تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الباء) الموحدة مع الراء

صفحة 121 - الجزء 6

  إِلى الفَخِذ فيُسَمَّى النَّسَا، ويمتدُّ إِلى السّاق فيُسَمَّى الصّافِنَ، والهمزةُ في الأَبْهَر زائدةٌ، انتهى.

  وأَنشدَ الأَصمعيُّ لابن مُقْبِلٍ:

  ولِلْفُؤادِ وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرهِ ... لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ

  والأَبْهَرُ: الجانِبُ الأَقْصَرُ مِن الرّيش. والأَباهِرُ مِن رِيشِ الطّائِر: ما يَلِي الكُلَى أَوّلُها القَوادِمُ ثم المناكِبُ⁣(⁣١)، ثم الخَوافِي، ثم الأَباهِرُ، ثم الكُلَى، وقال اللِّحيانِيُّ: يُقَالِ لأَرْبَعِ رِيشَاتٍ مِن مُقَدَّم الجَنَاحِ: القَوادِمُ، ولأَربعٍ يَلِيهنَّ: المَنَاكِبُ، ولأَربعٍ بعدَ المَناكِبِ: الخَوافِي، ولأَربعٍ بعد الخَوافِي: الأَباهِرُ.

  وقيل: الأَبْهَرُ: ظَهْرُ سِيَةِ القَوْسِ، أَو الأَبْهَرُ من القَوْسِ ما بينَ طائِفِها والكُلْيَةِ. وفي حديث عليٍّ ¥: «فيُلْقَى بالفَضاءِ مُنقطِعاً أَبْهَرَاه». قال الأَصْمعيّ: فى القَوْس كَبِدُها، وهو ما بين طَرَفَي العِلَاقَةِ، ثم الكُلْيَةُ تَلَي ذلك، ثم الأَبْهَرُ يَلِي ذلك، ثم الطّائِفُ، ثم السِّيَةُ، وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا.

  والأَبْهَرُ: الطَّيِّبُ من الأَرض السَّهْلُ منها، لَا يَعْلُوه السَّيْلُ، ومنهم مَن قَيَّدَه بما بين الأَجْبُلِ.

  والأَبْهَرُ: الضَّرِيعُ اليابِسُ نقلَه الصَّاغانيّ.

  وأَبْهَرُ، بلا لامٍ: مُعَرَّبُ آبْ هَرْ، أَي ماءُ الرَّحْى⁣(⁣٢): د، عظيمٌ بين قَزْوِينَ وزَنْجَانَ، منها إِلى قَزْوِينَ اثنا عَشَرَ فَرْسَخاً، ومنها إِلى زَنْجَانَ خمسة عشرَ فَرْسَخاً، ذَكَره ابنُ خُرْدَاذْبَه.

  وأَبْهَرُ: بُلَيْدَةٌ بنواحِي أَصْبَهَانَ، ذَكَرَه أَبو سَعِيدٍ المالِينيُّ، ونُسِبَ إِليها أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ صالح التَمِيمِيُّ، الفَقِيهُ المُقرِي، تُوُفِّيَ سنةَ ٣٧٥، ونُسِبَ إِليها أَيضاً أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ⁣(⁣٣) بنِ الحَسَنِ بنِ ماجَه الأَبْهَرِيُّ، طال عُمرُه، وأَكْثَرُوا عنه الحديثَ، تُوُفِّيَ سَنةَ ٤٨١.

  وأَبْهَرُ: جبلٌ بالحِجازِ. وبَهْرَاءُ: قَبِيلةٌ من اليَمن، قال كُراع: وقد يُقْصَرُ، قال ابنِ سِيدَه: لا أَعْلَمُ أَحداً حَكَى فيه القَصْرَ إِلّا هو، وإِنّمَا المعْرُوفُ فيه المَدُّ، أَنشد ثعلبٌ:

  وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيُوفَنَا ... سُيُوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ

  والنِّسْبَةُ بَهْرَانِيٌّ مثْلُ بَحْرانِيّ، على غيرِ قِياسٍ، والنُّونُّ فيه بَدَلٌ من الهَمْز، قال ابن سِيدَه: حَكاه سِيبَوَيْه.

  وبَهْراوِيٌّ، على القِيَاسِ، قال ابن جِنِّي: مِن حُذّاقِ أَصحابِنا مَن يذهبُ إِلى أَن النُّونَ في بَهْرَانِيٍّ إِنّمَا هي بَدَلٌ من الواو، التي تُبْدَلُ مِن هَمْزِة التَّأْنِيثِ في النَّسَب، وأَن الأَصلَ بَهْرَاوِيٌّ، وأَن النُّونَ هناك بَدَلٌ من هذه الواو، كما أُبْدِلَتِ الواوُ من النُّون في قولك: مِن وافِد، وإِن وقفتَ وقفت، ونحو ذلك، وكيفَ تَصَرَّفَتِ الحالُ فالنُّون بَدَلٌ من الهمزة، قال: وإِنَّما ذَهَبَ مَنْ ذَهَب إِلى هذا: لأَنه لم يَرَ النُّونَ أُبْدِلَتْ مِن الهَمْزة في غيرِ هذا، وكانَ يَحْتَجُّ في قولهم: إِنَّ نُونَ فَعْلَانَ بدلٌ من همزة فَعْلاءَ، فنقول⁣(⁣٤): ليس غَرَضُهُم هنا البدلَ الذي هو نحوُ قولِهم في ذِئْبٍ: ذِيبٌ، وفي جُؤْنَةَ: جُونَةُ، إِنّمَا يريدون أَنّ النُّون تُعاقبُ في هذا الموضع الهمزةَ، كما تُعاقبُ لامُ المعرفةِ التنوينَ، أَي لا تجتَمِعُ معه، فلمّا لم تُجامِعْه قيل: إِنها بدلٌ منه، وكذلك النونُ والهمزةُ، قال: وهذا مذهبٌ ليس بقَصْدٍ.

  والبَهَارُ كسَحَابٍ: نَبْتٌ طَيّبُ الرِّيحِ. قال الجوهريُّ: وهو العَرَارُ الذي يقال له: عَيْنُ البَقَرِ، وهو بَهارُ البَرِّ، وهو نَبْتٌ جَعْدٌ له فُقّاحَةٌ صفراءُ تَنبتُ أَيّامَ الرَّبِيع، يقال لها: العَرَارَةُ، وقال الأَصمعيُّ: العَرارُ: بَهَارُ البَرِّ، وقال الأَزهريُّ: العَرَارَةُ: الحَنْوَةُ، قال: وأُرَى⁣(⁣٥) البَهارَ فارسيَّةً.

  والبَهَارُ: كلُّ شيْءٍ حَسَن مُنِيرٍ.

  والبَهَارُ: لَبَبُ الفَرَسِ، عن ابن الأَعرابيِّ، والصحيح أَنه البَيَاضُ فيه، أَي في الَّلَبَبِ، والذي في الأُمَّهاتِ اللُّغَوِيَّةِ: هو البياضُ في لَبَانِ الفَرَسِ⁣(⁣٦)، فلْيُنْظَرْ.


(١) عبارة: ثم المناكب، سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٢) قال ياقوت: والعجم يسمونها أوْهَر.

(٣) في معجم البلدان: أحمد بن محمد بن الحسن.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فنقول، الذي في اللسان: فيقول، ولعله أولى».

(٥) في التهذيب: كأن.

(٦) في اللسان: البياض في لبب الفرس.