تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وخبر]

صفحة 325 - الجزء 6

  واستُحِيرَ الشَّرَابُ: أُسِيغَ، قال العَجَّاج:

  تَسْمعُ للجَرْعِ إِذَا اسْتُحِيرَا⁣(⁣١)

  وحِيارُ بن مُهَنَّا، ككِتَاب: من أُمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام، نَقَلَه الذَّهَبِيّ.

  واسْتَدْرَكَ شيخُنَا هُنا حَيْرُون، بفَتْح فسُكُون، ونَقَل عن الشِّهاب القَسْطَلانيّ في إِرشاد السَّارِي أَنَّ سيِّدَنا إِبراهِيمَ الخَلُيلَ # دُفِن به. قُلْت: وهو تَصحِيف.

  والصَّوابُ أَنه حَبْرون بالمُوحَّدة⁣(⁣٢)، وقد سبق في مَوْضعِه، ثم رأَيتُ ابْنَ الجَوَّانيِّ النَّسّابةَ ذَكَرَ عند سَرْدِ أَولادِ عِيصُو بْنِ إِسْحَاق في المُقَدْمة الفَاضِلِيّةِ ما نَصُّه: ودُفِن مع أَخِيه يَعْقُوبَ في مَزْرعةَ حَيْرون، هكذا بالحَاءِ واليَاءِ. وقيل: بل هي مزْرَعة عَفْرُون عند قَبْر إِبراهِيمَ الخَلِيلِ #، كان شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ.

فصل الخاءِ من باب الراءِ

  [خبر]: الخَبَرُ، مُحرَّكَةً: النَّبَأُ، هكذا في المُحْكَم. وفي التَّهْذِيب: الخَبَر: ما أَتَاكَ مِن نَبَإِ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ. قال شَيْخُنَا: ظاهِرُه بل صَرِيحُه أَنَّهُما مُتَرادِفَان، وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُمَا، وأَنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن أَمْر عَظيم كما قَيَّد به الرَّاغِب⁣(⁣٣) وغيرُه من أَئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أُصولِ العَرَبِيَّة. ثم إِنَّ أَعلامَ اللُّغَةِ والاصْطِلاح قَالوا: الخَبَر عُرْفاً ولُغَة: ما يُنْقَل عن الغَيْر، وزادَ فيه أَهْلُ ما يُنْقَل عن الغَيْر، وزادَ فيه أَهْلُ العَرَبِيَّة: واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه.

  والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث. أَو الحَدِيثُ: ما عَن النَّبِيّ ، والخَبَر: ما عَنْ غَيْرِه.

  وقال جَماعَة من أَهْلِ الاصْطِلاح: الخَبَر أَعَمُّ، والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ. وقد مَرَّ إِيماءٌ إِليه في «أَثر» وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث. ج أَخْبارٌ. وجج، أَي جَمْع الجَمْع أَخابِيرُ.

  ويقال: رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ: عالِمٌ بالخَبَر. والخَبِيرُ: المُخْبِر.

  [وخَبِرٌ] * قال أَبُو حَنِيفَة في وَصْف شَجَر: أَخْبَرَني بذلِك الخَبِرُ. فجاءَ به ككَتِف. قال ابنُ سِيده: وهذا لا يَكَادُ يُعْرَف إِلّا أَنْ يُكونَ على النَّسَب. ويُقَالُ: رَجُلٌ خُبْرٌ، مثل جُحْر، أَي عَالِمٌ بِهِ، أَي بالخَبَر، على المُبَالَغَة، كزيد عَدْل.

  وأَخْبَره خُبُورَه، بالضّمّ، أَي أَنْبَأَه ما عِنْدَه. والخُبْرُ والخُبْرَة، بكَسْرِهِما ويُضَمَّان، والمَخْبَرةُ، بفَتْح المُوَحَّدة، والمَخْبُرَة بضَمِّها: العِلْمُ بالشَّيْءِ، تقول: لي به خُبْرٌ وخُبْرة، كالاخْتِبار والتَّخَبُّرِ. وقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه. يقال: مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هذا الأَمرَ؟ أَي من أَيْن عَلِمْت. ويقال: «صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ»⁣(⁣٤). وقال بَعضُهم: الخُبْر، بالضَّمّ: العِلْمُ بالباطِن الخَفِيِّ، لاحْتِياج العِلْم به للاخْتبار. والخِبْرَةُ: العِلْم بالظَّاهر والباطنِ، وقيلَ: بالخَفَايَا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهِرة. وقد خَبُرَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ، خُبُوراً، فهو خَبيرٌ.

  والخَبْرُ⁣(⁣٥)، بفَتْح فَسُكُون: المَزَادَةُ العَظِيمَة، كالخَبْرَاءِ، مَمْدُوداً، الأَخِير عن كُرَاع.

  ومِنَ المَجَازِ: الخَبْرُ: النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ، شُبِّهت بالمَزَادة العَظِيمة في غُزْرِها، وقد خَبَرَتْ خُبُوراً عن اللِّحْيَانِيّ، ويُكْسرُ، فِيهِمَا، وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَ في المَزادَة، وقال غيرُه: الفَتْحُ أَجْودُ.

  ج، أَي جمْعهما، خُبُورٌ.

  والخَبْرُ: ة: بِشِيرازَ⁣(⁣٦)، بها قَبْرُ سَعِيدٍ أَخِي الحَسَن البَصْرِيّ. مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِيّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَد، وكان يُعَدُّ من الأَبدَال، ثِقَةٌ ثَبتٌ، يَرْوِي عن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ عُفَير، وعَنْه أَبُو بَكْر بْنُ


(١) وبعده في اللسان:

للماء في أجوافها خريرا

(٢) وفي معجم البلدان حبرون بالباء أيضاً.

(٣) عبارة المفردات: النبأُ خبرٌ ذو فائدةٍ عظيمةٍ يحصل به علمٌ أو غلبةُ ظنٍّ.

(٧) (*) سقطت من المطبوعتين الكويتية المصرية وما أثبتناه من القاموس: (خبر).

(٤) تم ضبطت العبارة عن الصحاح.

(٥) في اللسان: الخَبْرُ والخِبْرُ: المزادة العظيمة. واقتصر الجوهري على الفتح.

(٦) في معجم البلدان: بليدة قرب شيراز.