تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زفر]:

صفحة 466 - الجزء 6

  وقيل الزُّفَر: السَّيِّد: قال أَعشَى باهِلَةَ:

  أَخُو رَغَائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها ... يَأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

  لأَنه يَزْدَفِر بالأَموالِ في الحَمَالات مُطِيقاً له.

  وفي الأَساس: ومن المَجَاز: هو نَوْفَلٌ زُفَرٌ: للجَوَادِ، شُبِّه بالبَحْر الذي يَزْفِر بِتَمَوُّجِه.

  قلْت: فلو اقتصرَ المُصَنِّف على قوله: الذي يَحمِلُ الأَثْقَالَ، كان أَوْلَى.

  والزُّفَر⁣(⁣١): الجَمَلُ الضَّخْمُ، لتَحَمُّلِه الأَثقالَ، نقله الصاغاني.

  والزُّفَر: الكَتِيبَةُ، كالزّافِرَةِ، وهي الجَمَاعَة من النَّاس، وقد تقدّم.

  وزُفَر، بلا لامٍ: اسمُ جَماعَةٍ، منهم زُفَرُ بنُ الهُذَيلِ الفَقِيهُ، تِلْمِيذُ إِمامنا الأَعظمِ أَبي حَنِيفَةَ ¦.

  وزُفَرُ بنُ الحارث العامِريّ أَبو مُزَاحِم، وزُفَرُ بنُ عَقِيل، وزُفَرُ بن صَعْصَعَة بن مالك، وزُفَر بن يَزِيد⁣(⁣٢) بن عبد الرحمن بن أَرْدَك، وزُفَر بنُ أَبي كَثِير، وزُفَر العِجْلِيّ، وزُفَر بن عاصم. وسُهَيْل بن أَبِي زُفَر، وهؤلاءِ في تَارِيخ البُخَارِيّ. وزُفَر بنُ وَثِيمَة بنِ مَالِك بن أَوْس بن الحَدَثان البَصْرِيّ، من كتاب الثِّقَات لابن حِبّان: محدِّثون.

  وفي الصّحابة، زُفَر بن الحَدَثان بن الحارث النَّصْريّ⁣(⁣٣)، وزُفَر بن حُذَيفة⁣(⁣٤) سَيِّد بني أَسد، وزُفَر بن يَزيد بنِ هاشِم، قاله ابن مَنْده.

  والزافِرَةُ من البِنَاءِ: رُكْنُه الذي يَعتَمِد عليه، والجَمْع الزَّوَافِر. والزَّافِرة من الرَّجلِ أَنْصارُه وعَشِيرتُه. قال الفَرَّاءُ: جاءَنا ومعه زَافِرَتُه، يَعنِي رَهْطَه وقَوْمَه. قال الزَّمَخْشَرِيّ: لأَنهم يَزْفِرُون عنه الأَثْقَالَ.

  وهو زَافِرُ قَوْمِه وزَافِرَتُهم عند السلطان: سَنَدُهم⁣(⁣٥) وحامِلُ أَعبائِهم، وهو مَجازٌ. وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥: «كان إِذا خَلَا مع صاغِيَتِه وزَافِرَتِه انْبَسَط» أَي أَنْصَاره وخَاصَّته.

  والزَّافِرَةُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ، لأَنَّه حاملُ الأَثقال.

  وزافِرَةُ الرُّمْحِ والسَّهْمِ: نَحوُ الثُّلثِ، وهو أَيضاً ما دُونَ الرِّيش من السَّهْم. وقال الأَصْمَعِيُّ: ما دُونَ الرِّيشِ من السَّهْمِ فهو الزَّافِرَة، وما دُونَ ذلك إِلى وَسَطه هو المَتْن، ومثْله قَولُ الجوهريّ. وقال ابن شُمَيْل: زَافِرَةُ السَّهْمِ: أَسفل من النَّصْل بِقَلِيل إِلى النصْل. أَو ما دُون ثُلُثَيْه ممّا يَلِي النَّصْلَ، قاله عِيسَى بنُ عَمر.

  والزَّافِرَة: السَّيِّدُ الكَبِيرُ، لأَنه يَحمِل الحَمَالاتِ، وهو الجَوَادُ، كزُفَر.

  ومن المَجَاز: وبأَيْدِيهِم الزَّوافِر، جمع زَافِرَة، وهي القَوْسُ، على التَّشْبِيه بالضُّلُوع.

  ومن المَجَاز قولهم: لِمَجْدِهم زَوَافِرُ. زَوَافِرُ المَجْدِ:

  أَعْمدَتُه وأَسْبَابُه المُقَوِّيَةُ له، تَشبيهاً بزَوَافِر الكَرْمِ، وهي خُشُبٌ تُقَام ويُعرَّض عليها الدِّعَمُ لتَجْرِيَ عليها نَوامِي الكَرْم.

  والزَّفِير كأَمير: الدَّاهية كالزَّبِير، بالباء: وأَنشد أَبو زيد:

  والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا

  والزَّفِير والزَّفْر: أَن يَملأَ الرَّجلُ صَدْرَه غَمّاً ثمّ هو يَزْفِرُ به. وقيلَ: هو إِخراجُ النَّفَسِ مع صوتٍ مَمْدُود.

  وقال الرَّاغِب: أَصْلُ الزَّفِيرِ تَردِيدُ⁣(⁣٦) النَّفَسِ حتَّى تَنْتَفِخ منه الضُّلوعُ. ويُستعمَلُ غالِباً في أَوَّلِ صَوْتِ الحِمَار، وهو النَّهِيق، والشَّهِيقُ آخِرُهُ، أَي رَدّ الصَّوْت في آخِرِه، أَي غالِباً.

  وقال اللَّيْثُ في تَفْسِير قولِه تعالى: {لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}⁣(⁣٧) الزَّفِير: أَوَّل نَهِيقِ الحِمَار وشِبْهِهِ، والشَّهِيقُ آخِرُه، لأَنَّ الزَّفيرَ إِدخَالُ النَّفَسِ والشَّهِيقَ إِخراجُه، والاسمُ الزَّفْرَةُ، والجَمْع الزَّفَرَاتُ.


(١) ضبطت في التهذيب بالتحريك، ضبط قلم. وفي التكملة واللسان فكالقاموس.

(٢) في كتاب ابن أبي حاتم بسقوط «ابن يزيد».

(٣) في أسد الغابة: زفر بن أوس بن الحدثان النصري.

(٤) أسد الغابة: زفر بن زيد بن حذيفة.

(٥) الأساس: سيدهم.

(٦) في المفردات: تردُّدُ.

(٧) سورة هود الآية ١٠٦.