(فصل الزاي) مع الراء
  وزَبَرَانُ، محرّكةً: ة، بالجَنَدِ من اليَمَن. منها زَيدُ بنُ عبدِ الله الفقيهُ الزَّبَرَانيّ. وزِبَارُ بنُ مَيْسورٍ الفَتْحُ.
  والزُّبَيْر، بضمّ الزاي وفَتْحِ الباءِ، - ولو قال: مُصغَرا، أَو اقْتصَرَ على قَوْله بالضمّ كان أَخْصرَ، كما هو عادَتُه - ابنُ العَوَّام أَبو عَبْدِ الله القُرَشِيّ الأَسَدِيّ، حَوَارِيّ رسولِ اللهِ ﷺ، قَتلَه عُمَيْر(١) بنُ جُرْمُوزٍ بَغْياً وظُلْماً. وقد أَلَّفْت في نَسَب وَلدِه كُرَّاسة لطِيفة. والزُّبَيْر بنُ عبدِ الله الكِلابيّ، أَدركَ الجاهِلِيَّة، ويقال: إِنه رَأَى النَّبيّ ﷺ. والزُّبَيْر بنُ عُبَيْدَةَ الأَسَديّ، من المهاجرين، قَدِيمُ الإِسلام، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق. والزُّبَيْر بنُ أَبي هالَةَ، رَوَى وائِلُ بنُ داوودَ عن البَهِيّ عنه، صَحابيَّون.
  والزَّبِيرُ، كأَمِيرٍ: الدَّاهِيَةُ، قاله الفَرَّاءُ، كالزَّوْبَر. وأَنْشَدَ لِعَبْدِ الله ابْنِ هَمَّام السَّلُوليّ:
  وقَدْ جَرَّبَ النَّاسُ آلَ الزُّبَيْرِ ... فلَاقَوْا مِنَ الِ الزُّبَير الزَّبَيْرَا
  والزَّبِير: اسمُ الجَبَل الذي كَلَّمَ الله تَعالى عليه سيّدنا مُوسَى عَلَيْه وعلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام، وقد أَجمعَ المُفَسِّرون على أَن جَبَلَ المُنَاجاةِ هو الطُّور. قال شيخُنَا وقد يُقَال: لا منافاةَ، فتأَمَّلْ.
  قلْت: وقد جاءَ ذِكرُه في الحَدِيث، وكأَنَّه اسمٌ لموضِع مُعَيَّنٍ من الطُّور، وهو الذي وَقَع عليه التَّجَلِّي فاندَكَّ ولم يَبْقَ له أَثرٌ. وأَما الطُّور فإِنه اسْم للجَبَلِ كُلِّه، وهو بَاقٍ هَائِلٌ، وحينئذٍ لا منافاة، ولا أَدري ما وَجْهُ التأَمُّلِ في كلام شَيْخِنا، فَلْيُنْظر.
  والزَّبِيرُ: الحَمْأَةُ، نقله الصَّاغانِيّ(٢).
  والزَّبِيرُ بنُ عبدِ الله الشَّاعرُ، وجَدُّهُ الزَّبِيرُ أَيضاً، فهو الزَّبِير بنُ عَبْدِ الله بن الزَّبِير.
  وعبدُ الله والدُ هذا هو القائلُ لعبد الله بنِ الزُّبَيْر بن العَوَّام لَمَّا حَرَمه من العَطَاءِ: لَعَن الله ناقَةً حَمَلَتْنِي إِليك. فقال له سيّدنا عبدُ الله: إِنَّ ورَاكِبَها
  أَي إِن الله لعَنَ الناقَةَ ورَاكِبَهَا. فاكْتَفَى.
  والزَّبِيرُ: ع بالبادِيَة قُرْبَ الثَّعْلَبِيَّة، نقله الصَّاغَانِيّ. والزَّبِيرُ: الشيْءُ المكتوبُ، فَعِيل بمعنَى المَفْعُول.
  وعبدُ الرحمنِ بن الزَّبِيرِ، كأَمِير بنِ باطِئ(٣): صحابِيٌّ، قال ابنُ عَبد البَرّ: هو ابن الزَّبِير بن باطِيَا القُرَظِيّ.
  واختُلِف في الزُّبَيْر بن عبد الرحمن، فقيل: هو بالفَتْح كجَدِّه، وقيل: مُصَغَّرٌ، وهو الذي جَزَم به البُخَاريّ في التَّارِيخ، قاله شيخُنَا.
  قلت: وقد راجعتُ تاريخَ البُخَاريّ فوجَدْت فيه كما قالَه شيخُنَا مَضْبُوطاً بضَبْط القَلَم قال: وروي عنه مِسْوَر بنُ رِفَاعةَ المَدنِيّ، ونَقل شيخُنَا عن علَّامة الدُّنْيَا الحَفِيدِ بن مَرْزُوق: الزَّبِير، بالفَتْح، في اليهود، وفي غيرهم من أَنواع العرب بالضَّمّ، قال: ونقل قريباً منه ابن التِّلِمْسَانيّ في شَرْح الشِّفَاءِ.
  قلْت: ولم يُبيِّنَا وَجْهَ ذلك، ولعلّه تَبَرُّكاً باسمِ الجَبَل الذي وَقعَ عليه الكلامُ لنَبيِّهم سَيِّدنا موسى #.
  والزَّبِيرَتَانِ، بالفَتْح: ماءَتَانِ لطُهَيَّةَ من أَطْرَاف أَخازِم(٤) جُفَافٍ، حيث أَفْضَى في الفُرْع، وهو أَرضٌ مُسْتَوِية. وقال أَبو عُبَيْدَة مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى: هما رَكِيَّتَان. ونَقَلَه عنه السّيوطيّ في «المزهر» في الأَسماءِ التي اسُتعمِلَت مُثَنًّى.
  وزَوْبرُ، كجَوْهَر: اسم فَرَس مُطَيْرِ بنِ الأَشْيَمِ الأَسَدِيّ، وهي لا تَنْصَرِف للعلَمِيّة والتَّأْنِيثِ. وقال أَبو عُبَيْدَة وأَبُو النَّدَى: هي فَرَسُ الجُمَيْحِ بْنِ - هكذا في النُّسخ، والصواب أَنُّ الجُمَيْحِ هو - مُنْقِذ بن الطَّمْاحِ الأَسَدِيّ.
  وفَرَسُ أَخيه عُرْفُطَةَ بن الطَّمَّاح الأَسديّ، نَقَلَه الصّاغانيّ هنا هكذا، وسيأْتي له في زِرّة أَن الجُمَيحَ هو ابنُ مُنْقِذ، كما هنا للمصنّف، فانْظُرْه.
  ويقال: أَخَذَه بزَوْبَرِه، وزَأْبَرِه، بفَتْح المُوَحَّدَةِ فِيهما وزَبَرِه، مُحَرَّكَةً، وزَبَوْبَرِه(٥)، كصنَوْبَر، هكذا في سائِر الأُصول ببَاءَيْنِ مُوحَّدَتَيْن، والصَّواب: زَنَوْبَرِه بالنُّون بعد
(١) في كتب التاريخ: عمرو.
(٢) وردت بهذا المعنى في التهذيب واللسان.
(٣) في القاموس: «باطَى» وفي أسد الغابة: «باطيا» وورد نسبه فيه: عبد الرحمن بن الزبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
(٤) في التكملة ومعجم البلدان: أخارم. بالراء.
(٥) على هامش القاموس عن نسخة ثانية «وزَنَوْبَرِه».