تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الباء) الموحدة مع الراء

صفحة 122 - الجزء 6

  والبَهَارُ: ة بِمَرْوَ، و* يقال لها: بَهارِينُ أَيضاً، منها رُقَادُ، كذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ وَرْقاءُ⁣(⁣١) بنُ إِبراهيمَ المحدِّثُ، مات سَنَة أَربعين⁣(⁣٢). هكذا ضَبَطَه الحافِظُ.

  والبُهَارُ بالضمِّ: الصَّنَمُ.

  والبُهَارُ: الخُطَّافُ، وهو الذي تَدْعُوه العَامَّةُ: عُصْفُورَ الجَنَّةِ.

  والبُهَارُ: حُوتٌ أَبْيضُ.

  والبُهَارُ: القُطْنُ المَحْلُوجُ، وهذه عن الصّاغَانيِّ.

  والبُهَارُ: شَيْءٌ يُوزَنُ به، وهو ثلاثُمِائَةِ رِطْلٍ، قالَه الفَرّاءُ وابنُ الأَعرابيِّ.

  ورُوِىَ عن عَمْرِو بنِ العَاصِ، أَنه قال: «إِنّ ابنَ الصَّعْبَةِ - يَعْنِي طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ - تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ، في كلِّ بُهَارٍ ثَلَاثَةُ قَناطِيرِ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ» فجَعَلَه وِعَاءً.

  قال أَبو عُبَيْدٍ: بُهَارٌ أَحْسَبُها كلمةً غيرَ عَرَبيَّةٍ، وأُراها قِبْطِيَّةً.

  أَو أَرْبَعُمِائَةِ رِطْلٍ، أَو سِتُّمِائَةِ رِطْلٍ، عن أَبِي عَمْرٍو، أَو أَلْف رِطْلٍ.

  والبُهَارُ: مَتَاعُ البَحْرِ.

  وقيل: هو العِدْلُ يُحْمَلُ على البَعِير، فيه أَرْبَعُمِائَةِ رِطْلٍ، بِلُغَةِ أَهلِ الشّامِ.

  ونَقَلَ الأَزهريُّ عن الفَرّاءِ وابنِ الأَعرابيِّ قولَهما: إِنّ البُهارَ ثلاثُمِائَة رِطْلٍ.

  وقال ابنُ الأَعرابيِّ: والمُجَلَّدُ سِتُّمِائَةِ رِطْلٍ، قال الأَزهريُّ: وهذا يَدُل على أَنَّ البُهَارَ عربيٌّ صحيحٌ، وقال بُرَيْقٌ الهُذَلِيُّ يصفُ سَحاباً.

  بِمُرْتَجِزٍ كأَنَّ على ذُرَاهُ ... رِكَابُ الشّامِ يَحْمِلْنَ البُهَارَا

  قال القُتَيْبِيُّ⁣(⁣٣): كيف يَخْلُفُ في كلِّ ثلاثمائة رِطْلٍ ثلاثَةَ قَنَاطِيرَ، ولكنّ البُهَارَ الحِمْلُ، وأَنشدَ بيتَ الهُذَلِيِّ، وقال الأَصمعيُّ في قوله: «يَحْمِلْنَ البُهَارَا:» يَحْمِلْنَ الأَحْمَالَ مِن مَتَاعِ البَيْتِ، قال: وأَرادَ أَنّه تَرَكَ مائةَ حِمْلٍ، قال: مقدارُ الحِمْلِ منها ثلاثةُ قناطيرَ، قال: والقِنطارُ مائةُ رِطْلٍ، فكان كلُّ حِمْلٍ منها ثلاثمائة رِطْلٍ.

  والبُهَارُ: إِناءٌ كالإِبْرِيقِ، وأَنشدَ:

  على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهَارُ

  قال الأَزهريُّ: لا أَعرِفُ البُهارَ بهذا المعَنى.

  والبَهيِرَةُ من النَّسَاءِ: السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ، ويقال: هي بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ.

  والبَهِيرَةُ: الصَّغِيرَةُ الخَلْقِ الضَّعِيفَةُ، وقال اللَّيْثُ: امرأَةٌ بَهِيرَةٌ، وهي القَصِيرةُ الذَّلِيلَةُ الخِلْقَةِ، ويقال: هي الضَّعِيفَةُ المَشْيِ، قال الأَزهريُّ: وهذا خَطَأٌ⁣(⁣٤)، والذي أَرادَ اللَّيْثُ: البُهْتُرَةُ بمعنَى القَصِيرَةِ، وأَما البَهِيرةُ من النساءِ فهي السَّيدةُ الشَّرِيفةُ.

  وأَبْهَرَ الرجلُ: جاءَ بالعَجَبِ.

  وأَبْهَرَ، إِذا اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ، كلاهما عن ابن الأَعرابيّ.

  وأَبْهَرَ، إِذا احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَةِ النَّهارِ، وفي الحديث: «فلمَّا أَبْهَرَ القومُ احترقُوا»؛ أَي صاروا في بُهْرَةِ⁣(⁣٥) النَّهَارِ، أَي وَسَطِه. وتعبير المصنِّف لا يخلُو عن رَكَاكَةٍ، ولو قال: وأَبْهَرَ: صار في بُهْرَةِ النَّهارِ، كان أَحسنَ.

  وأَبْهَرَ، إِذا تَلَوَّنَ في أَخْلاقِه: دَماثَةً مَرَّةً، وخُبْثاً أُخْرَى.

  وأَبْهَرَ، إِذا تَزَوَّجَ بَهِيرَةً مَهِيرَةً⁣(⁣٦)، كلاهما عن الصَّاغانيّ.

  وابْتَهَرَ الرَّجلُ: ادَّعَى كَذِباً، قال الشاعر:

  وما بِي إِنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ

  وأَنشَدَ عَجُوزٌ مِن بَنِي دارِمٍ لشيخ من الحَيّ في قَعِيدَتِه:


(٧) (*) و: ليست من القاموس.

(١) في اللباب ومعجم البلدان: رقاد.

(٢) كذا بالأصل واللباب، وفي معجم البلدان سنة ٢٤٦.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قال القتيبي، صنع كصاحب اللسان من إيراد هذا عقب البيت، وهو راجع إلى حديث سيدنا عمرو، فكان الأولى تقديمه» وصاحب اللسان نقل عن التهذيب، وهذا موقعه أيضاً فيه بعد بيت بُريق.

(٤) في التهذيب: وهذا تصحيف.

(٥) ضبطت بالضم عن التهذيب والأساس واللسان والصحاح. وضبطت في القاموس بفتح الباء.

(٦) في التكملة: وأبهر: تزوج بهيرةً، أي سيّدةً. يقال: بهيرةٌ مهيرةٌ.