تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء من باب الراء

صفحة 359 - الجزء 6

  والخَطَّار: لَقَبُ عَمْرو بْن عُثْمَانَ المُحَدِّث، هكذا مُقْتَضَى سِيَاقِه، والصَّواب أَنّه اسْمُ جَدِّه، ففي التَّكْمِلَة: عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بن خَطَّارٍ من المُحَدِّثِين، فتَأَمَّل.

  والخَطَّارُ: المِقْلاعُ. قال دُكَيْنٌ يَصِف فَرَساً:

  لو لم تَلُح غُرَّتُه وجُبَبُهْ ... جُلْمُودَ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ

  والخَطَّار: الأَسَد لِتَبَخْتُرِه وإِعْجَابِه، أَو لاهْتِزازِه في مَشْيِه.

  والخَطَّار: المَنْجَنِيقُ، كالخَطَّارة.

  قال الحَجَّاجُ لَمَّا نَصَب المَنْجَنِيق على مَكَّة:

  خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ

  شَبَّه رَمْيَها بخَطَرانِ الفَحْل. وبه فسِّر أَيْضاً قَوْلُ دُكَيْن السَّابِق.

  والخَطَّارُ: الرَّجُلُ يَرْفَع يَدَهُ بالرَّبِيعَةِ للرَّمْي ويَهُزُّهَا عِنْد الإِشَالَة يَخْتَبِرُ بها قُوَّتَه، وبه فَسَّرَ الأَصْمَعيّ قَول دُكَيْن السابق. والرَّبِيعَةُ: الحَجَر الذي يَرْفَعه النّاس يَخْتَبِرُون بِذلِك قُواهُم، وقد خَطَر يَخْطِر خَطْراً.

  والخَطَّارُ: العَطَّارُ: يقال: اشتَرَيْت بَنَفْسَجاً من الخَطّار.

  ومن المَجَاز: الخَطّار: الطَّعَّانُ بالرُّمْحِ قال:

  مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمْح⁣(⁣١) في الوَغَى

  وأَبو الخَطَّارِ الكَلْبِيُّ هُو حُسام⁣(⁣٢) بنُ ضِرَار بنِ سَلَامانَ بنِ خَيْثَم⁣(⁣٣) بنِ رَبِيعَة بن حِصْن بن ضَمْضَم بن عَدِيّ بنِ جَنَاب: شَاعرٌ وَلِيَ الأَنْدَلُس مِنْ هِشَام⁣(⁣٤)، وأَظْهَر العَصَبِيَّة لليَمَانِيَة على المُضَرِيّة وقتلَه الصَّمِيل بنُ حاتم بن⁣(⁣٥) ذي الجَوْشَن الضِّبابِيّ.

  وقال الفرّاءُ: الخَطَّارة، بِهَاءٍ: حَظِيرَةُ الإِبِل، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ الحَظِيرة. والخَطَّارَة: ع قُرْبَ القَاهرَة من أَعمال الشّرْقِيّة. ومن المَجَاز: تَخَاطَرُوا على الأَمْرِ: تَرَاهَنُوا. وفي الأَساس: وَضَعُوا خَطَراً.

  وأَخْطَرَ الرَّجُلُ: جَعَلَ نفْسَه خَطَراً لِقرْنِهِ، أَي عِدْلاً فبارَزَه وقَاتَلَه. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:

  أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولم أَقُمْ ... على نُدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ⁣(⁣٦)

  وقال أَيضاً:

  وقُلْتُ لمَنْ قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه: ... أَلَا مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا؟

  وقال أَيضاً:

  أَيْنَ عَنَّا إِخْطَارُنَا المَالَ والأَنْ ... فُسَ إِذْ نَاهَدُوا ليَوْمِ المِحَالِ؟

  وفي حَدِيثِ النُّعْمَان بن مُقَرِّن أَنَّه قَالَ يَوْم نَهَاوَنْدَ حِينَ الْتَقَى المُسْلِمون مَع المُشْرِكين: «إِنَّ هؤُلاءِ⁣(⁣٧) قد أَخْطَرُوا لكم رِثَةً ومَتَاعاً، وأَخْطَرْتُم لهم الدِّينَ فنافِحُوا عن الدِّين».

  أَراد أَنَّهُم لم يُعَرِّضوا للهَلَاك إِلَّا متاعاً يَهُونُ عَلَيْهِم، وأَنْتُم قد عَرَضْتُم عليهم⁣(⁣٨) أَعْظَمَ الأَشْيَاءِ قَدْراً، وهو الإِسْلَام.

  يقول: شَرَطوها لكُم وجَعَلُوهَا عِدْلاً عن دينكم.

  ويقَال: لا تَجْعَل نفْسَك خَطَراً لفلان فأَنْت أَوْزَنُ منه.

  ومن المَجاز: أَخْطَرَ المَالَ: جَعَلَه خَطَراً بَيْنَ المُتَراهِنِين. وخَاطَرَهم عَلَيْه: رَاهَنَهُم.

  وأَخْطَر فلانٌ فُلاناً فهو مُخْطِر: صار مِثْلَه في الخَطَر، أَي القَدْرِ والمَنْزِلَة وأَخْطَر به: سَوَّى وأُخْطِرْت لِفُلان: صُيِّرْتُ نَظِيرَه في الخَطَر، قالَه اللَّيْثُ. وأَخْطَرَ هو لِي، وأَخْطَرْت أَنَا لَهُ، أَي تَراهَنَّا. والتَّخَاطُر والمُخَاطَرَة والإِخْطَارُ: المُرَاهَنَةُ: والخَطِيرُ من كُلِّ شَيْءٍ: النَّبِيل. والخَطِير: الرَّفِيعُ


(١) في الأساس: بالسمر.

(٢) عن المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٨٩ وبالأصل «عسام».

(٣) في الآمدي: «جشم» وفيه: جشم بن جعول بن ربيعة.

(٤) يريد هشام بن عبد الملك وذلك في سنة ١٢٥.

(٥) كذا، وفي جمهرة ابن حزم ص ٢٨٧: حاتم بن شمر بن ذي الجوش.

(٦) البيت لعروة بن الورد، وهو في ديوانه ص ٣٨ من قصيدة مطلعها:

أقلّي عليّ اللوم يا بنت منذر ... ونامي، وإن لم تشتهي النوم فاسهري

ضبطت نُدب بالضم عن الديوان، وفي التهذيب والتكملة واللسان بالفتح، ضبط قلم.

(٧) يعني المجوس.

(٨) النهاية: لهم.