تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع الراء

صفحة 34 - الجزء 6

  كلِّه وفي اللِّسَان: إِلّا ما أَمَرْتَه به، لِحُمْقِه، وقال امْرُؤُ القَيْس:

  وليس بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ... إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا

  ويقال: رجلٌ إِمَّرٌ: لا رَأْيَ له، فهو يَأْتَمِرُ لكلِّ آمِر⁣(⁣١) ويُطِيعُه. وقال السّاجِعُ: إِذا طَلَعَتِ الشَّعْرَى سَفَراً فلا تُرْسِلْ فيها إِمَّرَةً ولا إِمَّراً⁣(⁣٢). قال شَمِرٌ: معناه لا تُرْسِلْ في الإِبلِ رجلاً لا عقلَ له يُدَبِّرُها. وفي حديث آدَمَ #: «مَن يُطِعْ إِمَّرَةً لا يَأْكُلْ ثَمَرَةً».

  قال ابنُ الأَثِير: هو الأَحمق الضعيفُ الرَّأْيِ الذي يقولُ لغيرِه: مُرْنِي بأَمْرِكَ، أَي مَنْ يُطِعْ امرأَةً حمقاءَ يُحْرَمِ الخَيْرَ، ومثلُه في الأَساس⁣(⁣٣)، قال: وقد يُطلَقُ الإِمَّرةُ على الرَّجل، والهاءُ للمبالغة، يقال: رجلٌ إِمَّرَةٌ، وقال ثعلبٌ في قوله: رجلٌ إِمَّرٌ، قال: شُبِّه بالجَدْي.

  وهما أَيضاً: الصَّغِيرُ من أَولاد الضَّأْنِ، أَي يُطلَقان عليه، وقِيل: هما الصَّغِيرَان من أَولادِ المَعزِ.

  والعربُ تقولُ للرَّجل إِذا وَصَفُوه بالإِعدام: ما لَه إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ، أَي ما له خَرُوفٌ ولا رِخْلٌ، وقيل: ما له شيءٌ، والإِمَّرُ: الخَرُوفُ، والإِمَّرَةُ: الرِّخْلُ، والخروفُ ذَكَرٌ والرِّخْلُ أُنْثَى.

  والأَمَرَةُ، محرَّكةً: الحِجَارةُ⁣(⁣٤). قال أَبو زُبَيْدٍ يَرْثِي فيها⁣(⁣٥) عُثمانَ بنَ عفّانَ، ¥:

  يا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ كان الَّذِي زَعَمُوا ... حقّاً وما ذا يَرُدُّ اليَومَ تَلْهِيفِي

  إِنْ كَان عُثْمانُ أَمْسَى فَوقَه أَمَرٌ ... كراقِبِ العُونِ فوقَ القُنَّةِ المُوفِي⁣(⁣٦)

  شَبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرْقُبُ عُيُونَ⁣(⁣٧) أُتُنِه. وقال ابنُ سِيدَه: الأَمَرَةُ: العَلَامةُ.

  وقال غيرُه: الأَمَرَة: العَلَمُ الصغيرُ مِن أَعَلام المَفَاوِزِ من حِجارةٍ، وهو بفَتْحِ الهمزةِ والميم.

  والأَمَرةُ أَيضاً: الرّابِيَةُ.

  وقال ابنُ شُمَيل: الأَمَرَةُ مثلُ المَنارِة فوقَ الجبلِ عَرِيضٌ، مثلُ البَيتِ وأَعظمُ، وطُولُه في السَّماءِ أَربعونَ قامَة صُنِعَتْ على عهدِ عادٍ وإِرَمَ، وربما كان أَصلُ إِحداهنَّ مثلَ الدّارِ، وإِنما هي حجارةٌ مُكوَّمةٌ بعضُها فوق بعضٍ قد أُلزِقَ ما بينها بالطِّين، وأَنت تَراها كأَنَّهَا خِلْقَة.

  جَمْعُ الكُلِّ أَمَرٌ.

  قال الفَرّاءُ: يقال: ما بها أَمَرٌ، أَي عَلَمٌ.

  وقال أَبو عَمْرو: الأَمَرَاتُ: الأَعلامُ، واحدتُها أَمَرَةٌ، وقال غيرُه: وأَمَارةٌ مثلُ أَمَرَةٍ.

  والأَمَارةُ والأَمَارُ، بفتحِهما: المَوْعِدُ والوقْتُ المحدُودُ، وعَمَّ ابنُ الأَعْرَابِيِّ بالأَمَارَة الوَقتَ؛ فقال: الأَمَارةُ: الوَقتُ، ولم يُعَيِّن أَمَحدودٌ أَم غيرُ محدودٍ.

  والأَمَارُ: العَلمُ الصغيرُ من أَعلامِ المَفاوِزِ من حجارةٍ، وقال حُمَيد:

  بِسَوَاءِ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمَارَةً ... منها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطِرُ

  وكلُّ علَامةٍ تُعَدُّ فهي أَمَارةٌ، وتقول: هي أَمَارةُ ما بَيْنِي وبَيْنِكَ، أَي علامة، وأَنشد:

  إِذا طَلَعَتْ شمسُ النّهارِ فإِنَّها ... أَمَارةُ تَسْلِيمِي عليك فَسَلِّمِي

  وقال العَجّاج:

  إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِه فارْتَدَّتِ ... إِلى أَمَارٍ وأَمارٍ مُدَّتِي⁣(⁣٨)

  قال ابنُ بَرّيّ: «وأَمَارِ مُدَّتِي» بالإِضافَةِ⁣(⁣٩)، والضميرُ


(١) هذا ضبط اللسان، وفي التهذيب: «أَمْر» وفي الصحاح: لكل أَحدٍ.

(٢) السجع بتمامه في مجالس ثعلب ص ٥٥٨ ث هارون: إِذا طلعت الشعرى سفراً، ولم تر فيها مطراً فلا تلحق فيها إمّرة ولا امرّاً ولا سقيباً ذكراً.

(٣) عبارة الأَساس: ورجل إِمَّرَةٌ: يقول لكل أَحد: مرني بأمرك.

(٤) في اللسان: والأَمرَ: الحجارة، واحدتها أَمَرَةٌ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يرثي فيها، كذا بخطه والذي في اللسان: من قصيدة يرثي فيها».

(٦) العُون جمع عانة وهي حمر الوحش ونظيرها من الجمع قارة وقُور.

(٧) في اللسان: عُون.

(٨) ورد قول العجاج في اللسان شاهداً على قوله: والأمار: الوقت والعلامة.

(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قال ابن بري الخ كذا بخطه، والذي في اللسان: قال ابن بري: وصواب إنشاده وأمار مدتي بالإضافة اه يعني أَنه في البيت مضبوط أمار بالتنوين وهو خطأ.