تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وخبر]

صفحة 326 - الجزء 6

  عَبدانَ الشِّيرازِيّ، وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي داوود السِّجِسْتَانيّ، وتُوفِّيَ سنة ٢٦٤، والخَبْرُ: ة باليَمَن، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.

  والخَبْرُ: الزَّرْعُ.

  والخَبْرُ: مَنْقَعُ الماءِ في الجَبَل، وهو ما خَبِرَ المسِيلُ في الرُّءُوس، فتَخُوضُ فيه.

  والخَبْرُ: السِّدْرُ والأَرَاكُ وما حَوْلَهُمَا من العُشْب. قال الشاعر:

  فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ ... عليكَ رِيَاضٌ من سَلَامٍ ومِن خَبْرِ

  كالخَبِر، ككَتِفٍ، عن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْرة وخَبِرَةٌ.

  والخَبْرَاءُ: القاعُ تُنْبِتُه، أَي السِّدْرَ، كالخَبِرَة، بفَتْح فكَسْر، وجمْعُه خَبِرٌ. وقال اللّيث: الخَبْراءُ شَجْراءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ، وفيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وتُسَمَّى الخَبِرةَ، ج الخَبَارى، بفتح الرّاءِ، والخَبَارِي، بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَى والصَّحَارِي. والخَبْراواتُ والخبَارُ، بالكَسْرِ⁣(⁣١).

  وفي التَّهْذِيب في «نَقْع»: النَّقَائع: خَبَارَى في بِلادِ تَميم.

  والخَبْرَاءُ: منْقَعُ المَاءِ. وخَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ في أُصُولِهِ، أَي السِّدرِ. وفي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فيه المَاءُ.

  والخَبَارُ كسَحَاب: مَالانَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ، زاد ابْنُ الأَعْرَابِيّ: وتَحَفَّر. وقال غيره: هو ما تَهوَّرَ وساخَتْ فيه القَوَائِمُ. وفي الحَدِيث «فدَفَعْنَا في خَبَارٍ من الأَرض»، أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة. وقال بَعضُهم: الخَبَارُ: أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَع فيها⁣(⁣٢) الدَّوابُّ، وأَنشد:

  تَتَعْتع في الخَبَارِ إِذَا عَلَاه ... وتَعْثُرُ في الطَّرِيق المُسْتَقِيمِ

  والخَبَارُ: الجرَاثِيمُ، جَمْعُ جُرْثُومٍ؛ وَهُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ. والخَبَارُ: حِجَرَةُ الجُرْذانِ، واحدَتُه خَبَارَةٌ. و «مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ» مَثَلٌ ذَكَرَه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِه والزَّمَخْشَريّ في المُسْتَقْصَى والأَساس.

  وخَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً، كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا. وخَبِر المَوْضِعُ، كفَرِحَ، فَهُو خَبِرٌ: كَثُرَ به الخَبْرُ، وهو السِّدْر.

  وأَرضٌ خَبِرَةٌ، وهذا قَدْ أَغفلَهَ المُصنِّفُ.

  وفَيْفَاءُ أَو فَيْفُ الخَبَارِ⁣(⁣٣): ع بِنَواحِي عَقِيقِ المَدِينَةِ، كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول اللهِ حِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشاً قبل وَقْعَة بَدْرٍ، ثم انْتَهَى منه إِلى يَلْيَلَ.

  والمُخَابَرَةُ: المُزَارَعَةُ*، عَمَّ بها اللِّحْيَانيّ. وقال غَيْره: على النِّصْفِ ونَحْوِه، أَي الثُّلُث. وقال ابنُ الأَثير:

  المُخَابَرةُ: المُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيَّن، كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما.

  وقال غَيرُه: هو المُزارَعَة ببَعْض ما يَخْرُج من الأَرض، كالخِبْرِ، بالكَسْر. وفي الحَدِيث: «كُنَّا نُخَابِرُ ولا نَرى بِذلك بَأْساً حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ الله نَهَى عَنْهَا» قيل: هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً: كَثُر خَبَارُهَا. وقيل: أَصْلُ المُخَابَرة من خَيْبَر، لأَنَّ النَّبِيَّ أَقَرَّها في أَيْدِي أَهْلِهَا على النِّصف من مَحْصُولِها، فقيل: خَابَرَهُم، أَي عامَلَهُم في خَيْبر.

  والمُخَابَرَة أَيْضاً المُؤَاكَرَةُ: والخَبِيرُ: الأَكَّارُ، قال:

  تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ ... كجَزِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها⁣(⁣٤)

  رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل. أَراد جَزَّه خَبِيرُها، أَي أَكَّارُها.

  والخَبِيرُ: العالِمُ بالله تَعَالَى، بمَعْرِفَة أَسمائِه وصِفَاتِه، والمُتَمكِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه والذي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بعِلْمه.

  والخَبِير: الوَبَرُ يَطْلُع على الإِبِل، واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فقال:


(١) كذا وفي القاموس ضبطت بفتح الخاء.

(٢) في التهذيب: «يتتعتع فيها» وفي اللسان: «تتعتع فيه».

(٣) في معجم البلدان عن أبي الحسن بن الفرات بالحاء المهملة والياء المشددة. قال الحازمي: والمشهور الخبار.

(٥) (*) في القاموس: أن يَزْرَعَ.

(٤) روايته في التهذيب:

تجذ رقاب الأوس في غير كنهه ... كجذّ عقاقيل الكروم خبيرُها

أراد: جذّه خبيرها أي أكّارها.