[بسر]:
  في نُكْتَةِ التّعاطُفِ، في قوله تعالَى: {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ}(١).
  وقال أَبو إِسحاق: بَسَرَ، أَي نَظَرَ بكَرَاهةٍ شديدةٍ.
  وَبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً، أَي كَلَحَ.
  وفي حديث سَعْدٍ، قال: «لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِي أُمِّي فكانَتْ تَلْقانِي مَرَّةً بالبِشْر ومَرَّةً بالبَسْرِ» أَي القُطُوبِ.
  وبَسَرَ: قَهَرَ، يَبْسُرُ بُسُوراً.
  وبَسَرَ القَرْحَةَ: نَكَأَهَا قبلَ النُّضْجِ، كما في الصّحاح، كأَبْسَرَ، وهذه عن الصَّاغانيُّ، وفي الأَساس: في المَجَاز: وإِنْ خَرَجَتْ بك بَثْرَةٌ فلا تَبْسُرْهَا: لا تَفْقَأْهَا.
  وبَسَرَ النَّخْلَةَ: لَقَّحها قبلَ أَوانه أَي التَّلْقِيحِ كابْتَسَرها، قال ابن مُقْبِلٍ:
  طَافَتْ به العُجْمُ حتَّ نَدَّ ناهِضُها ... عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غيرَ مُبْتَسَرِ
  ومن المَجَاز: بَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ: ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَةِ يَبْسُرها بَسْراً، قال الأَصمعيُّ: إِذا ضُرِبَت النّاقةُ على غير ضَبَعَةٍ فذلك البَسْرُ، وقد بَسَرَها الفَحْلُ فهي مَبْسُورَةٌ.
  قال شَمِرٌ: ومنه يقَال: بَسَرْتُ غَرِيمِي، إِذا تَقاضَيْتُه قبلَ مَحَلِّ المالِ.
  وَبَسَرْتُ الدُّمَّلَ، إِذا عَصَرْتُه قبلَ أَن يَنْضَجَ.(٢).
  ومن المَجَاز: بَسَرَ الحاجةَ: طَلَبَهَا في غيرِ أَوَانِها، وفي الجَمْهَرةِ لابن دُرَيْدٍ: في غيرِ وَجْهِهَا والمَبْسُورُ: طالِبُ الحاجةِ في غيرِ مَوْضِعِهَا، كأَبْسَرَ وابْتَسَرَ وَتَبسَّرَ. وقد بَسَرَ حاجتَه يَبْسُرُها بَسْراً وَبِسَاراً، وابْتَسَرها وَتَبَسَّرها: طَلَبَها في غير أَوانِها، أَو في غير موضعِها، أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ للرّاعِي:
  إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنه ... تَبَسَّرَ يَبْتَغِي منها البِسَارَا(٣)
  وَبَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ وَتَبَسَّرَهَا، ففي كلام المصنِّف لَفُّ ونَشْرٌ.
  وبَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُهُ بَسْراً: نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ به أَي بالتَّمْر أَو الرُّطَب، كأَبْسَرَ وبَسَّر، ورُوِيَ عن الأَشْجَعِ العَبْدِيِّ أَنّه قال(٤): «لَا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا»؛ فأَمّا البَسْرُ فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتَّمْر، وانْتِبَاذُهما جميعاً، والثَّجْرُ أَن يُؤْخَذَ ثَجِيرُ البُسْرِ فيُلْقَى مع التَّمْر، وكَرِهَ هذا حذارَ الخَلِيطَيْن؛ لِنَهْيِ النبِيِّ ﷺ عنهما، وفي الصّحاح: البَسْرُ أَن تَخْلِطَ البُسْرَ مع غيره في النَّبِيذ.
  وبَسَرَ السِّقَاءَ: شَرِبَ منه قبلَ أَنْ يَرُوبَ ما فيه.
  ومن المَجاز: بَسَرَ الدَّيْنَ: تَقَاضاه قبلَ مَحِلَّه، وهو مأْخُوذٌ مِن قولِ شَمِرٍ، وقد تقدَّم.
  والبَسْرُ: الماءُ الباردُ والبَسْرُ: ابتداءُ الشَّيْءِ، كالابْتِسارِ، وفي الحديث عن أَنَسٍ، قال: «لم يَخْرُجْ رسولُ اللهِ ﷺ في سَفَرٍ قَطُّ إِلّا قال حين يَنْهَضُ مِن جُلُوسه: اللهُمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ، وإِليكَ تَوَجَّهْتُ، وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنت رَبِّي ورَجَائِي، اللهُمَّ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي، وما لم أَهْتَمَّ به، وما أَنت أَعلمُ به مِنِّي، وَزوِّدْنِي التَّقْوى، واغْفِرْ لي ذَنْبِي، ووَجِّهْنِي للخَيْرِ أَينَ تَوَجَّهْتُ. ثم يخرج» ومعنى بكَ ابتسرتُ، أَي ابتدأَتُ سَفَرِي. قال الأَزهريُّ: والمحدِّثون يَرْوُونَه بالنُّون والشِّين، أَي تَحَرَّكْتُ وسِرْتُ.
  والبُسْرُ بالضّمِّ: الغَضُّ مِن كلِّ شيْءٍ، نَبْتٌ بُسْرٌ، وذلك إِذا ارتفعَ عن وَجه الأَرضِ، ولم يَطُلْ؛ لأَنَّه حينِئذٍ غَضٌّ.
  والبَسْرُ والبُسْرُ: الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمَطَر ساعَةَ يَنْزِلُ مِن المُزْنِ، ج بِسَارٌ مثلُ رُمْحٍ ورِماح.
  والبُسْرُ: الشّابُّ والشّابَّةُ. رجلٌ بُسْرٌ، وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شابّانِ طَرِيّانِ.
  والبُسْرُ: التَّمْرُ قبلَ إِرطَابِه لغَضاضَتِه؛ وذلك إِذا لَوَّنَ ولم يَنْضَج، وإِذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ، والبُسْرَةُ واحِدَتُها، وتُضَمُّ السِّينُ إِتباعاً، يقال: بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وبُسْرَاتٌ وبُسُرَاتٌ وبُسْرٌ
(١) سورة المدثر الآية ٢٢.
(٢) في التهذيب واللسان: يتقبّح.
(٣) ديوانه ص ١٤٨ وانظر تخريجه فيه. وفيه «فيها» بدل «منها» قال ابن الأعرابي: بنات الأرض الأنهار الصغار، وهي الغدران فيها بقايا الماء. وقيل: بنات الأرض: النبات.
(٤) كذا بالأصل والتهذيب واللسان، وفي الصحاح: وفي الحديث.