تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كفأ]:

صفحة 230 - الجزء 1

  وكَشِئَ مِن الطَّعَامِ، كفَرِحَ كَشَأً⁣(⁣١) وكَشاءً كسَحَابٍ، الأَخيرة عن كُراع، وضبطه بعضهم محركة وكذا هو في نسختنا فَهُوَ كَشِئٌ كَكِتفٍ وَكَشِيءٌ كأَميرٍ وَتَكَشَّأَ أَي امْتَلأَ مِنْ الطعام، ورجُلٌ كَشِيءٌ ممتلئٌ منه، وفلان يَتَكَشَّأُ اللحْمَ: يأْكُله وهو يابسٌ كَكَشَأَ ثُلاثِيًّا يَكْشَأُ إِذا أَكل قِطْعَةً من الكَشِيءِ وهو الشِّواءُ المُنْضَج، فامتلأَ.

  وكَشِئَ السِّقَاءُ كَشَأً⁣(⁣٢) بَانَتْ أَدَمَتْه مِنْ بَشَرَتِه بالتحريك فيهما. قال أَبو حنيفة: هو إِذا أُطِيل طَيُّه فَيَبِس في طَيِّه وَتَكَسَّر.

  والكَشْءُ: غِلَظٌ في جِلْدِ اليَدِ وتقَبُّضٌ وقد كَشِئَتْ يَدُهُ أَي تَشَقَّقَتْ أَوْ غَلُظَ جِلْدُها وتَقَبَّضَ.

  وذُو كَشَاءٍ كَسَحَابٍ ع حكاه أَبو حنيفة، قال: وقالت جِنِّيَّةٌ: من أَرادَ الشِّفَاءَ من كُلِّ داءٍ فعَلَيْهِ بِنَبَاتِ البُرْقَةِ مِنْ ذي كَشَاءٍ. تَعني بِنَبَاتِ البُرْقَة الكُرَّاثَ وقد يأْتي في موضعه إِن شاءَ الله تعالى.

  والكُشْأَةُ، بالضَّمِّ: العَيْبُ يقال: ما في حَسَبِهِ كُشْأَةٌ، نقله الصاغاني.

  [كفأ]: كَافَأَهُ على الشيء مُكَافَأَةً وكِفَاءً كَقِتَالٍ أَي جَازَاهُ، تقول: مالي به قِبَلٌ ولا كِفَاءٌ، أَي مالي به طاقَةٌ على أَنِّي أُكافِئُه وكافأَ [فُلاناً]⁣(⁣٣) مُكافأَةً وكِفَاءً: مَاثَلَه، وتقول: لا كِفَاءَ له، بالكسر، وهو في الأَصل مصدرٌ، أَي لا نَظِيرَ له، وقال حَسَّانُ بن ثابت:

  وجبريل رسول الله فينا ... وَرُوح القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

  أَي جبريلُ # ليس له نَظِيرٌ ولا مَثيلٌ. وفي الحديث: «فَنَظَر إِليهم فَقال: مَنْ يُكَافِئُ هؤلاءِ»، وفي حديث الأَحنف: لا أَقَاوِمُ من لا كِفَاءَ لَهُ. يعني الشيطانَ، ويروى: لا أُقاوِلُ وكافَأَه: رَاقَبَهُ ومن كلامهم: الحَمْدُ للهِ كِفَاءَ الوَاجِبِ، أَي قدر مَا يَكُونُ مُكَافِئاً لَهُ، والاسْمُ الكَفَاءَةُ والكَفَاءُ بفتحهما ومَدِّهما، وهذا كِفَاؤُهُ بالكسر والمدّ، قال الشاعر:

  فَأَنْكَحَها لَا فِي كِفَاءٍ وَلَا غِنًى ... زِيَادٌ أَضَلَّ اللهُ سَعْيَ زِيَادِ

  وَكِفْأَتُه⁣(⁣٤) بكسر فسكون وفي بعض النسخ بالفتح والمدّ وكَفِيئُهُ كأَميرٍ وكُفْؤُهُ كقُفْلٍ وكَفْؤُهُ بالفتح عن كراع وَكِفْؤُهُ بالكسر وكُفُوءُه بالضم والمدّ أَي مِثْلُه يكون ذلك في كلّ شيء، وفي اللسان: الكُفْءُ: النظير والمساوِي، ومنه الكَفَاءَة في النّكاح، وهو أَن يكون الزَّوْجُ مُساوِياً للمرأَةِ في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وَبيْتِها وغَيْر ذلك. قال أَبو زيد: سمعتُ امرأَةً من عُقَيْلٍ وزَوْجَها يقرآنِ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفاً أَحَدٌ⁣(⁣٥) فأَلقى الهمزةَ وحوَّل حَركتَها على الفاءِ، وقال الزجاج في قوله تعالى وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْؤًا أَحَدٌ أَربعة أَوْجُهٍ، القراءَةُ منها ثلاثةٌ: كُفُؤًا بضم الكاف والفاءِ، وكُفْأً بضم الكاف وسكون الفاءِ، وكِفْأً بكسر الكاف وسكون الفاءِ، وقد قرئ بها، وكِفَاءٌ بكسر الكاف والمدّ، ولم يُقْرَأْ بها، ومعناه: لم يكن أَحدٌ مِثلاً لله تعالى جَلَّ ذِكْرُهُ، ويقال: فُلانٌ كَفِيءُ فلانٍ وَكُفُؤُ فلانٍ، وقد قرأَ ابن كَثيرٍ وأَبو عمرو وابنُ عامرٍ والكسائيُّ وعاصمٌ كُفُؤًا مُثقَّلاً مهموزاً، وقرأَ حَمزة بسكون الفَاء مهموزاً، وإِذا وَقَف قرأَ كُفَا، بغير همزة، واختُلِف عن نافع فَرُوِي عنه كُفُؤًا، مثل أَبي عمرٍو، وروي كُفْأً مثل حمزة. ج أَي من كلّ ذلك أَكْفَاءٌ. قال ابنُ سيِده: ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ وحَرِيٌّ أَن يَسَعه ذلك، أَعني أَن يكون أَكْفاء جَمْعَ كَفْءٍ المَفْتوح الأَوّل. وكِفَاءٌ جمع كَفِيءٍ، ككِرام وكَريم، والأَكفاء، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ، وحِمْل وأَحمال، وعُنُقٍ وأَعْنَاق.

  وكَفَأَ القومُ: انصرفوا عن الشيءِ وكَفَأَهُ كمَنَعه عنه كَفْأً⁣(⁣٦): صَرَفَه وقيل كَفَأْتُهم كَفْأً إِذا أَرادوا وَجْهاً فَصَرفْتَهم عنه إِلى غيره فانكَفَئوا، [أَي]:⁣(⁣٧) رَجَعُوا. وكَفَأَ الشيءَ والإِناءَ يَكْفَؤُه كَفأً وكَفَّأَه⁣(⁣٨) فَتَكَفَّأَ، وهو مَكْفُوءٌ: كَبَّهُ. حكاه صاحب الواعي عن الكسائي، وعبدُ الواحد اللغوي عن ابن الأَعرابي، ومثله حُكِيَ عن الأَصمعي، وفي الفَصِيح: كَفَأْتُ الإِناءَ:


(١) اللسان: كشْأً.

(٢) اللسان: كشْأً.

(٣) عن القاموس.

(٤) في نسخة من القاموس: وكفيأته.

(٥) سورة الاخلاص الآيتان ٣ - ٤.

(٦) عن القاموس واللسان، وبالأصل: (وكفأه كفؤاً) عنه كفأ (صرفه).

(٧) عن اللسان.

(٨) عن اللسان، وبالأصل كفاءة.