تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضهد]:

صفحة 77 - الجزء 5

  إِليَّ وإِنَّهُ للنَّاسِ نَهْيٌ ... ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِي

  قال ابن سِيدَه: وهذه الكَلِمُ لم يَحْكِها إِلَّا ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ، قال: ولا أَصْلَ لها في اللُّغَة.

  وفي التهذيب، عن ابن الأَعرابِيّ: الضَّوادِي: الفُحْشُ.

  وقال ابن بُزُرْجٍ: يقال ضادَى فلان فُلاناً، وضادَّه بمعنًى واحدٍ، وإِنَّه لصَاحِبُ ضَداً، مثْل قَفاً، من المُضَادَّة أَخرَجه من التَّضْعِيفِ.

  [ضهد]: ضَهَدُه، كمَنَعَه: قَهَرَهُ وظَلَمَه وأَكْرَهه، كأَضْهَدَهُ واضْطَهَدَه، روى ابنُ الفَرَجِ لأَبي زيد: أَضْهَدتُ بالرجُلِ إِضْهاداً، وأَلْهَدْتُ به إِلْهَاداً، وهو أَن تَجُورَ عليه وتَسْتأْثِر.

  وفي حديث شُريح: «كان لا يُجِيزُ الاضطهادَ»، هو الظُّلمُ والقَهْرُ، يقال: ضَهَدَه واضْطَهده، والطاءُ⁣(⁣١) بدلٌ من تاءِ الافتعال، المعنَى: كان لا يُجيزُ البَيْعَ واليَمِينَ وغيرَهَا في الإِكراهِ والقَهْرِ.

  وأَضْهَدَ به إِضْهاداً: جَارَ عليه واستأْثَرَ. وكذلك أَلْهَدَ به إِلْهَاداً، ورجل مَضْهودٌ، ومُضْطَهَدٌ: مقهورٌ ذَلِيلٌ مُضْطَرُّ.

  والمُضْطَهِدُ: المُضْطَعِفُ، وبه سُمِّيَ الأَسَدُ.

  والضَّهْيَدُ:(⁣٢) الرَّجلُ الصُّلْب الشَّدِيدُ، ولا فَعْيَلَ سواه في كلام العربِ. وذَكَرَ الخليلُ أَنَّه مصنوعٌ قال الصاغانِيُّ: وهي من الأَبْنِيَةِ التي فاتتْ سِيبويْهِ، قال شيخُنا وقد وَردَ منه ضَهْيَأُ. وقد مرّ في المهموز، وعَتْيَدٌ، كما سيأْتِي، وزادوا: مَدْيَنَ ومَرْيَم. وسيأْتي الكلامُ على كل واحِدٍ في مَحَلِّهِ، إِن شاءَ اللهُ تعالى.

  وضَهْيَدٌ: ع، أَو هو بالصاد المهملة، وقد مَرَّ قريباً.

  وعن ابن شُمَيْل: اضْطَهَدَ فلانٌ فُلاناً، إِذا اضْطَعَفَه وقَسَرَه، وهي الضُّهْدَةُ، يقال: ما نَخافُ بهذه البَلْدَةِ⁣(⁣٣) الضُّهْدَةَ، أَي الغَلَبَةَ والقَهْرَ، ويقال: هو ضُهْدَةٌ لكلِّ أَحَدٍ، بالضّمّ، أَي يَقْهَرُهُ كُلُّ مَنْ شَاءَ.

فصل الطاءِ مع الدال المهملتين

  [طرد]: الطَّرَدُ بفتح فسكون، ويُحَرَّكُ: الإِبعادُ والتَّنْحِيَةُ، طرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً، والرجلُ طَريدٌ ومَطْرُودٌ، فاطَّرَدَ.

  قال الجوهريُّ: لا يقال من هذا: انْفَعل ولا افْتَعَل إِلّا في لغةٍ رَديئةٍ. ومثله في المصباح⁣(⁣٤).

  وقال سيبويه: طَرَدْتُه فذَهَب، لا مضارعَ له من لفظه، واقتَصَر في الأَساس على انفعَلَ⁣(⁣٥).

  والطَّرْد، والطَّرَد: ضَمُّ الإِبل من نواحيها طَرَدْتُ الإِبلَ طَرْداً، أَي ضَمَمْتُهَا من نَوَاحيهَا، وأَطْرَدتُها: أَمَرْتُ بطَرْدهَا، أَي ضَمِّها.

  وفي حديث قَتَادةَ: «في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمِد⁣(⁣٦) والماءِ الطَّرِد» كَكتِفٍ هو الماءُ الطَّرْقُ، بفتح فسكون، لمَا خاضَتْهُ الدَّوابُّ، سُمِّيَ لأَنَّها تَطَّرِدُ فيه وتَدْفَعُه، أَي تَتَتابَع.

  والرَّمِدُ: الذي تَغَيَّر لَوْنُه حتَّى صار على لَوْن الرَّمَاد.

  والطَّرَد، بالتحريك: مُزاوَلةُ الصَّيْد، طَرَدَت الكِلابُ الصَّيْدَ طَرداً: نَحَّتْه وراهَقَتْه.

  وعن ابن السِّكِّيت: طَرَدْتُهُ: نَفَيْتُهُ عَنِّي وقُلْت له: اذهَبْ، فذَهَبَ ولا يُقَال: فانْطَرَدَ، كما سبق.

  والطَّرِيدُ: العُرْجُونُ، وبالهَاءِ: أَصلُ العِذْقِ.

  ومن المَجَاز: الطَّريدُ من الأَيام: الطَّويلُ التّامُّ، كالطَّرّاد، والمُطَرَّد، كشَدَّادٍ ومُعظَّم، كما في نُسْخَة أُخرى، يقال: مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ، أَي طَويلٌ، ويوم مُطَرَّد، أَي طَرَّادٌ كاملٌ مُتمَّمٌ، قال:

  إِذَا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا ... يَوماً حَديداً كُلَّه مُطَرَّدَا⁣(⁣٧)


(١) عن اللسان، وبالأصل «والتاء».

(٢) ضبطت في اللسان بكسر الهاء، ضبط قلم.

(٣) اللسان: بهذا البلد.

(٤) عبارة المصباح: ولا يقال: اطّرَدَ ولا انْطرد.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: واقتصر الخ لم يتعرض في الأساس الذي بيدي لما ذكره الشارح» كذا، وفي الأساس: واطّرَد الماءُ.

(٦) الأصل والنهاية، وفي اللسان «الرمل» تحريف وورد فيه صواباً في مادة «رمد».

(٧) اللسان: «جديداً» بدل، «حديداً» وهو المناسب.