تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الراء

صفحة 224 - الجزء 6

  والمَجْهُورَةُ مِن الحُرُوف عند النَحْوِيِّين، ما جُمِعَ في قولهم: ظِلُّ قَوٍّ رَبَضٌ إذْ غَزَا جُنْدٌ مُطِيعٌ، وهي تسعةَ عشرَ حرفاً، وبضدِّها المهموسةُ، ويجمعُها قولُك: «سَكَتَ فحَثَّه شَخْصٌ»، قال سِيبَوَيْه: معنى الجَهْرِ في الحُرُوف أَنها حروفٌ أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضِعِها، حتى مَنَعَ النَّفَسَ أَن يَجْرِيَ معه، حتى ينقَصَ⁣(⁣١) الاعتمادُ ويَجْرِيَ الصوتُ، غير أَن المِيمَ والنُّون مِن جُمْلة المَجْهُورة، وقد يعتمد لها في الفَم والخَياشِيم فيصيرُ فيها غُنَّةٌ، فهذه صفةُ المَجْهُورة، ونقَلَه الجوهَرِيُّ وشرحُ التَّسْهِيل.

  ويقال: رجلٌ جَهِرٌ، ككَتِفٍ، وجَهِيرٌ، كأَمِيرٍ، بَيِّنُ الجُهُورَةِ، بالضم، والجَهَارةِ، بالفتح: ذُو مَنْظَرٍ،. قال أَبو النَّجْم:

  وأَرى البَياضَ على النِّسَاءِ جَهَارةً ... والعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْمَاءِ

  والجُهْرُ. بالضمّ هَيْئةُ الرَّجُلِ وحُسْنُ مَنْظَرِه. قال ابن الأَعرابيِّ: رجلٌ حَسَنُ الجَهَارةِ والجُهْرِ، إِذا كان ذا مَنْظَرٍ⁣(⁣٢)، وقال القُطَامِيُّ:

  شَنِئْتُكَ إِذا أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيِّئاً ... وما غَيَّبَ الأَقْوَامُ تابِعَةُ الجُهْرِ

  قال: «ما» بمعنى الذي، يقول: ما غابَ عنكَ مِن خُبْرِ الرجلِ فإِنه تابِعٌ لمنظره، وأَنَّثَ «تابِعَة» في البيت، للمبالغة.

  والجَهْرُ بفتحٍ فسكونٍ: الرّابِيَةُ السَّهْلَةُ الغَلِيظَةُ، هكذا في سائر النُّسَخ، وفي التَّكْمِلَة: «العريضَة» بدل «الغليظة».

  والجَهْرُ: السَّنَةُ التامَّةُ.

  وعن ابن الأَعرابيِّ: الجَهْرُ قِطْعَةٌ* مِن الدَّهْر، قال: وحَاكَمَ أَعرابيٌّ رجلاً إِلى القاضِي، فقال: بِعْتُ منه عُنْجُداً مُذْ جَهْرٌ فغابَ عنِّي. قال: أَي مُذْ قطعةٌ مِن الدَّهْر.

  والجَهِيرُ: الجَمِيلُ، ذو مَنظر حَسَنٍ يجْهَرُ مَن رآه.

  والجَهِيرُ: الخَلِيقُ للمَعْرُوفِ، ج جُهَراءُ، يقال: هم جُهَراءُ للمعروفِ، أَي خُلَقاءُ له؛ وقيل ذلك لأَن مَن اجْتَهَرَه طَمِعَ في مَعْرُوفه. قال الأَخطلُ:

  جُهَراءَ للمَعْرُوفِ حين تَراهُمُ ... خُلَقَاءَ غيرِ تَنَابِلٍ أَشرارِ

  والجَهِيرُ مِن اللَّبَن: ما لم يُمْذَقْ بماءٍ، حكاه الفَرّاءُ.

  وقال غيرُه: الجَهِيرُ: الذي أُخْرِجَ زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الذي لم يُخْرَج زُبْدُه.

  والأَجْهَرُ مِن الرِّجال: الحَسَنُ المَنْظَرِ، والحَسَنُ الجِسْمِ التَّامُّهُ⁣(⁣٣)، قاله أَبو عَمْرو.

  والأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ المَلِيحُ الجُهْرَةِ، أَي الحَوَلَةِ، عنه أيضاً.

  والأَجْهَرُ: مَن لا يُبْصِرُ في الشمسِ. قال اللِّحيانيّ: كلُّ ضعيفِ البصرِ في الشَّمس أَجْهَرُ. وقيل: الأَجْهَرُ بالنَّهَارِ، والأَعْشَى باللَّيْل.

  والأَجْهَرُ: فَرَسٌ غَشِيَتْ⁣(⁣٤) غُرَّتُه وَجْهَه.

  والاسمُ الجُهْرَةُ.

  والجَهْرَاءُ: أُنْثَى الكُلِّ، يقال: رَجُلٌ أَجْهَرُ وامرأَةٌ جَهْرَاءُ، في المعاني التي تَقَدَّمَتْ وكذلك حِصانٌ أَجْهَرُ وَفَرَسٌ جَهْرَاءُ.

  والجَهْرَاءُ: ما اسْتَوَى مِن ظَهْرِ الأَرضِ لا شَجَرٌ بها ولا آكامٌ لا رمالٌ، إِنما هي فَضَاءٌ - وكذلك العَرَاءُ، وجَمْعُهَا أَعْرِيَةٌ - وَجَهْراواتٌ، يقال: وَطِئْنَا أَعْرِيَةً وجَهْرَاواتٍ. قال الأَزهريُّ: وهذا من كلام ابن شُمَيل. وقال أَبو حنيفةَ:

  الجَهْراءُ: الرّابِيَةُ الْمِحْلَالُ، ليست بشديدةِ الإِشراف وليست بِرَمْلَةٍ ولا قُفٍّ.

  وجَهْرَاءُ القَومِ: الجَمَاعَةُ الخاصّةُ.

  والجَهْرَاءُ العَيْنُ الجاحِظَةُ، أَو كالجَاحظَةِ، رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَةٌ جَهْرَاءُ.

  والجَهْرَاءُ⁣(⁣٥) مِن الحيِّ: أَفاضلُهم وقيل لأَعرابيٍّ: أَبَنُو


(١) في الصحاح: حتى ينقضي الاعتماد بجري الصوت.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: إذا كان ذا منظرٍ حسنٍ.

(٦) (*) في القاموس: القطعة.

(٣) في المطبوعة الكويتية: «التامة» تطبيع.

(٤) في اللسان: غشَّتْ.

(٥) ضبطت في التهذيب هنا بالضم، وما أثبت يوافق ضبط التكملة، وعلى أنها معطوفة، حسب السياق، على ما قبلها.