تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الثاء المثلثة مع الراء

صفحة 151 - الجزء 6

  تَجْتَنِي ثَامِرَ جُدّادِه ... من فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ

  وقيل: ثَمَرٌ مُثْمرٌ: لم يَنْضَج، وثامرٌ: قد نَضِجَ.

  وقال ابن الأَعْرابيِّ: أَثْمَرَ الشَّجَرُ، إِذا طَلَعَ ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَج، فهو مُثْمِرٌ، وقد ثَمَرَ الثَّمَرُ يَثْمُرُ، فهو ثامرٌ.

  وشَجَرٌ ثامرٌ، إِذا أَدْرَكَ ثَمَرُه، وفي حديث عليٍّ: «زاكياً⁣(⁣١) نَبْتُها، ثامراً فَرْعُهَا».

  والثَّمْرَاءُ جَمْع الثَّمَرَةِ، مثل الشَّجْراءِ جَمْع الشَّجَرَةِ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ في صفة نَحْلٍ:

  تَظَلُّ عَلى الثَّمْرَاءِ منها جَوارسٌ ... مَراضيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها

  الجَوارِسُ: النَّحْل التي تَجْرُسُ وَرقَ الشَّجَرِ، أَي تأْكُلَه، والمَراضيع هنا: الصِّغَار من النَّحْل، وصُهْبُ الرِّيشِ: يريدُ أَجْنحتَها.

  وقيل: الثَّمْراءُ في بيت أَبي ذُؤَيْبٍ شَجَرَةٌ بعيْنها، وقيل: اسم جَبَلٍ، وهو هَضْبَةٌ بشِقِّ الطّائف ممّا يَلِي السَّرَاةَ، نقلَه الصّاغَانيّ.

  والثَّمْرَاءُ من الشَّجَرِ: ما خَرَجَ ثَمَرُهَا، وشَجرةٌ ثَمْرَاءُ: ذاتُ ثَمَرٍ.

  والثَّمْرَاءُ: الأَرْض الكثيرةُ الثَّمَرِ، وقال أَبو حَنيفَةَ: إِذا كَثُرَ حَمْلُ الشَّجَرةِ، او ثَمَرُ الأَرضِ، فهي ثَمْراءُ، كالثَّمِرَةِ، أَي كفَرِحَة، هكذا في سائر النُّسَخ، والذي في نَصِّ قول أَبي حنِيفةَ: أَرضٌ ثَمِيرَةٌ: كثيرةُ الثَّمرِ، وشَجَرةٌ ثَمِيرَةٌ ونَخْلَةٌ ثَمِيرَةٌ: مُثْمِرَةٌ، وقيل: هما الكَثِيرَا الثَّمَرِ، والجمْع ثُمُرٌ، فلْيُنْظَرْ.

  ومِن المَجَاز: ثَمَرَ الرَّجلُ، كنَصَرَ، ثمُوراً: تَمَوَّلَ، أَي كَثرَ مالُه، كأَثْمَرَ، كذا في الاساس.

  وثَمَرَ للغَنَم ثُمُوراً: جَمَعَ لها الثَّمَرَ، أَي الشَّجَرَ.

  ومِن المَجَاز: مالٌ ثَمِرٌ - ككَتِفٍ - ومَثْمُورٌ: كثيرٌ مُبارَكٌ فيه. وقد ثَمُرَ ماله يَثْمُرُ: كَثُرَ.

  وقَومٌ مَثْمورون: كَثِيرُو المالِ.

  وفلانٌ مَجْدودٌ: ما يَثْمُر أي⁣(⁣٢) له مالٌ.

  والثَّمِيرَةُ: ما يَظْهر مِن الزُّبْدِ قبلَ أَن يَجْتَمِعَ، ويَبْلَغَ إِناه مِن الصُّلُوح.

  وقيل: الثَّمِيرَةُ: اللَّبَن الذي ظَهرَ زُبْدُه، أَو هو الذي لم يَخرُج زُبْدُه، كالثَّمِيرِ، فيهما⁣(⁣٣)، وفي حديث مُعاوية: «قال لجاريَةٍ: «هل عِندكِ قِرىً؟ قالت: نعمْ، خُبْزٌ⁣(⁣٤) خَمِيرٌ، ولَبَنٌ ثَمِيرٌ، وحَيْسٌ جَمِير» قال ابن الأَثِير: الثَّمِيرُ: قد⁣(⁣٥) تَحَبَّبَ زُبْدُه، وظَهَرَتْ ثَمِيرَتُه، أَي زُبْدُه، والجَمِيرُ: المُجْتَمِعُ.

  ومن المَجَاز: ثَمَّرَ السِّقاءُ تَثْمِيراً، إِذا ظَهَرَ عليه تَحَبُّبُ الزُّبْدِ، كأَثْمَرَ، فهو مُثْمِرٌ، وذلك عند الرُّؤُوبِ.

  وأَثْمَرَ الزُّبْدُ: اجْتَمَعَ.

  وقال الأَصمعيُّ: إِذا أَدْرَكَ ليُمْخَضَ فظَهَرَ عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ فهو المُثْمِرُ.

  وقال ابن شُمَيْلٍ: هو التَّثْمِيرُ⁣(⁣٦)، وكان إِذا مُخِضَ فَرُئِيَ عليه أَمْثالُ الحَصَفِ في الجِلْد، ثم يَجْتمعُ فيَصيرُ زُبْداً، وما دامتْ صِغَاراً فهو تَثْمِيرٌ⁣(⁣٦).

  ويقال: إِن لَبَنَكَ لَحَسَنُ الثَّمَرِ، وقد أَثْمَر مِخَاضُك.

  قال أَبو منصور: وهي ثَمِيرَةُ اللَّبَنِ أَيضاً.

  ومن سَجَعات الأَساس: لقّانا⁣(⁣٧) الله مَضِيرَه، وأَسْقانا ثَمِيرَه.

  وثَمَّرَ النَّبَاتُ تَثْمِيراً: نَفَضَ نَوْرُه، وعَقَدَ ثَمَرُه، رَوَاه ابنُ سِيدَه عن أَبي حنيفةَ.


(١) في المطبوعة الكويتية: ذاكياً، بالذال، تحريف.

(٢) كذا بالأصل، ولا معنى لوجودها، وقد حذفت في الأساس.

(٣) اقتصر في اللسان على الأولى.

(٤) عن اللسان وبالأصل «حمير».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الثمير قد تحبب لعل العبارة: الثمير الذي قد تحبب كما في اللسان».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وقال ابن شميل الخ كذا في اللسان بتكرار كان، لكن بإبدال «تثمير» في المحلين: بالثمير، وهو أولى» ومثله في التهذيب: ثمير. في الموضعين.

(٧) عن الأساس، وبالأصل «أكفانا».