تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دنسر]:

صفحة 414 - الجزء 6

  مِثْله الجنْس لا يَعُدّ هذا دَلِيلاً، كما لم يَسْتَدِلّوا به في نِعْم المَرْأَةُ وشِبْهه.

  ج في القِلَّة أَدْؤُرٌ، بإِبدال الواو همزَةً تَخْفِيفاً، وأَدْوُرٌ على الأَصل. قال الجوْهَرِيّ: الهَمزةُ في أُدْؤُرٍ مُبدَلَة مِن وَاوٍ مضْمُومة، قال: ولك أَن لا⁣(⁣١) تَهْمِز، كلاهما على وَزْن أَفْعُل كفَلْس وأَفلُس. وآدُرٌ، على القَلْب، أَغفَلَه الجوْهَرِيّ، ونقله ابنُ سِيدَه عن الفارسيّ عن أَبِي الحسن. وفي الكثير دِيارٌ، مثل جَبَلٍ وأَجْبُلٍ وجِبَال، كما في الصحاح. وزاد في المحكم في جُموع الدار دِيَارَةٌ، وفيه وفي التَّهْذِيب: ودِيرانٌ، كقاعٍ وقِيعَانٍ وبَابٍ وبِيبَانٍ، وفي التَّهْذِيب: دُورَانٌ، بالضَّمّ، أَي كثَمَرِ وثُمْرَانٍ، وفي المُحْكَم: دُورَاتٌ، قال: حكاها سِيبوَيْه في باب جَمْع الجَمْع في سمة السّلامة، ودِياراتٌ، ذكره ابنُ سِيده. قال شيخُنا: وكأَنَّه جمع الجَمْع، وقد استَعْمَلَه الإِمامُ الشّافعيّ ¥، وأَنكروه عليه، وانْتَصر له الإِمامُ البَيْهَقِيّ في الانْتِصَار وأَثْبَته سَمَاعاً وقِياساً، وهو ظاهِر. وفي التهذيب أَدوارٌ وأَدْوِرةٌ، كأَبْوَابٍ وأَبْوِبةٍ.

  وبقِيَ عَلَيْه من جُمُوعهِ مِمَّا في المُحْكَم والتهذيب: دُورٌ، بالضَّمّ، ونَظَّره الجوهَرِيّ بأَسَد وأُسْد، وفي التّهْذِيب: ويقال دِيرٌ⁣(⁣٢) ودِيَرَةٌ وأَدْيَارٌ، ودارَةٌ ودَارَاتٌ ودِوَارٌ، ولم يستدرك شيخُنَا إِلّا دُور السابق، ولو وَجَد سَبِيلاً إِلى ما نَقلناه عن الأَزهريّ لأَقام القِيَامةَ على المُصنِّف.

  والدَّارُ: البَلدُ، حكَى سِيبويهِ: هذه الدَّارُ نِعْمَت البَلدُ، فأَنَّثَ البَلدَ على مَعْنَى الدّارِ. وفي الكتاب العَزِيز: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ}⁣(⁣٣) المُرَاد بالدَّار مَدِينَة النّبيّ ، لأَنَّها مَحلُّ أَهْلِ الإِيمانِ.

  والدَّار: ع، قال ابنُ مُقْبِل:

  عادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ وكانَ بها ... هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلَّامُون للجُزُرِ

  ومن المَجَاز: الدَّارُ: القَبِيلةُ. ويقال: مَرَّت بنَا دَارُ فُلانٍ. وبه فُسِّر الحَدِيثُ: «ما بقِيَتْ دارٌ إِلَّا بُنِيَ فيها مسْجدٌ»، أَي ما بَقِيَت قبيلةٌ. وفي حديثٍ آخَرَ: «أَلَا أُنَبئُكم⁣(⁣٤) بخَيْرِ دُورِ الأَنْصَار؟ دُورُ بني النَّجَار ثمّ دُورُ بني [عَبْدِ]⁣(⁣٥) الأَشْهَل وفي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ».

  والدُّورُ هي المنازلُ المَسْكُونَةُ والمَحالُّ، وأَراد به هاهنا القبائل اجتمعَت كلُّ قَبِيلَةٍ في مَحَلَّة فسُمِّيَت المَحَلَّةُ داراً، وسُمِّيَ ساكِنُوهَا بها مجَازاً على حَذْف المُضَافِ، أَي أَهْل الدُّور، كالدّارةِ، وهي أَي الدَّارة بهاءٍ: كُلُّ أَرضٍ واسعةٍ بينَ جِبَالٍ. قال أَبو حَنِيفَة: وهي تُعَدُّ من بُطون الأَرضِ المُنْبِتَة. وقال الأَصْمعِيّ: هي الجَوْبَةُ الوَاسِعَةُ تَحُفُّهَا الجِبَالُ.

  وقال صاحب اللّسان: وَجدْت هنا في بَعْض الأُصول حاشِيةً بخَطّ سيِّدنا الشَّيْخ الإِمام المُفِيد بهاءِ الدِّينِ مُحمَّد ابنِ مُحْيِي الدِّين إِبراهيم بن النحّاس النَّحْوِيّ فَسَحَ الله في أَجلِه: قال كُراع: الدَّارةُ هي البُهْرَةُ إِلَّا أَن البُهْرَةَ لا تَكُونُ إِلَّا سَهْلَة، والدارةُ تكون غَلِيظَةً وسَهْلَةً، قال: وهذا قَوْلُ أَبِي فَقْعَسٍ. وقال غيرُه: الدَّارةُ: كلُّ جَوْبَة تَنْفَتِح في الرَّمْل.

  والدّارَةُ: ما أَحاطَ بالشَّيْءِ، كالدائِرَةِ. قال الشِّهَاب في العِنَايَة: الدَّائِرة: اسمٌ لِما يُحِيط بالشَّيْءِ ويَدُورُ حَوْلَه، والتَّاءُ للنَّقْل من الوَصْفِيّة إِلى الاسْمِيّة، لأَن الدائرة في الأَصل اسمُ فَاعِل، أَو للتَأْنيث، انْتَهَى. وفي الحَدِيث⁣(⁣٦): «أَهلُ النارِ يَحْتَرِقُون إِلَّا دَارَاتِ وجُوههِمِ»، هي جَمْع دارَةٍ، وهو ما يُحِيط بالوَجْه من جَوانِبه: أَراد أَنها لا تَأْكُلها النّارُ لأَنّهَا مَحَلُّ السُّجُودِ.

  والدَّارَةُ من الرَّملِ: ما اسْتَدارَ منه، كالدِّيرةِ - بالكسر، والجَمْع دِيَرٌ. وفي التَّهْذِيب عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الدِّيَر: الدَّارَات في الرَّملِ، هكذا في سائر النُّسَخ. والصواب كالدَّيِّرة⁣(⁣٧)، بفَتْح الدال وتَشْدِيد التّحْتِيَّة المَكْسُورة. والجمْع دَيِّرٌ، ككَيِّسٍ، والتَّدْوِرَة. وأَنشد سِيبَوَيه لابْنِ مُقْبِل:

  بِتْنَا بتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا ... دَسَمُ السَّلِيطِ يُضِيءُ فَوْقَ ذُبَالِ


(١) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٢) في التهذيب: «دَيَرٌ» وأثبتنا ضبط اللسان للفظة.

(٣) سورة الحشر الآية ٩.

(٤) الأصل واللسان وفي النهاية: ألا أخبركم.

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) النهاية: «وفي حديث أهل النار: يحترقون» أما اللسان فكالأصل.

(٧) ومثلها في احدى نسخ القاموس واللسان.