تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[علمد]:

صفحة 123 - الجزء 5

  والصّواب: الضخم، وأَنشد الليثُ:

  أَعْيَسَ⁣(⁣١) مَضْبُورَ القَرَا عِلْكَدَّا

  قال: شَدَّد الدّالَ اضطراراً، قال: ومنهم مَن يُشدِّد اللّام.

  وعُلَكِدٌ، كَعُلَبِط: اللَّبَنُ الخاثِرُ، كعُلَكِطٍ وعُكَلِدٍ.

  وعلكدٌ كجَعْفَرٍ وزِبْرِج وقُنْفُذٍ وعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ، وبتشديد اللّام أَيضاً، كُلُّه: الغَلِيظُ الشديدُ العُنُقِ والظَّهْرِ، من الإِبلِ وغيرِهَا عن اللِّحيانيِّ. وقيل: هو الشدِيد عامَّةً، الذَّكَر والأُنثى سواءٌ، والاسم العَلْكَدَةُ.

  وقال النَّضْرُ: في فلانٍ عَلْكَدةٌ وجُسْأَةٌ⁣(⁣٢) في خَلْقِهِ، أَي غِلَظٌ.

  وفي التهذيب: العَلَاكِدُ: الإِبِلُ الشِّدَادُ، قال دُكَين:

  يا دِيلُ ما بِتَّ بِلَيْلٍ جاهِدَا ... ولا رَحَلْتَ الأَيْنُقَ العَلَاكِدَا

  والعَلَنْكَدُ، كسَفَرْجَلٍ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ من الرِّجالِ.

  كذا في التَّهْذِيب.

  * ومما يستدرك عليه:

  العَلْكَدَةُ: الغِلْظَةُ، عن ابن شُمَيْل.

  [علمد]: العِلْمَادَةُ والعِلْمَادُ، بكسرهما أَهمله الجوْهَريُّ، والجماعَةُ.

  وفي التكملة: العِلْمَادَةُ ما يُكَبُّ عليه الغَزْلُ، ج: عَلَامِدَةٌ وعَلامِيدُ⁣(⁣٣).

  [علهد]: عَلْهَدْتُ الصَّبِيَّ: أَحسنْتُ غِذاءَهُ ومثله في الصحاح، والتهذيب.

  [عمد]: العَمُودُ، كصَبُورٍ، م وهو الخَشَبَةُ القائِمَةُ في وَسط الخِبَاءِ ج: أَعْمِدَةٌ، في القِلَّةِ، وعَمَدٌ، محرّكَةً، وعُمُدٌ، بضمَّتين، وبضمّ فسكون، تخفيفاً، الثلاثةُ في القِلَّة.

  وفي اللسان: العَمَدُ: اسمٌ للجَمْع، ويقال: كلُّ خِبَاءٍ مُعَمَّدٌ. وقيل: كلُّ خِبَاءٍ كان طويلاً في الأَرضِ، يُضْرَب على أَعْمِدةٍ كثيرةٍ، فيقال لأَهْله: عليكُم بأَهْل ذلك العَمُودِ، ولا يقال: أَهْل العَمَدِ، وأَنشد:

  وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ ... ولا النَّعَمُ المُسَامُ لنا بمالِ

  وقال في قول النابغة:

  يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ⁣(⁣٤)

  قال: العَمَد: أَساطِينُ الرُّخامِ.

  وأَما قوله تعالى: {إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ٨ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}⁣(⁣٥). قُرِئَتْ «في عُمُدٍ»، وهو جمْع عِمادٍ، وعَمَدٌ وعُمُدٌ كما قالوا: إِهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ. ومعناه: أَنَّهَا في عُمُدٍ من النّارِ، نَسب الأَزهَريُّ هذا القَولَ إِلى الزَّجَّاجِ. وقال الفرَّاءُ: العَمَدُ والعُمُد جميعاً: جَمْعَانِ للعَمُودِ، مثل أَدِيمٍ وأَدَمٍ وأَدُمٍ، وقَضِيمٍ وقَضَمٍ وقُضُمٍ.

  وفي المصباح العَمُود معروفٌ، والجمع: أَعْمِدَةٌ، وعُمُدٌ، بضمّتين، وبفتحتين، والعِمَادُ ما يُسْنَد بِه، والجَمْع عَمَدٌ، بفتحتين. قال شيخُنَا: فالعَمَد، محرّكَةً، يكون جمْعاً لِعَمُودٍ، ولِعِمَادٍ. وهذا لم يُنَبِّهُوا عليه.

  وقولُه تعالى: {خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها}⁣(⁣٦) قال الفَرّاءُ: فيه قولان: أَحدُهما أَنَّه خَلَقَها مَرفُوعةً بلا عَمَدٍ، ولا تَحْتَاجُون مع الرؤْية إِلى خَبَرٍ. والقولُ الثاني أَنه خَلَقَها بِعَمَدٍ لا تَرَوْنَ تِلك العَمَدَ، وقيل: العَمَدُ التي لا تُرَى [له]⁣(⁣٧): قُدْرَتُه. واحتَجَّ اللَّيْثُ⁣(⁣٨) بأَنَّ عَمَدَهَا جَبَلُ قاف المحيطُ بالدُّنْيا، والسَّماءُ مثْلُ القُبَّةِ أَطرَافُها على قافٍ [وهو]⁣(⁣٧) مِن زبَرْجَدةٍ خَضراءَ، ويقال: إِنَّ خُضْرةَ السّمَاءِ من ذلك الجَبَلِ.

  والعَمُود: السَّيِّدُ المُعْتَمَد عليه في الأُمورِ، أَو المَعْمُودُ


(١) عن التكلمة وبالأصل «أعيث».

(٢) عن التكملة وبالأصل «وجَساة».

(٣) نص التكملة: العلمادة: ما تكب عليه كبة الغزل، والجمع: علاميد.

(٤) صدره:

وخَيِّس الجِنّ إني قَدْ أذِنْتُ لَهُمْ

(٥) سورة الهمزة الآيتان ٨ و ٩.

(٦) سورة لقمان الآية ١٠.

(٧) زيادة عن التهذيب:

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله واحتج الليث الخ ذكر قبله في اللسان؛ وقال الليث: معناه أنكم لا ترون العَمَد، ولها عَمَد» وهي عبارة التهذيب أيضاً.