تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خذفر]:

صفحة 337 - الجزء 6

  إِبراهِيمُ الحَرْبِيّ عَنْ هَذا فَقال: إِنَّمَا أَرادَ أَن لا أَقَعَ في شَيْءٍ من تِجَارَتِي وأُمُوري إِلَّا قُمتُ بِها مُنْتَصِباً لها.

  قُلْتُ: والحَدِيث مَرْوِيٌّ عن حَكِيم بنِ حِزَام وفيه زِيَادَة، «فَقالَ النَّبِيُّ : أَمّا مِنْ قِبَلِنَا فلَسْتَ تَخِرّ إِلّا قَائِماً» وقال الفَرَّاءُ: مَعْنَى قَوْلِ حَكِيم بنِ حِزَام: أَن لا أَغْبِنَ ولا أُغْبَنَ⁣(⁣١).

  وخَرَّ المَيتُ يَخِرّ خَرِيراً فهو خَارٌّ، وقوله تعالى: {فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ}⁣(⁣٢): يجوز أَن يكون بمَعْنَى وَقَعَ، وبمعنَى مَاتَ.

  والخُرُّ، بالضَّمِّ: اللهْوَةُ، وهو فَمُ الرَّحَى حَيْثُ تُلْقِي فيه الحِنْطَةَ بيَدِك، كالخُرِّيِّ، بِيَاءٍ مُشَدَّدَة. قال الراجز:

  وخُذْ بقَعْسَرِيِّهَا ... وأَلْهِ في خُرِّيِّها

  تُطعِمْك⁣(⁣٣) من نَفِيِّهَا

  النَّفِيُّ، بالفاءِ: الطَّحِين. وعنى بالقَعْسَرِيّ الخَشَبَةَ الَّتي تُدَارُ بها الرَّحَى. وهذا قَوْلُ الجَوْهَرِيّ قد رَدَّه الصَّاغانِيّ فقال: هو غَلَطٌ، إِنَّمَا اللهْوة ما يُلقِيه الطَّاحِنُ في فَمِ الرَّحَى، وسَيَأْتِي في المُعْتَلّ.

  والخُرُّ: حَبَّةٌ مُدَوَّرَةٌ صُفَيْراءُ فيها عُلَيْقِمَةٌ يَسيرةٌ. قال أَبو حَنِيفَة: هي فارسيّة.

  والخُرُّ: أَصْلُ الأُذُنِ، في بَعْضِ اللُّغات. يقال: ضَرَبَه على خُرِّ أُذُنِه، نَقَله ابنُ دُرَيد⁣(⁣٤).

  والخُرُّ: اسمُ ما خَدَّه السَّيْلُ مِنَ الأَرْضِ وشَقَّه، ج خِرَرَةٌ، مثَال عِنَبَة.

  وبهَاءٍ، يَعْقُوبُ بْنُ خُرَّةَ الدَّبَّاغُ الخُرِّيّ، من أَهْل فارِسَ، وهو ضَعِيفٌ. وقال الدَّارقُطْنيّ: لم يَكُن بالقَوِيّ في الحَدِيث، حَدَّثَنا عنه أَبُو بَكْر البَرْبَهارِيّ، ومُحَمَّدُ بنُ مُوسَى بْنِ سَهْل، وهو يَرْوِي عن أَزْهَرَ بن سَعْدٍ السّمَّان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. وأَبُو نَصْر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ خُرَّةَ، مُحَدِّثٌ، حَدَّث عن أَبي بَكْرٍ الحِيرِيّ وغَيْره، والأَمِيرُ أَبو نَصْرٍ ضِياءُ المِلَّة وبَهاءُ الدَّوْلَة خُرَّةُ فَيْرُوزُ بْنُ عَضُدِ الدَّوْلَة البُوَيْهِيّ الدَّيْلَمِيّ.

  والخَرَّارَةُ، مُشَدَّدَةً: عُوَيْدٌ⁣(⁣٥) نحو نصْف النَّعْل يُوثَقُ بخَيْط ويُحَرَّك، والّذِي في الأُصول: فيُحَرَّك الخَيْط وتُجَرُّ الخَشَبَةُ فيُصَوِّتُ، هكذا بالياءِ التَّحْتِيَّة، أَي ذلِك العُوَيْد، وفي بَعْضِ النُّسَخ بالمُثَنّاة الفَوْقِيَّة، أَي تلْك الخَرَّارةُ، كما وقعَ مُصَرَّحاً في بَعْضِ الأُصُول⁣(⁣٦).

  والخَرَّارةُ: طائِرٌ أَعْظَمُ من الصُّرَدِ وأَغْلَظُ، على التَّشْبِيه بِذلك الصَّوْت، ج خَرَّارٌ، وقيل الخَرَّارُ واحِدٌ، وإِلَيْه ذَهَب كُراع.

  والخَرَّارَةُ: ع بالكوفة قُرْبَ السَّيْلَحِين⁣(⁣٧)، وفي عِدَّةِ مَواضِعَ عَربِيَّة وعَجَمِيَّة.

  والخَرَّار، بلا هاءٍ: ع قُرْبَ الجُحْفَةِ، بَعَث إِليه رَسُولُ الله سَعْدَ بنَ أَبي وَقَّاصٍ في سَرِيَّةٍ.

  والخِرِّيَانُ، كصِلِّيَان، أَي بتَشْدِيد الرَّاءِ المَكْسُورة: الجَبَانُ، فِعْلِيَانٌ من خَرَّ، إِذا عَثَرَ بعد اسْتِقامة، عن أَبِي عَلِيّ.

  والخَرْخَارُ، بالفَتح: المَاءُ الجارِي جَرْياً شَدِيداً.

  والخُرْخُورُ، بالضَّمّ: النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ، كالخِرْخِرِ، بالكَسْرِ، والجمع خَرَاخِرُ. قال الرَّاعي:

  خَرَاخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حَتَّى ... يَظَلَّ يَقُرُّه الرَّاعِي السِّجَالا⁣(⁣٨)

  والخُرْخُورُ أَيضاً: الرَّجُلُ النَّاعِمُ في طَعَامِه وشَرَابِه ولِباسِه وفِرَاشِه، وقد خَرَّ الرَّجُلُ يَخُرُّ، إِذا تَنَعَّمَ، عن ابنِ الأَعرابِيّ، كالخِرْخِرِ، بالكَسْرِ، ولا يَخفَى أَنَّه لَوْ قال كالخِرْخِرِ فِيهِما بالكَسْر كان أَحْسَن.


(١) وفيه زيادة أيضاً نقلها الإزهري: فقال النبي ص: لستَ تغبن في دين ولا شيء من قبلنا ولا بيع.

(٢) سورة سبأ الآية ١٤.

(٣) عن الصحاح وبالأصل «نطعمك».

(٤) الجمهرة ١/ ٦٦.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة ثانية: «عُودٌ» ومثلها في اللسان.

(٦) انظر اللسان.

(٧) معجم البلدان: السَّيلحون. [وفي القاموس: ع قرب الكوفة بدل بالكوفة].

(٨) ديوانه ص ٢٤٦ وانظر تخريجه فيه، وفيه «سجالا» والصقعي: الحوار الذي ينتج في الصقيع، وهو من خير النتاج.