) في الأساس: البكيئة.

(٢) لم ترد العبارة في التهذيب.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «في نسخة المتن المطبوع بعد قوله البريق: أو المُصْلِدُ: اللبَنُ يُحَلبُ في إناءٍ قد أصابه الدَّسَمُ، فلا تكونُ له رَغْوةٌ. وقد استدركه الشارح بعد».

(٤) هو مالك بن نمط الهمداني، ذو المشعار انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٢٦٩. ومجموعة الوثائق ص ١٥٤ رقم ١١٣. ومعجم البلدان، والشاهد فيه مع بيتين آخرين.

(٥) وقبله كما في الأراجيز ص ١٦٥.

لما رأتني خلق المموه

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «المسائل» خطأ.