فصل الميم مع الدال المهملة
  ويُروَى بِمَيْدَى دَارِه. مفتوح الميم مقصور، أَي بِحِذَائِها عن يعقوب.
  ومَيَّادَةُ، مُشدَّدَةً، اسم أَمَة سَوْدَاء، وهي أُمُّ الرَّمَّاح، ككَتَّانٍ بْنِ أَبْرَدَ بنِ ثَوْبَانَ، وفي بعض النسخ الثَّرْبَان(١) الشاعِرِ، نُسِبَ إِليها، فيقال له: ابنُ مَيَّادَة، وزَعمَوا أَنه كان يَضْرِب خَصْرَي أُمِّه ويقول:
  اعْرَنْزِمِي مَيَّادَ لِلْقَوَافِي
  والمَيْدَانُ، بالفتح ويُكْسَر، وهذه عن ابن عَبَّاد، م أَي معروف، ج المَيَادِينُ، قال ابنُ القَطَّاع في كتاب الأَبنية: اخْتُلِف في وَزْنِه، فقيل فَعْلَان، من مَاد يَمِيدُ إِذا تَلَوَّى واضطَرَبَ، ومعناه أَنّ الخَيْلَ تَجولُ فيه وتَتَثَنَّى مُتَعَطِّفَةً وتَضْطَرِبُ في جَوَلَانِها، وقيل وزنه فَلْعَانُ من المَدَى وهو الغايةُ، لأَن الخَيْلَ تَنْتَهِي فيه إِلى غَاياتِها من الجَرْيِ والجَوَلَانِ وأَصْلُه مَدْيَانٌ فقُدِّمَت اللام إِلى مَوْضِع العَيْنِ فصار مَيْدَاناً، كما قيل في جَمْعِ بَازٍ بِيزَانٌ، والأَصل بِزْيَانٌ، ووزن بازٍ فَعْلٌ وبِيزَانٌ فِلْعَانٌ، وقيل وزْنُه فَيْعَالٌ من مَدَنَ يَمْدُنُ إِذا أَقامَ، فتكون الياءُ والأَلف فيه زائدتينِ، ومعناه أَن الخَيل لزِمَت الجَوَلَانَ فيه والتَّعَطُّفَ دُونَ غَيْرِه.
  والمَيْدَانُ: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابُورَ وتُعْرَف بِمَيْدَانِ زِيَادٍ، منها أَبو الفَضْلِ محمّدُ بن أَحمدَ المَيْدَانِيُّ، هكذا في النُّسَخ، والذي قاله ابنُ الأَثير: أَبو الفَضْل أَحمدُ بن محمّد بن أَحمد بن إِبراهيم النَّيْسَابُوري، أَديبٌ فاضِل، صَنَّف في اللُّغَة، وسمِع الحديثَ، ومات سنة ٥١٨، والظاهر أَن في عِبَارة المُصَنِّف سَقْطاً، والصَّوابُ كما في التّبصير للحافظِ وغيرِه: منها أَبو الفَضْل أَحمد بن محمّد المَيْدَانيُّ شيخ العَرَبِيَّة بِنَيْسَابُور ومُؤَلّف كِتَاب «مَجْمَع الأَمْثَال» وغيره، مات سنة ٥١٨ وابنه أَبو سعيد سعد(٢) بن أَحمد الأَديب، له تَصانِيفُ، كتَبَ عنه ابنُ عَساكِرَ. وأَبو عَلِيٍّ محمّد بن أَحمد بن محمّد بن مَعْقِل النَّسْابوريّ، سمعَ محمّد بن يحيى الذُّهليّ، وهكذا ذكرَه ياقوت في المعجم، فكأَنَّ أَصلَ العِبَارةِ: منها أَبو الفضل أَحمد بن محمّد، وأَبو عَلِيٍّ محمّد بن أَحمد، فتأَمَّل، قال ياقوت: ومنها أَيضاً الإِمام أَبو الحسن عليُّ بن محمّد بن أَحمد بن حَمْدَان الميدانيّ، انتقل مِن نَيْسَابُورَ فأَقام بِهَمَذَانَ واسْتَوْطَنَهَا وتَزَوَّج من أَهْلِهَا، وكان يُعَدُّ من الحُفَّاظ العارِفينَ بعِلْم الحَدِيثِ والوَرَع، قال شِيرَوَيْه: لم تَرَ عَينايَ مِثْلَه. وقال غيرُه: لم يَرَ مِثْلَ نَفْسِه، توفِّيَ ببغداد سنة ٤٧١. قلت: ومنها أَيضاً محمّد بن طَلْحة بن منصور المَيْدَانيّ، عن إِبراهيم بن الحارث البغداديّ، وعنه الحاكِمُ.
  والمَيْدَانُ، أَيضاً: مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ. منها أَبو الفَضْلِ هكذا في النُّسخ، والصَّواب كما في معجم ياقوت: أَبو الفَتْح المُطَهَّرُ بنُ أَحْمَد المُفِيد، ورَدَّ ذلك عليه أَبو موسى وقال: لا أَعلم أَحداً نَسَبُه بهذا النَّسَب. قال أَبو مُوسى: ومَيْدَان أَسْفِرِيسَ مَحَلَّةٌ بأَصْفهانَ، منها محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المدينيّ المَيْدَانِيّ، حدثني عنه والدي وغيرُه، وجعله أَبو موسى ثالثاً. قلت: ونسبه ابنُ الأَثير إِلى مَحَلَّةِ نَيْسَابُور(٣) وقال: ومنها أَبو الفتح المُطَهَّر بن أَحمد بن جعفر المُفيد عن أَبي نُعَيْم الحافظ وغيرِه.
  والمَيْدَانُ أَيضاً مَحَلَّةٌ بِبغدَادَ مِن ناحِيَة بابِ الأَزَجِ، ويُعرَف بشارع المَيْدَان. منها عبدُ الرحْمنِ بن جامع بن غُنَيْمَة المَيْدَانيّ، وكان يكتب اسمه غُنَيْمَة سمع أَبا طالبٍ يُوسف(٤) وأَبا القاسم بن الحُصَين وغيرَهما، وتوفّيَ سنة ٥٨٢. وصَدَقَةُ بنُ أَبي الحُسَيْنِ المَيدانيّ، سمع أَبا الوَقْت عبدَ الأَوَّل، وتوفّيَ سنة ٦٠٨. وجَمَاعَةٌ آخَرون، مثل أَبي عبد الله محمّد بن إِسماعيل بن إِبراهيم المَيْدَانيّ عن القَنْبِيّ ويحيى بن يحيى، وعنه أَبو عُصَيَّةَ اليَشكريُّ وأَبو الحسن البزَّار، ذَكَرَه الأَمير.
  والمَيْدَانُ أَيضاً: مَحَلَّةٌ عَظِيمَة بِخُوَارَزْمَ، خَرِبَتْ.
  ومَيْدَانِ: مدينةٌ في أَقصَى بلادِ ماوراءَ النَّهْرِ قُرْب إِسْبِيجَابَ.
  وشَارعُ المَيْدَانِ: مَحَلَّةٌ كبيرة بِبغْدَادَ، خَرِبَتْ، وقال ياقوت: هي هذه التي شَرْقِيّ بغدادَ ناحيةَ باب الأَزَج.
(١) في معجم المرزباني ص ٣١٩: ثريان.
(٢) في اللباب: أبو سعد سعيد بن أحمد. ومثله في معجم البلدان.
(٣) الأصل ومعجم البلدان، وفي اللباب ينسب إلى محلة بنيسابور يقال لها الميدان.
(٤) في معجم البلدان: أبا طالب بن يوسف.