تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عيد]:

صفحة 148 - الجزء 5

  والمُحَوَّف: الذي قد نَبَتَت حافَتَاه⁣(⁣١)، واستَدَارَ به النَّبَاتُ.

  وقال الخليل: فِعْلٌ لهُ مَعْهُودٌ ومَشْهُودٌ ومَوعودٌ⁣(⁣٢). قل: مشهودٌ: هو الساعَةَ، والمَعهُود: ما كانَ أَمسِ، والمَوْعُودُ: ما يَكُون غداً.

  ومن أَمثالِهم في كَرَاهَة المَعايِب: «المَلَسَى لا عُهْدَةَ له»، والمَلَسَى: ذَهَابٌ في خفْيةٍ، ومعناه أَنه خَرَجَ من الأَمرِ سالماً فانقَضَى⁣(⁣٣) عنه، لا له ولا عَلَيْه. وقيل: المَلَسَى: أَن يَبِيعَ الرَّجلُ سِلْعَةً يكونُ قد سَرَقَهَا فَيَمَّلِسُ ويَغِيبُ بَعْدَ قَبْضِ الثَّمَنِ، وإِنْ استُحِقَّت في يَدَيِ المشتَرِي لم يَتَهَيَّأْ له أَن يَبِيعَ⁣(⁣٤) البائِعُ بضَمانِ عُهْدتِها، لأَنه امَّلسَ هارباً. وعُهْدتُها: أَن يَبِيعَهَا وبها عَيْب، أَو فيها استحقاقُ لمالِكها، تقول: أَبِيعُك المَلَسَى لا عُهْدةَ، أَي تَنْمَلِسُ وتَنْفَلِتُ، فلا تَرْجِعُ إِليَّ. ويقال: عليكَ في هذه عُهْدَةٌ لا تَتفصَّى منها، أَي تَبِعَةٌ.

  ويقال في المثلِ: «متى عَهْدُكَ بأَسفَلِ فِيك». وذلك إِذا سأَلْته عن أَمْرٍ قَدِيمٍ لا عهْدَ له به.

  ومثْله: «عَهْدُك بالفَاليَات قَدِيمٌ» يُضربُ مثلاً للأَمرِ الّذي قد فَاتَ، ولا يُطْمَعُ فيه.

  ومثله. «هَيْهَاتَ طَار غُرابُها بِجَرَادَتِك». وأَنشد أَبو الهيثم:

  وإِنِّي لأَطْوِي السِّرَّ في مُضْمَرِ الحَشَا ... كُمُونَ الثَّرَى في عَهْدَةٍ ما يَرِيمُها

  أَراد بالعَهْدة: مَقْنوءَةً لا تَطْلُع عليها الشَّمسُ، فلا يَرِيمُها الثَّرَى.

  وقَرْيَةٌ عَهِيدةٌ، أَي قديمةٌ أَتى عليها عَهْدٌ طويلٌ.

  [عيد]: العَيْدانَةُ: أَطولُ ما يكون من النَّخْلِ، ولا تكون عَيْدَانَةً حتَّى يَسقُط كَرَبُها كُلُّه، ويَصِير جِذْعُها أَجْرَدَ، من أَعلاه إِلى أَسفَلِه، عن أَبي حنيفَةَ. كذا في المحكم. وقال أَبو عبيدة: هي كالرَّقْلةِ، يائِيَّةٌ واوِيَّةٌ، وذَكره المصنَّف أَيضاً في عدن، تبعاً للخليل وغيره، كما سيأْتي.

  ج: عَيْدانٌ. وفي الحديث «كان للنّبيّ ÷ قَدَحٌ مِن عَيْدانَةٍ يبولُ فيه - وفي بعض النسخ: فيها. وهو خطأٌ، لأَن القَدَح إِنما فيه التذكير - بالَّليلِ»، وهذا القَدَحُ معروف في كُتب السِّيَرِ، وتقدَّم الاختلافُ في أَصْله في: ع ود.

  قال الأَزهريُّ من جَعَل العَيْدَان فَيْعَالاً جعلَ النون أَصلِيّة، والياءَ زائدة، ودليلُه على ذلك قولُهم: عَيْدَنَت النَّخْلَةُ إِذا صارَت عَيْدَانَةً. رواه أَبو عَدنانَ. ومن جَعَلَه فَعلانَ، مثل سَيْحَان، من ساح يَسِيحُ، جعلَ الياءَ أَصليَّةً والنون زائدة. وسيأْتي.

فصل الغين المعجمة مع الدال المهملة

[غجد]:

  * مما يُستَدْرك عليه:

  غَجْدُوَان⁣(⁣٥)، بالفتح، وضمّ الدال: قَرْيَة من قُرَى بُخَارَى، نُسِب إِليها جَماعةٌ من المحدَّثين.

  [غدد]: الغُدَّةُ والغدَدَةُ، بضمّهما، الأَوّل كغُرْفة، والثاني كرُطَبَةٍ، وعلى الأَوّل اقتصر بعضُ الأَئِمَّة كُلُّ عُقْدَةٍ في الجَسَدِ، أَي جَسَدِ الإِنْسَان، أَطاف بها شَحْمٌ، ومثْلُه في المحكم. وفي المصباح: الغُدَّة لَحْم يَحْدُث عن⁣(⁣٦) دَاءٍ بينَ الجِلْدِ واللَّحْم، يتَحَرَّك بالتَّحْرِيك.

  والغُدَّةُ والغدَدَةُ: كلُّ قِطْعَةٍ صُلْبَةٍ بَيْنَ العَصَبِ. وج ذلك كلِّه: غُدَدٌ، كَرُطَبٍ.

  والغَدَدُ، محرَّكَةً، والغُدَّة بالضّم أَيضاً كما في اللسان، والصّحاح، والمصباح،: طاعُونُ الإِبِلِ ملازمٌ لها، قلَّما تَسْلَمُ مِنه، كما صَرَّح به بعضُ الأَئِمَّة. قال الأَصمعيُّ: من أَدْواءِ الإِبلِ الغُدَّةُ، وهو طاعُونُها. وغُدَّ البَعيرُ وأَغَدَّ مبنيًّا للفاعِل، وأُغِدَّ مبنيًّا للمفعول، وغُدِّدَ بالضّمّ مع التضعيف، فَهُو مَغْدُودٌ، وغادٌّ، ومُغِدٌّ وفي التهذيب⁣(⁣٧):


(١) التهذيب: حافاته.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وليس له موعود.

(٣) في التهذيب: وانفصى عنه، بالفاء والصاد المهملة. وانفصى عنه: خلص منه.

(٤) التهذيب: يتبع.

(٥) قيدها في معجم البلدان بضم أوله وسكون ثانيه وضم الدال.

(٦) المصباح: من.

(٧) في اللسان: وقال الأزهري. وهي عبارته كما في التهذيب.