تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 504 - الجزء 6

  هكذا حَكَاه: «مَفْسُود» لا أَدرِي أَهو على طَرْح الزائد أَم فَسَدْتُه لُغَةٌ أَم هو خَطَأٌ. والمَسْحُور أَيضاً، المُفْسَد من المَكَانِ لِكَثْرَةِ المَطَرِ. والذي قاله الأَزهريّ وغيره: أَرض مَسْحُورَة: أَصابَهَا من المَطَرِ أَكثَرُ مِمَّا يَنْبَغِي فأَفْسَدَها، أَو من قلَّة الْكَلإِ، قال ابنُ شُمَيْل: يُقال للأَرض التي لَيْسَ بها نَبْتٌ: إِنما هي قَاعٌ قَرَقُوسٌ.

  وأَرْضٌ مَسْحُورَةٌ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ، أَي لا كَلأَ فِيهَا⁣(⁣١). وقال الزَّمَخْشَرِيّ: أَرضٌ مَسْحُورَةٌ لا تُنْبِت، وهو مَجَاز.

  والسَّحِيرُ، كأَمِيرٍ: المُشْتَكِي بَطْنَه من وَجَعِ السَّحْرِ، أَي الرِّئَةِ. فإِذا أَصابَه منه السِّلُّ وذَهَبَ لحمُه فهو بَحِيرٌ وبَحِرٌ⁣(⁣٢).

  والسَّحِير: الفَرَسُ العَظِيمُ البَطْنِ، كذا في التَّكْمِلَة.

  وفي غيرها: العَظِيمُ الجَوْفِ.

  والسُّحَارَةُ، بالضَّم، من الشَّاةِ: ما يَقْتَلِعُه القَصَّاب، فيَرْمِي به من الرِّئَة والحُلْقُومِ وما تَعَلَّق بها، جُعِلَ بناؤُه بناءَ السُّقَاطة وأَخواتِها.

  والسَّحْر، بالفَتح، والسَّحَّارَة، كجَبَّانةَ: شَيْءٌ يَلعَبُ به الصِّبْيانُ، إِذا مُدَّ من جانب خَرَجَ على لَوْنٍ، وإِذَا مُدّ من جانِبٍ آخَرَ خَرَجَ على لَوْنٍ آخَرَ مُخالِفٍ للأَوّلِ، وكلُّ ما أَشْبَه ذلك سَحَّارَة، قاله اللَّيْثُ، وهو مَجاز.

  والإِسْحَارُّ والإِسْحارَّةُ*، بالكسر فيهما، ويُفْتَح والرَّاءُ مُشَدَّدَةٌ، وقال أَبو حَنِيفة: سَمِعتُ أَعرابِيًّا يقول: السِّحَارُ، وهذه مُخَفَّفَةٌ، أَي ككِتَاب فطَرَحَ الأَلِفَ وخَفَّفَ الرَّاءَ: بَقْلَةٌ تُسَمِّنُ المالَ. وزَعَم هذا الأَعرابيُّ أَن نَباتَه يُشْبِه الفُجْلَ غيرَ أَنه لا فُجْلَةَ لَه. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: وهو خَشِنٌ يَرْتفع في وَسَطه قَصَبَةٌ في رَأْسِها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةِ الفُجْلَةِ، فِيهَا حَبٌّ له دُهْن يُؤْكَل ويُتَداوَى بِهِ، وفي وَرَقهِ حُرُوفَةٌ لا يأْكُلُه النَّاس ولكنه ناجِعٌ في الإِبل.

  ورَوَى الأَزهرِيُّ عن النَّضْر: الإِسْحَارَّة: بَقْلةٌ حارَّةٌ تَنْبُت على سَاقٍ، لها وَرَقٌ صِغَارٌ، لها حَبَّةٌ سَوْدَاءُ كأَنَّهَا شِهْنِيزَةٌ⁣(⁣٣). والسَّوْحَرُ: شَجَرُ الخِلَاف، والواحدةُ سَوْحَرَةً، وهو الصَّفْصَاف أَيضاً يمانية، وقيل بالجيم، وقد تقدَّم.

  وسَحَّارٌ، ككَتَّان، وفي بعض النُّسخ: ككِتَاب، صَحابِيٌّ.

  وعبدُ الله بن محمّد السِّحْرِيُّ، بالكسر: مُحَدِّثٌ، عن ابن عُيَيْنَة، وعنه مُحَمَّد بنُ الحُصَيْب⁣(⁣٤)، ولا أَدْرِي هذِه النِّسبة إِلى أَيِّ شَيْءٍ، ولم يُبَيِّنُوه.

  والمُسَحَّر، كمُعَظَّم: المُجَوَّفُ، قاله الفَرَّاءُ في تَفْسِير قولِه تعالى: {إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}⁣(⁣٥) كأَنَّه أُخِذَ من قولهم: انتفَخَ سَحْرُك، أَي أَنَّك تُعَلَّل بالطَّعَام والشَّرَاب.

  واسْتَحَرَ الدِّيكُ. صاحَ في السَّحَرِ، والطَّائِرُ: غَرَّدَ فيه.

  قال امرؤُ القَيْس:

  كأَنَّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ... ورِيحَ الخُزَامَى ونَشْرَ القُطُرْ

  يُعَلُّ به بَرْدُ أَنْيَابِهَا ... إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ

  * ومما يُستدرك عليه: سَحَرَه عن وَجْهِه: صَرَفَه {فَأَنّى تُسْحَرُونَ}⁣(⁣٦) فأَنَّى تُصْرَفُونَ، قاله الفَرَّاءُ ويقال: أُفِكَ وسُحِرَ سَوَاءٌ. وقال يُونُس: تقول العَربُ للرَّجل: ما سَحَرَك عن وَجْهِ كذَا وَكَذَا؟ أَي ما صَرفَكَ عنه؟

  والمَسْحُور: ذاهِبُ العَقْلِ المُفْسَدُ؛ روَاه شَمِرٌ عن ابن الأَعْرَابيّ⁣(⁣٧).

  وسَحَرَه بالطَّعَام والشَّرَابِ: غَذَّاه، والسِّحْر، بالكَسْر: الغِذَاءُ، من حَيث إِنَّه يَدِقُّ ويَلْطُف تأْثِيرُه.

  والمُسَحَّر، كمُعَظَّم: من سُحِرَ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى حتَّى تَخَبَّل عَقْلُه.


(١) العبارة في الأساس: وعنز مسحورة: قليلة اللبن، وأرض مسحورة لا تنبت.

(٢) زيادة عن التهذيب والتكملة.

(٨) (*) في القاموس: الإِسْحارَّةَ والإِسْحَارُّ.

(٣) في التهذيب: سوداء كالشَّهْنِيزَة.

(٤) اللباب: محمد بن أبي الخصيب.

(٥) سورة الشعراء الآية ١٥٣.

(٦) سورة «المؤمنون» الآية ٨٩.

(٧) تغيّر ابن الأعرابي لقول النابغة.

فقالت: يمين الله أفعل! إنني ... رأيتك مسحوراً يمينُك فاجره

ورد ذلك في اللسان.