فصل الكاف مع الهمزة
  وَأَوْلَادَهَا وأَصْوَافَها سَنَةً وَرَدَّ عَلَيْهِ الأُمَّهَاتِ ووهَبْتُ له كُفْأَة ناقتي، تُضمّ وتُفتح، إِذا وهَبْتُ له وَلَدَها ولَبنَها وَوَبَرها سَنَةً، واستكْفَأَه فأَكْفَأَه: سأَلَه أَن يَجْعل له ذلك. وعن أَبي زيدٍ: استكفأَ زَيْدٌ عَمْراً نَاقَتَه، إِذا سأَله أَن يَهبها له وَولَدَها ووَبَرَها سَنةً، ورُوي عن الحارث بن أَبي الحارث الأَزدِيِّ مُن أَهْلِ نَصِيبَيْن أَن أَباه اشترى مَعْدِناً بمائة شاةِ مُتْبِع، فأَتى أُمَّه فاستأْمَرَهَا، فقالت: إِنك اشتريتَه بثلاثِمائة شاةٍ: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائةُ شاةٍ، وكُفْأَتُها مائةُ شاةٍ. فندِمَ فاستقالَ صاحِبَه فَأَبَى أَن يُقِيله، فقَبض المَعْدِن فأذابَه وأَخرج منه ثَمنَ أَلْفِ شاةٍ، فأَتَى به صاحِبُه إِلى عليٍّ ¥ - أَي وشَى به وسَعَى - وقال: إِن أَبا الحارث أصابَ رِكَازاً. فسأَله عليٌّ ¥، فأَخبره أَنه اشتراه بمائةِ شاةٍ مُتْبِع(١)، فقال عليٌّ: ما أَرى الخُمُسَ إِلَّا على البائع، فأَخذَ الخُمُسَ من الغنم، والمعنى: أَن أُمَّ الرجلِ جعَلَتْ كُفْأَة مائةِ شاةٍ في كلّ نِتاجٍ مائةً، ولو كانتْ إِبلاً كان كفأَةُ مائةٍ من الإِبل خَمْسينَ، لأَن الغَنَمَ يُرْسَل الفَحْلُ فيها وقْتَ ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجمعَ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَل عليها سنَةً، وسَنَةً لا يُحْمَل عليها، وأَرادت أُم الرجلِ تَكثيرَ ما اشتَرَى به ابنُها، وإِعلامَه أَنَّه غُبِن فيما ابتاعَ، فَفطَّنَتْه أَنه كان(٢) اشتَرَى المَعدِنَ بثلاثِمائةِ شاةٍ، فَنَدم الابنُ واستقالَ بائعَه، فأَبَى وبارك اللهُ له في المعدِنِ، فحسَده البائعُ(٣) وسَعَى به إِلى عليٍّ ¥، فأَلزَمَه الخُمُسَ، وأَضرَّ البائعُ بنفسِه في سِعَايته بصاحبه إِليه، كذا في لسان العرب.
  والكِفَاءُ بالكسر والمدّ كَكِتَابٍ: سُتْرَةٌ مِنْ أَعْلَى البَيْتِ إِلى مِنْ مُؤَخَّرِه، أَو هو الشُّقَّةُ التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ، أَو هو كسَاءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزار حَتَّى يَبْلُغَ الأَرْضَ، ومنه: قَدْ أَكْفَأْتُ البَيْتَ إِكْفَاءُ، وهو مُكْفَأٌ، إِذَا عَمِلْتَ له كِفَاءً، وكِفَاءُ البيتِ مُؤَخَّرْه، وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شَاةً، في كِفَاءِ البَيْتِ، هو من ذلك، والجمعُ أَكْفِئَةٌ، كحِمارٍ وأَحْمِرَةٍ.
  ورجلٌ مُكْفَأُ الوجْهِ: مُتَغَيِّرُه سَاهِمُه ورأَيتُ فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ، إِذا رَأَيْتَه كاسِفَ اللوْنِ سَاهِماً، ويقال: رأَيته مُتَكَفِّئَ اللوْنِ ومُنْكَفِتَ اللوْنِ(٤)، أَي مُتَغَيِّرَهُ. ويقال: أَصبح فلانٌ كَفِيءَ اللوْنِ مُتَغَيِّرَهُ، كأَنه كُفِئَ فهو كَفِيءُ اللَّوْنِ كأَمِيرٍ ومُكْفَؤُهُ كَمُكْرَم، أَي كَاسِفُهُ ساهِمُه أَي مُتَغَيِّرُهُ لِأَمْرٍ نَابَه، قال دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ.
  وَأَسْمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... كَفِيءِ اللَّوْنِ مِنْ مَسٍّ وَضَرْسِ(٥)
  أَي متغيّر اللَّوْنِ من كثرة ما مُسِحَ وعُصِرَ(٦).
  وكَافَأَهُ: دَافَعهُ وقَاوَمَه، قال أَبو ذَرٍّ في حديثه: لنا عَبَاءَتَانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ وإِني لأَخْشَى فَضْلَ الحِسَابِ. أَي نُقابِل بهما الشمْسَ ونُدافِع، من المُكافَأَة: المُقَاوَمةِ.
  وكَافَأَ الرجلُ بَين فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ إِذا وَالَى بينهما طَعَنَ هذا ثُمَّ هذا. وفي حديث العَقيقة عن الغلام شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ بفتح الفاءِ، قال ابنُ الأَعرابيّ مُشْتَبِهَتانِ، وقيل: مُتقارِبَتَان، وقيل: مُسْتَوِيتانِ وتُكْسَر الفَاءُ عن الخَطَّابِي، واختار المحدِّثون الفَتْحَ، ومعنى مُتَساوِيَتَان كُل [واحدة](٧) منهما مُسَاوِيَةٌ لِصَاحِبَتِها فِي السِّنِّ فمعنى الحديث: لا يُعَقُّ إِلّا بِمُسِنَّةٍ، وأَقلَّه أَن يكون جَذَعاً كما يُجْزِئ في الضَّحايا، قال الخَطَّابي: وأَرى الفَتْحَ أَولَى، لأَنه يريد شَاتَيْنِ قد سُوِّى بينهما، أَي مُسَاوًى بينهما، قال: وأَما الكَسْر فمعناه أَنهما مُتساوِيتان(٨)، فيُحْتَاج أَن يَذْكُر أَيَّ شَيْءٍ سَاوَيَا، وإِنما لو قال مُتَكافِئتان كان الكَسْرُ أَوْلَى، وقال الزّمخشري: لا فَرْقَ بين المُكافِئَتين والمُكَافَأَتَيْنِ(٩)، لأَن كلّ واحدٍة إِذا كافَأَت أُختَها فقد كُوفِئَت، فهي مُكافِئَة ومُكَافَأَة، أَو يكون معناه مُعَادِلَتَان
(١) أي التي يتبعها أولادها.
(٢) اللسان: كأنه.
(٣) زيد في اللسان: على كثرة الربح.
(٤) قوله «منكفى اللون ومنكفت اللون» الأول من التفعل والثاني من الانفعال، كما يفيده غير نسخة من التهذيب (عن اللسان - هامش).
(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «أنشده الجوهري في مادة ض ر س:
وأسمر من قداح النبع فرع ... به علمان من عقب وضرس
وأنشده صاحب اللسان:
واصفر من قداح النبع فرع».
يريد في مادة ضرس، لأنه أنشده في «كفأ» كالأصل.
(٦) اللسان: وعضّ.
(٧) عن القاموس.
(٨) اللسان: مساويتان.
(٩) عن اللسان، وبالأصل «الكافأتين».