فصل الجيم مع الراء
  ولم يسْتَوْفِهِم كلَّهم مع أَن شَأْنَ البحر الإِحاطَةُ، وقد يَتَعَيَّنُ استيعابُ ما جاءَ بالجيم؛ فمنهم: جمْرَةُ بنُ النُّعْمَان بن هوْذَةَ العُذْريُّ، له وِفَادةٌ.
  وجَمْرَةُ بنتُ النُّعْمَان العُذْريَّةُ، هي أُخْتُه، لها صُحْبَةٌ.
  وجَمْرَةُ بنتُ عَبْدِ الله اليرْبُوعِيَّةُ، لها صُحْبَةٌ، وكانتْ بالكُوفَةِ.
  وجَمْرَةُ السَّدُوسِيَّةُ، عن عائشةَ.
  ومالكُ بنُ نُوَيْرَةَ بنِ جَمْرَةَ بن شَدادٍ التَّمِيمِيُّ، أَخو مُتَمِّمِ بن نُوَيْرَةَ؛ مَشْهُورانِ.
  وجَمْرَةُ بنُ حِمْيَريٍّ التَّيْمِيُّ، شاعِرٌ فارس.
  وفي الأَزْد: جَمْرَةُ بنُ عُبَيْدٍ.
  وفي بني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ: جَمْرةُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بن سامةَ، وجَمْرةُ بنُ سعدِ بنِ عَمْرِو بن الحارثِ بن سامةَ، وموسى بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ خَطّابِ بنِ أَبي جَمْرَةَ.
  وفي غيرهما؛ شهابُ بنُ جمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالكٍ الجُهَنيُّ، الذي وَفَدَ على عُمَرَ ¥، فقال له: ما اسمُكَ؟ فقال: شِهابٌ، قال: ابنُ مَن؟ قال: ابنُ جَمْرَةَ، قال: مِمَّن أَنتَ؟ قَال: مِن الحُرَقَة، قال: مِن أَيّهم قال: مِن بني ضِرَامٍ. قال: فما مَسْكَنُكَ؟ قال: حرَّةُ النّارِ. قال: أَين أَهلُك منها؟ قال: لَظًى. فقال عُمَرُ: أَدْرِكْ أَهْلَكَ؛ فقد احترقوا، فرجعَ فوجَدَ النارَ قد أَحَاطَتْ بأَهْلِه، فأَطْفَأَها.
  ذَكَره ابنُ الكَلْبِيِّ(١).
  وذَكَرَ أَبو بكرٍ المقيِّد في تَسْمِيَتِه أَزواجَ النَّبيِّ ﷺ: جَمْرَةَ بنتَ الحارثِ بنِ عَوْفِ بنِ أَبي حارِثَةَ المُرِّيِّ، خَطَبَهَا النبيُّ ﷺ، فقال له أَبوها: إِنّ بها سُوءًا، ولم يكن بها، فرَجَعَ فوجدَهَا بَرْصاءَ، وهي أُمُّ شَبِيبِ ابنِ البَرْصاءِ الشاعِرِ. وجَمْرَةُ بنُ عَوْف، يُكْنَى أَبا يَزِيدَ، يُعَدُّ من أَهل فِلَسْطِينَ، ذُكِرَ في الصَّحابة.
  والشيخ أَبو محمّدٍ عبدُ الله بنُ أَبي جَمْرَةَ المَغْربيُّ، نَزِيلُ مصر، كان عالماً عابداً، خَيِّراً شَهِيرَ الذِّكْرِ، شَرحَ مُنْتَخَباً له من البُخَارِيِّ، نَفَعَ الله ببَرَكَتِه، وهو من بيت كبير بالمغرِب، شهير الذِّكْرِ. قلتُ: وقَبْرُه بقَرَافَةِ مصرَ مشهورٌ، يُسْتَجَابُ عنده الدُّعاءُ، وقد زُرْتُه مِراراً.
  وجَمْرَةُ بنتُ نَوْفَل، التي قال فيها النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:
  جَزَى الله عنّا جَمْرَةَ ابْنَةَ نَوْفَلٍ ... جزاءَ مُغلٍّ بالأَمانةِ كاذِبِ
  وجَمَّرَه، أَي الشيءَ تَجْمِيراً: جَمَعَه.
  وجَمَّرَ القومُ على الأَمر تَجْمِيراً: تَجَمَّعُوا عليه، وانْضَمُّوا، كجَمَرُوا، وأَجْمَرُوا، واسْتَجْمَرُوا. وفي حديث أَبي إِدْرِيسَ: «دَخلتُ المسجدَ والناسُ أَجْمَرُ ما كانُوا»، أَي أَجْمَعُ ما كانُوا.
  وقال الأَصمعيّ: جمَّرَ بنو فُلانٍ، إِذا اجْتَمَعُوا وصارُوا أَلْباً واحداً.
  وبنو فلانٍ جَمْرَةٌ، إِذا كانوا أَهلَ مَنَعَة وشِدَّةٍ.
  وتَجَمَّرَتِ القَبَائِلُ: إِذا تَجَمَّعَتْ.
  وجَمَّرَتْ المرأَةُ تَجْمِيراً جَمَعَتْ شَعرَهَا وعقَدَتْه في قَفاها ولم تُرْسِلْه، كأَجْمَرَتْ. وفي التَّهْذِيب: إِذا ضَفَرَتْه جَمائِرَ.
  وفي الحديث عن النَّخَعِيِّ: «الضَّافِرُ والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ»؛ أَي الذي يَضْفِرُ رأْسَه وهو مُحْرِمٌ يَجبُ عليه حلْقُه. ورَواه الزَّمخْشَرِيُّ بالتشديد. وقال: هو الذي يَجْمَعُ شَعْرَه ويَعْقدُه في قَفَاه(٢). وفي حديثِ عائشةَ: «أَجْمَرْتُ رأْسِي إِجماراً»؛ أَي جَمعْتُه وضَفَرْتُه، يقال: أَجْمر شعره(٣) إِذا جَعلَه ذُؤَابَةً.
  وجَمَّرَ(٤) فلانٌ تَجْمِيراً: قَطَعَ جُمّار النَّخْلِ، وهو قَلْبُه وشَحْمُه، والواحدُ جُمّارَةٌ، ومنه قولُهم: ولها ساقٌ كالجُمّارةِ(٥).
(١) خبره بالتفصيل في المقتضب والإصابة.
(٢) لم يرد في الأساس.
(٣) سقطت من المطبوعة الكويتية.
(٤) ضبطت بالتشديد عن الأساس، وعلى أنها معطوفة على ما قبلها.
(٥) وشاهده في الأساس قول أبي صخر الهذلي:
إذا عطفت خلاخلهن غصت ... بجمّارات برديٍّ خدالِ
شبه أسؤق البردي الغضة بشحم النخل فسماه جمّاراً ثم استعاره لأسؤقَ النساء.