تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حزر]:

صفحة 271 - الجزء 6

  والحازِرُ: الحَامِضُ من اللَّبنِ والنَّبِيذُ. قال ابنُ الأَعْرابِيّ: هو حَازِرٌ وحامزٌ، بمعْنًى وَاحِد، وقد حَزَرَ اللَّبَنُ والنَّبِيذُ، أَي حمُضَ.

  وفي المُحْكَم: حَزَرَ اللَّبَنُ يَحْزُرُ حزْراً وحُزُوراً، قال:

  وارْضَوْا بإِحْلَابةِ وَطْبٍ قد حزَرْ

  وقيل: الحازِرُ من اللَّبَنِ: فوْقَ الحَامِضِ. والحَازِرُ من الوُجُوهِ: العابسُ الباسِرُ. يقال: وَجْهٌ حازِرٌ، على التَّشْبِيه، وقد حَزَرَ حَزْرَاً وحُزُوراً. أَو الحازِرُ: دَقِيقُ الشَّعِيرِ وله رِيحٌ لَيْستْ بِطَيِّبة، حكاه ابنُ شُميْل عن المُنْتجِع.

  وحزِيرَانُ، بفَتْح فكَسْر والمشْهُور على الأَلْسِنَة بضَمٍّ ففتح: اسمُ شَهرٍ بالرُّومِيَّة، من الشهور الاثْنَيْ عَشَر، وهو قَبْلَ تَمُّوزَ، وقد مَرَّ تَفصيلُها في أَيَّار.

  والحَزْوَرَةُ، كقَسْوَرَة، النَّاقَةُ المُقَتَّلَةُ المُذَلَّلَةُ، وهي أَيضاً العَظِيمَةُ، على التَّشْبِيه.

  والحَزْوَرَةُ والحَزْورُ: الرَّابِيةُ الصَّغِيرَةُ، كالحِزْوارَةِ، بالكَسْر. وقيل: هو التَّلُّ الصَّغِيرِ، ج حَزَاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِيرُ.

  وقال أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ: والحزَاوِرَةُ الأَرَضُون ذَوَاتُ الحِجَارةِ، جمْع حَزْوَرَةٍ.

  والحَزَوَّرُ، بلا هَاءٍ، كعَمَلَّس: الغُلامُ القوِيُّ الّذي قد شَبَّ. قال الشاعِرُ:

  لنْ يَبْعثُوا شَيْخاً ولا حَزَوَّرَا ... بالفاس إِلَّا الأَرقَبَ المُصَدَّرَا

  وقال آخَرُ:

  رُدِّي العروجَ إِلى الحَيَا واسْتَبْشِري ... بمقامِ حَبْل السّاعدَيْن حَزَوَّرِ

  وفي الصّحاح: الحَزَوَّرُ: الغُلامُ إِذا اشتَدَّ وقَوِيَ وخَدَمَ.

  وقال يَعْقُوبُ: هو الّذي كَادَ يُدرِكُ ولم يَفْعَل. يُقَالُ⁣(⁣١) للغُلام إِذا رَاهقَ ولم يُدْرِك بَعْدُ: حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدْرَكَ وقَوِيَ واشْتَدَّ فهوَ حَزَوّرٌ، أَيضاً. قال النَّابِغَةُ:

  نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَد⁣(⁣٢)

  هكذا أَنْشَدَه أَبو عَمْرٍو، قال: أَراد البالغَ القَوِيَّ.

  قلْت: وقرأْتُ في كتاب رُشْد اللَّبِيبِ ومُعَاشَرَة الحَبِيب قولَ النَّابِغَة هذا، وأَوَّلُه:

  وإِذَا لمَسْتَ لَمسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً⁣(⁣٣) ... مُتَحَيِّزاً بمكانِه مِلءَ اليَدِ

  وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهدِفٍ ... رابِي المجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ

  وإِذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصِف ... نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ

  وقال أَبُو حَاتِم في الأَضْداد: الحَزَوَّرُ: الرَّجلُ القَوِيُّ الشَّديدُ⁣(⁣٤). والحَزَوَّر: الضَّعِيفُ من الرِّجال، ضِدٌّ. وأَنْشَدَ:

  وما أَنَا إِنْ دَافَعْتُ مِصْراعَ بَابِه ... بِذِي صَوْلَةٍ فَانٍ ولا بِحَزَوَّرِ

  قال: أَرادَ: ولا بِصَغِير ضَعِيف. وقال آخرُ:

  إِنَّ أَحقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّهْ ... حَزَوَّرٌ ليستْ له ذُرِّيَّهْ

  قال: أَراد بالحَزَوَّرِ هُنَا رجُلاً بالغاً ضَعيفاً لا نَسْلَ لَهُ.

  وحَكَى الأَزْهَرِيّ عَنِ الأَصْمَعيّ وعن المُفَضَّل قال: الحَزَوَّر، عَنِ⁣(⁣٥) العَرَبِ: الصَّغِيرُ غَيْرُ البَالغِ.

  ومن العَرَب من يَجْعلُ الحَزْوَرَ⁣(⁣٦) البَالغَ القَوِيَّ البدنِ الّذِي قد حَملَ السِّلَاحَ. قال أَبو مَنْصُور: والقَوْلُ هو هذَا.

  قُلتُ: وفي كتاب الأَضداد لأَبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ، عن بَعْضِ اللُّغَوِيِّين: إِذَا وَصفْتَ بالحَزَوَّرِ غُلاماً أَو شابًّا فهو القَوِيّ، وإِذا وصفْتَ به كَبِيراً فهو الضَّعِيفُ. قال: وفي الحَزَوَّرِ لُغَات، بالتَّشْدِيدِ والتَّخْفِيفِ، وهَزَوَّر، كَعَمَلَّس، بالهَاءِ، والجَمْعُ هَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِرَةٌ.


(١) قاله ابن السكيت كما في التهذيب.

(٢) ديوانه ص ٤٢ وصدره:

واذا نزعتَ نزعت عن مستحصفٍ

(٣) في الديوان ص ٤١: أجثم جاثماً. وشرحه: الأجثم: العريض في غلظ وارتفاع.

(٤) في التهذيب واللسان: الحزوّر: الغلام إذا اشتد وقوي.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: عند.

(٦) ضبطت عن اللسان، وضبط التهذيب: الحَزَوَّر.