تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بعثر]:

صفحة 102 - الجزء 6

  وجَفْرُ البَعْرِ: ماءٌ لبَنِي رَبِيعَةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ كِلابٍ، بينَ مكةَ واليَمَامَةِ، على الجادَّةِ⁣(⁣١).

  والخَضِرُ بنُ بَدرانَ بنِ بُعْرَى بنِ حِطّانَ: الأَديبُ، كبُشْرَى، كَتَبَ عنه المُنْذِرِيُّ، وضَبَطَه.

  وبِلالُ بنُ البَعِيرِ المُحاربيُّ، فيه يقولُ الشاعر يَهْجُوه:

  يقولُونَ: هذا ابنُ البَعِيرِ وما لَه ... سَنامٌ ولا في ذِرْوَةِ المَجْدِ غارِبُ⁣(⁣٢)

  ذَكَرَه المُبَرِّدُ في الكامل.

  [بعثر]: بَعْثَرَ الرَّجُلُ: نَظَرَ وفَتَّشَ وبَعْثَرَ الشَّيءَ: فَرَّقَه وبَدَّدَه، وقال الزَّجّاجُ: بَعْثَرَ متاعَه وبَحْثَرَه، إِذا قَلَبَ بعضَه على بعض، وزَعَم يعقوبُ أَنّ عَيْنَهَا بَدَلٌ من غَيْن «بَغْثَرَ»، أَو غَيْن «بَغْثَرَ» بَدَلٌ منها.

  وبَعْثَرَ الخَبَرَ: بَحَثَه. ويقال: بَعْثَرَ الشَّيْءَ وبَحْثَرَه، إِذا اسْتَخْرَجَه فَكَشَفه. وبَعْثَرَه: أَثارَ ما فيه، قال أَبو عُبَيْدَةَ في قولِه تعالَى: {إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ}⁣(⁣٣): أُثِيرَ وأُخْرِجَ.

  قال: وبَعْثَرَ الحَوْضَ: هَدَمَه وجَعَلَ أَسْفَلَه أَعلاه. وقال الزَّجّاج: بُعْثِرَتْ، أَي قُلِبَ تُرابُها، وبُعِثَ المَوْتَى الذين فيها، وقال الفَرّاءُ: أَي خَرجَ ما في بَطْنِها من الذَّهَبِ والفِضَّة، وخُرُوجُ المَوْتَى بعد ذلك.

  والبَعْثَرَةُ: غَثَيَانُ النَّفْسِ، وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «إِنَّي إِذا لم أَرَكَ تَبَعْثَرَتْ نَفْسِي»؛ أَي جاشَتْ وانْقَلَبَتْ وغَثَتْ.

  والبَعْثَرَةُ: اللَّوْنُ الوَسِخُ، مِن ذلك.

  ومنه: ابنُ بَعْثَرٍ، كجَعْفَرٍ: الشّاعرُ ويُقال بالغَيْن، السَّعْدِيُّ خارِجِيٌّ، واسمُه يَزِيدُ، وفيه يقولُ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ:

  لقد كانَ في الدُّنْيَا يَزِيدُ بنُ بَعْثَرٍ ... حَرِيصاً على الخَيْرَاتِ حُلْواً شَمَائِلُه⁣(⁣٤)

  في أَبياتٍ انْظُرْ كتابَ البَلاذُريِّ.

  وحَمْلَةُ وصِلَةُ ابْنَا بَعْثَر، مِنْ بَكْرِ بنِ عامِرٍ، وقال الحافِظُ: مِن بَنِي كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ. وعطِيَّةُ بن بَعْثَر التَّغْلَبيُّ، خَبَرُهُ في كتاب البلاذُريّ.

  [بعذر]: بَعْذَرَه بِعْذارةً، بالكسر، أَهملَه الجوهَريُّ، وقال أَبو زَيْدٍ: أَي حَرَّكَه.

  وبَعْذَرَ فلاناً: نَقَصَه، وكذلك قَرْقَرَه قِرْقارَةً⁣(⁣٥) ونَقَصَه، هكذا في النُّسَخ بالنُّونِ والقافِ والصَّادِ المُهْمَلَةِ، والصَّواب نَفَضَه، بالفاءِ والضّادِ المُعْجَمَةِ، كما هو نَصُّ اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ.

  [بعكر]: بَعْكَرَه بالسَّيفِ، أَهملَه الجوهَريُّ، وفي التَّكْمِلَة: أَي قَطَعَه، ككَعْبَرَه به، وسيأْتي.

  [بغر]: بَغَرَ البَعِيرُ - كفَرِحَ ومَنَع - بَغْراً - بفتحٍ فسكونٍ - وبَغَراً، مُحَرَّكَةً، فهو بَغِرٌ ككَتِفٍ، وبَغِيرٌ، كأَمِيرٍ: شَرِبَ ولم يَرْوَ، فأَخَذَه داءٌ مِن كَثْرَةِ الشُّرْبِ، كبَحِرَ بَحَراً، وكذلك الرَّجُلُ، كذا في نوادِرِ اليَزِيدِيِّ، وقال ابن الأَعرابيِّ: البَغَرُ والبَغْرُ: الشُّرْبُ بلا رِيًّ، وقال الأَصمعيّ: هو داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ فتشربُ، فلا تَرْوَى وتَمْرَضُ عنه فتَمُوت، قال الفرزدقُ:

  فقلتُ: ما هو إلّا السّامُ تَرْكَبُه⁣(⁣٦) ... كأَنَّمَا الموتُ في أَجْنادِه البَغَرُ

  وقال آخَرُ:

  وسِرْتَ بقَيْقَاةٍ فأَنْتَ بِغَيْرُ

  ج بَغارَى، ويُضَمُّ.

  والبَغْرُ، ويُحَرَّكَ والبَغْرَةُ: الدُّفْعَةُ الشَّدِيدَةُ مِن المَطَرِ، وقال أَبو زَيْدٍ: يُقال: هذه بَغْرَةُ نَجْمِ كذا، ولا يكون البَغْرَةُ إِلّا مع كَثْرَة المَطَر.

  بَغَرَتِ السَّمَاءُ، كمَنَعَ، بَغْراً.

  وقال أَبو حَنِيفَةَ: بُغِرَتِ الأَرضُ، مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ:


(١) قاله نصر كما في معجم البلدان «بعر».

(٢) البيت في الكامل للمبرد ١/ ٦٧ وفيه: «أبناء البعير» بدل: «هذا ابن» ونسب لابن ميادة. وفي ديوان الحماسة بشرح المرزوقي ونسب لأرطاة بن سهية.

(٣) سورة العاديات الآية ٩.

(٤) أنساب الأشراف ٧/ ٨٨، وكان يزيد بن بعثر السعدي التميمي قد خرج بجوخى، فوجه إليه بشر بن مروان خيلاً فقتل.

(٥) في التكملة: فرفرني فرفارة بالفاء.

(٦) عن الديوان، وبالأصل «نركبه».