تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بغشر]:

صفحة 104 - الجزء 6

  [بغشر]: بَغْشُورُ، بالفَتْح وضمِّ الشِّينِ المعجَمَة، أَهملَه الجوهريُّ، وهو د بينَ هَراةَ وسَرَخْسَ، وقال ابن الأَثِير: بين مَرْوَ وهَراةَ⁣(⁣١)، يقال له: بَغْ، وبَغْشُورُ، قال الصَّاغانيّ: بينه وبين هَراةَ خمسةٌ وعشرون فَرْسَخاً، وفَعْلُول في الأَسماءِ نادرٌ. والنِّسْبَةُ بَغَوِيٌّ، على غير قياسٍ فإِن القياسَ يَقْتَضِي أَن تكونَ بَغْشُورِيٌّ، وهو مُعَرَّب كَوْشُورَ، أَي الحُفْرَةُ المالِحَةُ، وهذا تعريبٌ غريبٌ؛ فإِن «بَغْ» بالفارسيَّة البُستانُ، ولا ذِكْرَ للحُفْرة في الأَصل، إِلّا أَن يُقال: إِن أَرضَ البُستانِ دائماً تكونُ مَحْفُورَةً.

  منها؛ أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الوَرّاقُ، نَزِيلُ مكّةَ، وابنُ أَخِيه أَبو القاسمِ عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عبدِ العزيزِ مُسْنِدُ الدُّنيا، طالَ عمرُه، فَعَلَتْ رِوَايتُه، مولدُه ببغدادَ سنَةَ ٢١٤، وجَدُّه لأُمِّه أَحمدُ بنُ منيع البَغَوِيُّ؛ فلذلك نُسِبَ إِليه، وتُوُفِّيَ سنةَ ٣١٦⁣(⁣٢).

  وإِبراهِيمُ بنُ هاشِمٍ، عن إِبراهِيمَ بنِ الحَجّاج السّاميّ.

  والقاضي أَبو سعيدٍ محمّدُ بنُ عليِّ بن أَبي صالحٍ الدَّبّاسُ، راوِي التِّرْمِذِيِّ.

  ومُحْيِي السُّنَّةِ أَبو محمّدٍ الحُسَينُ بنُ مسعودِ بنِ محمّدٍ الفَرّاءُ، صاحبُ المَصابِيح.

  وفاتَه:

  أَبو الأَحْوَص محمّدُ بنُ حِبّانَ⁣(⁣٣) البَغَوِيُّ، سَكَنَ بغدادَ، رَوَى عنه أَحمدُ بنُ حَنْبَل وغيرُه، والفقيهُ أَبو يعقوبَ يوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ إِبراهِيمَ البَغَوِيُّ، رَوَى عنه الحاكِمُ، ومحمّدُ بنُ نَجِيدٍ والدُ عبدِ الملك وعبدِ الصمد، من أَهل بَغْ، حَدَّثُوا كلُّهم.

  [بقر]: البَقَرَةُ مِن الأَهْلِيِّ والوَحْشِيِّ يكونُ للمذكَّر والمؤنَّث، وَيَقَعُ على الذَّكَر والأُنثى، كذا في المُحكَم، وإِنّما دَخَلَتْه الهاءُ على أَنه واحِدٌ من جنْسٍ، م أَي معروفٌ.

  ج بَقَرٌ بحذف الهاءِ وَبَقَراتٌ، وبُقُرٌ، بضمَّتَين، وبُقّارٌ، كرُمّان، وأُبْقُورٌ وِزان أُفْعُول، وبَواقِرُ، وهذا الأَخيرُ نقلَه الأَزهريُّ عن الأَصمعيّ، قال: وأَنشدَنِي ابنُ أَبي طَرفةَ:

  وَسَكَّتُّهُمْ بالقَوْلِ حتَّى كأَنَّهُمْ ... بَوَاقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْهَا المَرَاتِعُ

  وأَمّا باقِرٌ وَبَقِيرٌ وبِيقُورٌ وباقُورٌ وباقُورَةٌ فأَسمَاءٌ للجَمْع، وهذا نصُّ عبارَةِ المُحْكَم، وقال: وجمعُ البَقَرِ أَبْقُرٌ، كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ، وأَنْشَدَ لمَعْقِلِ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيِّ:

  كأَنَّ عَرُوضَيْه مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ ... لَهُنَّ إِذا ما رُحْنَ فيها مَذَاعِقُ

  وأَنشدَ في بَيْقُورٍ:

  سَلَعٌ مَّا ومثلُه عُشَرٌ مَّا ... عائِلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورَا

  وأَنشدَ الجوهريُّ للوَرلِ الطائيِّ:

  لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خابَ سَعْيُهُمُ ... يَسْتَمْطِرُونَ لَدَي الأَزْمَاتِ بالعُشَرِ

  أَجاعِلٌ أَنتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً ... ذَرِيعَةً لك بَيْنَ الله والمَطَرِ

  وإِنَّمَا قال ذلك؛ لأَن العربَ كانت في الجاهليَّةِ إِذا اسْتَسْقَوا جَعَلُوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذْنابِ البَقَرِ، وأَشْعَلُوا فيه⁣(⁣٤)، فتَضِجُّ البَقَرُ مِن ذلك، ويُمْطَرُون، وأَهلُ اليمنِ يُسَمُّون البَقَرَةَ باقُورَةً. وكَتَبَ النبيُّ في كتاب الصَّدَقةِ لِأَهْلِ اليمنِ: «في ثلاثينَ باقُورَةً بَقَرَةٌ».

  وقال اللَّيث: الباقِرُ: جماعةُ البَقَرِ مع رُعَاتِهَا، والجامِلُ: جماعةُ الجِمَال مع راعِيها، وفي جَمْهَرة ابنِ دُرَيد: وباقِرٌ وبَقِيرٌ جمعُ البَقَرِ.

  والبَقّارُ كشَدّادٍ: صاحِبُه، أَي البَقَرِ.

  والبَقّارُ: وادٍ قال لَبِيد:

  فباتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْه ... مِن البَقّارِ كالعَمِدِ الثَّقَالِ⁣(⁣٥)


(١) ومثله في معجم البلدان.

(٢) في اللباب ومعجم البلدان كانت ولادته سنة ٢١٣ ووفاته سنة ٣١٧.

(٣) اللباب ومعجم البلدان: حيان.

(٤) اللسان: وأشعلوا فيه النار.

(٥) عن الصحاح واللسان، وبالأصل «نبات» ونبه إلى روايتهما بهامش المطبوعة المصرية.