تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 514 - الجزء 6

  لخِفَّتِهما على اللِّسَان، ويُقَال أَيضاً: ساءَ مَنْ رَأَى، فهي خَمْسُ لُغَاتٍ: د بأَرْضِ العِرَاقِ قُرْبَ بَغْدَادَ، يقال: لمَّا شَرَعَ في بِنَائِهِ أَميرُ المؤمنين ثامنُ الخُلَفَاءِ المُعْتَصِمُ بالله أَبُو إسحاقَ مُحَمَّدُ بنُ هَارُونَ الرَّشيدِ - ويقالُ له: المُثَمَّن؛ لأَنَّ عُمرَه ثَمانيةٌ وأَربعون سنة، وكان له ثَمَانِيةُ بنين، وثَمَانِ بَناتٍ، وثمانيةُ آلافِ غُلَامٍ، وثامن الخُلَفَاءِ، وثامِنُ شخْصٍ إِلى العباس - ثَقُلَ ذلكَ على عَسْكَرِهِ، فلمّا انْتَقَلَ بِهِم إِلَيْهَا، هكذا في النسخ، وصوابه إِليه، سُرَّ كُلٌّ مِنْهُمْ لِرُؤْيَتِها⁣(⁣١) أَي فَرِحُوا، والصّوابُ لِرُؤْيَتِه، فَلزِمَها هذا الاسْمُ، والصواب فَلَزِمَهُ. والنِّسْبَةُ إِليه على القَوْلِ الأَوّل والثانِي سُرَّ مَرِّيُّ، بضمّ السّين وفتحِها، وعلى القَوْلِ الثّالث سَامِرِّيٌّ، بفتح الميم وتكسر، ويقال أَيضاً: سُرِّيٌّ، إِلى الجزءِ الأَوّل منه.

  ومِنْهُ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ زِيادٍ المُحَدِّثُ السُّرِّيُّ⁣(⁣٢)، حدّث عن إِسماعِيلَ بنِ أَبِي أَوَيْسٍ، وعنه أَبُو بَكْر الضّبَعِيّ، وزادَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ في التَّبْصِيرِ: وأَبُو حَفْص عبدُ الجَبّارِ بنُ خالِد السُّرِّيّ، كان بإِفْرِيقِيَة، يَرْوِي عن سَحْنُون، مات سنة ٢٨١.

  والسُّرَرُ، كصُرَدٍ: ع قُرْبَ مَكَّةَ.

  والسِّرَرُ، كعِنَب: مَا عَلَى الكَمْأَةِ من⁣(⁣٣) القُشُورِ والطِّينِ، كالسَّرِيرِ، وجمْعه أَسْرَارٌ، قال ابنُ شُمَيْل: الفَقْعُ أَرْدَأُ المكمْءِ طَعْماً، وأَسرَعُهَا ظُهُوراً، وأَقْصَرُهَا في الأَرْضِ سِرَراً، قال: وليس للكَمْأَةِ عُرُوقٌ، ولكن لها أَسْرَارٌ.

  والسَّرَرُ: دُمْلُوكَةٌ من تُرَابٍ تَنْبُتُ فيها.

  والسِّرَرُ: ع، قُرْبَ مَكَّةَ، على أَربَعةِ أَميالٍ منها، قال أَبُو ذُؤَيْب:

  بِآيَةِ ما وَقَفَتْ والرِّكا ... بُ بَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السِّرَرْ

  قيل: كانَتْ بهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيّاً، كما جاءَ في الحديث عن ابنِ عُمَر «... أَن بِهَا سَرْحَةً سُرَّ تَحْتَها سَبْعُونَ نَبِيّاً»، أَي قُطِعَتْ سُرَرُهُمْ به، أَي أَنَّهُم وُلِدُوا تحتَها، فسُمِّيَ سِرَراً لذلك، فهو يَصِفُ بَركَتَهَا، وفي بعض الأَحاديث:⁣(⁣٤) أَنّهَا بالمَأْزِمَيْنِ من مِنًى، كانت فيه دَوْحَةٌ، وهذا المَوْضِعُ يُسَمَّى وادِي السُّرَرِ، بضمّ السين وفتحِ الرَّاءِ وقيل: هو بالتَّحْرِيكِ، وقيل بالكَسْرِ كما ضَبَطَهُ المصنّف، وبالتَّحْرِيكِ ضَبَطَهُ العلامةُ عبدُ القادرِ بنُ عُمَرَ البَغْدَاديّ اللُّغَوِيّ، في شرْح شواهد الرَّضِيّ.

  وسَرَارَةُ الوَادِي، بالفَتح: أَفْضَل مَوَاضِعِهِ وأَكرمُها وأَطيَبُها، كسُرَّتهِ بالضمّ، وسِرِّه، بالكسر، وقد تقدم، فهو تكرار، وسَرَارِه كسَحاب، قال الأَصمعيّ: سَرَارُ الأَرضِ، أَوسَطُه وأَكرَمُه، والسِّرّ من الأَرضِ مثل السَّرَارَةِ: أَكرَمُها، وجمعُ السَّرَارِ أَسِرَةٌ، كقَذَالٍ وأَقْذِلَةٍ، قال لَبِيد يرثِي قَوْماً:

  فشَاعَهُمُ حَمْدٌ وزَانَتْ قُبُورَهُم ... أَسِرَّةُ رَيْحَانٍ بقَاعٍ مُنَوِّرِ

  وجمعُ السَّرَارَةِ سَرائِرُ.

  والسُّرَّةُ:(⁣٥) وَسَطُ الوَادِي وجَمْعُه سُرُورٌ قال الأَعشى:

  كَبَرْدِيَّةِ الغَيْلِ وَسْطَ الغَرِيف ... إِذَا خَالَطَ الماءُ منها السُّرُورَا⁣(⁣٦)

  وقال غيره:

  فإِنْ أَفْخَر بِمَجْدِ بني سُلَيْمٍ ... أَكُنْ مِنْهَا التَّخُومَةَ والسَّرَارَا

  والسُّرِّيَّةُ، بالضَّمّ: الأَمَةُ التي بَوَّأْتَها بَيْتاً واتَّخَذْتَها للمِلْكِ والجِمَاعِ مَنْسُوبَةٌ إِلى السِّرِّ، بالكسرِ، للجِمَاع؛ لأَنَّ الإِنْسَانَ كَثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُهَا عن حُرَّتهِ، فُعْلِيَّةٌ منه، من تَغْيِيرِ النَّسَبِ، كما قالوا في الدَّهْر دُهْرِيّ، وفي السَّهْلَةِ سُهْلِيِّ⁣(⁣٧)، قيل: إِنَّما ضُمَّتِ السينُ للفَرْقِ بين الحُرَّةِ والأَمَةِ تُوطَأُ، فيُقَال للحُرَّة⁣(⁣٨) إِذا نُكِحَتْ سِرّاً، أَو كانَتْ فاجِرَةً: سِرِّيَّة، وللمَمْلُوكَة⁣(⁣٩) يَتَسَرَّاها صاحِبُها سُرِّيَّة، مخافَةَ اللَّبْسِ.


(١) في القاموس: «برؤيتها» ومثله في التكملة.

(٢) كذا بالقاموس، وفي اللباب: السُّرِّي ... هذه النسبة إِلى سرّ وهي من قرى الري.

(٣) في اللسان: من التراب والقشور والطين.

(٤) اللسان ومعجم البلدان: وفي بعض الحديث.

(٥) عبارة اللسان: والسُّرُّ: وسط الوادي وجمعه سُرُور. وذكر البيت، وكذلك: سرارُه وسرارتُه وسُرَّتُه.

(٦) ويروى السَّريرا: يريد جميع أصلها التي استقرت عليه، أو غاية نعمتها.

(٧) ضبطت عن الصحاح واللسان.

(٨) بالأصل «للأمة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فيقال للأمة، كذا بخطه والذي في اللسان: للحرة» وفي التهذيب: للحرة.

(٩) الأصل واللسان، وفي التهذيب «ولأَمةَ».