تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الواو) مع الدال المهملة

صفحة 302 - الجزء 5

  الأَعْرَابيّ: يقال: هو نَسِيجُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه ورُجَيْلُ⁣(⁣١) وَحْدِه، وعن ابنِ السِّكِّيت: تقول: هذا رَجُلٌ لا وَاحِدَ له، كما تقول: هو نَسِيجُ وَحْدِه، وفي حَدِيث عُمَرَ: «مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى نَسِيجِ وَحْدِه».

  وإِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ: الدَّاهِيَةُ وقيل: الحَيَّةُ سُمِّيَتْ بذلك لِتَلَوِّيها حتى تَصِيرَ كالطَّبَقِ.

  وفي الصّحاح: بنُو الوَحِيدِ: قَوْمٌ من بني كِلَاب بن رَبيعةَ بن عامِرِ بن صَعْصَعَةَ.

  والوُحْدَانُ، بالضمِّ: أَرْضٌ، وقيل رِمَالٌ مُنْقَطِعَةٌ، قال الراعي:

  حَتَّى إِذَا هَبَطَ الوُحْدَانُ وَانْكَشَفَتْ ... عَنْهُ سَلَاسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ⁣(⁣٢)

  وتَوَحَّدَه الله تَعالى بِعِصْمَتِه، أَي عَصَمَه ولم يَكِلْهُ إِلى غَيْرِه. وفي التهذيب: وأَما قولُ الناسِ تَوَحَّدَ اللهُ بالأَمْرِ وتَفَرَّدَ، فإِنه وإِن كان صحيحاً فإِني لا أُحِبّ أَن أَلْفِظَ به في صِفَةِ الله تعالى في المَعْنَى إِلَّا بما وَصَفَ بِه نَفْسَه في التَّنْزِيلِ أَو في السُّنَّةِ، ولم أَجِد المُتَوَحِّدَ في صِفَاتِه ولا المُتَفَرِّدَ، وإِنّمَا نَنْتَهِي في صِفَاته إِلى ما وَصَفَ به نَفسَه⁣(⁣٣) ولا نُجَاوِزُهُ إِلى غيرِه لمَجَازِه⁣(⁣٤) في العَرَبِيَّةِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الأُحْدَانُ، بالضَّمّ: السِّهَامُ الأَفْرَادُ التي لا نَظائرَ لها، وبه فسّر قول الشاعِر:

  لِيَهْنِيءْ تُرَاثِي لِامْرِيءٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ ... صَنَابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ

  سَرِيعَاتُ مَوْتٍ رَيِّثَاتُ إِفَاقَةٍ ... إِذَا مَا حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ

  والصَّنابِر: السِّهَام الرِّقَاق وحكَى اللحيانيُّ: عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ أَفْراداً ووِحَاداً، قال: وقال بعضُهم: أَعْدَدْت الدَّراهِمَ أَفرَاداً وَوِحَاداً، ثم قال: لا أَدْرِي أَعْدَدْتُ، أَمِنَ العَدَدِ أَم من العُدَّةِ.

  وقال أَبو مَنْصُور: وتقول: بَقِيتُ وَحِيداً فَرِيداً حَرِيداً، بمعنًى واحدٍ، ولا يُقَال: بقيتُ أَوْحَدَ، وأَنت تُريدُ فَرْداً، وكلامُ العَرَبِ يَجِيءُ⁣(⁣٥) على مَا بُنِيَ عليه وأُخِذَ عَنْهُمْ، ولا يُعْدَّى به مَوْضِعُه، ولا يَجُوز أَن يَتَكَلَّمَ به غيرُ أَهلِ المَعرِفة الراسخينَ فيه، الذين أَخَذُوه عن العَرَبِ أَو عمّن أَخَذَ عنهم من⁣(⁣٦) ذَوِي التَّمْييزِ والثِّقَة.

  وحكى سيبويهِ: الوَحْدَةُ في معنى التَّوَحُّد.

  وتَوَحَّدَ بِرَأَيِهِ: تَفَرَّدَ به.

  وأَوْحَدَه النَّاسُ: تَرَكُوه وَحْدَهُ، وقال اللِّحْيَانيُّ: قال الكسائيُّ: ما أَنْتَ⁣(⁣٧) مِن الأَحَدِ، أَي من الناسِ، وأَنشد:

  وَلَيْسَ يَطْلُبُنِي في أَمْرِ غَانِيَةٍ ... إِلَّا كعَمْرٍو وَمَا عَمْرٌو مِنَ الأَحَدِ

  قال: ولو قَلْتَ: ما هُو مِنَ الإِنسانِ، تُرِيد ما هُو مِن النَّاسِ، أَصْبَتَ.

  وبنو الوَحَدِ قَوْمٌ من تَغْلِبَ، حكاه ابنُ الأَعْرَابيّ، وبه فسّر قوله:

  فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ⁣(⁣٨) ... وَلكِنَّهَا الأَوْحَادُ أَسْفَلُ سَافِلِ

  أَراد بني الوَحَدِ من بني تَغْلِبَ: جعل كُلَّ واحِدٍ منهم أَحَداً.

  وابنُ الوَحِيدِ الكاتبُ صاحِبُ الخَطِّ المَنْسُوبِ، هو شَرَفُ الدينِ محمد بن شَرِيف بن يوسف، تَرْجَمه الصَّلَاح الصَّفَدِيُّ في الوافي بالوَفَيَاتِ.

  ووَحْدَةُ، من عَمَلِ تِلِمْسَانَ، منها أَبو محمّد عبد الله بن سعيد الوَحْديّ وَلِيَ قَضَاءَ بَلَنْسِيَةَ، وكان من أَئِمَّة المالِكِيّةَ، توفِّيَ سنة ٥١٠.


(١) التهذيب واللسان: ورجلٌ.

(٢) ديوانه ص ٦٩ وفيه:

الوحدان وانقطعت ... بينها عُقَدُ

والبيت من قصيدة يمدح عبد الله بن يزيد بن معاوية.

(٣) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «وصف بنفسه».

(٤) الأصل واللسان، وفي التهذيب: لجوازه.

(٥) التهذيب: يُجرى.

(٦) في التهذيب: من الأئمة المأمونين وذوي التمييز المبرِّزين.

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: ما أنت إلّا من الأحد.

(٨) قوله: أخذنا بأخذكم: أي أدركنا إبلكم فرددناها عليكم.