تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الراء

صفحة 12 - الجزء 7

  في التكملة: شِجَار، ككِتَابٍ، هكذا، وعليه علامةُ الصِّحَّة.

  وأَبو شَجَّارٍ، ككَتّانٍ: عَبْدُ الحَكَمِ بنُ عَبْدِ الله بن شَجَّار الرَّقِّيّ: مُحَدِّثٌ، عن أَبِي المليح الرَّقِّيّ، وغيره.

  والشَّجِيرُ، كأَمِيرٍ: السَّيْفُ.

  والشَّجِيرُ والشَّطِيرُ؛ الغَرِيبُ مِنّا. ومن سجعات الأَساس: ما رَأَيْتُ شَجِيرَيْنِ إِلَّا شَجِيرَيْن⁣(⁣١). الشَّجِيرُ الأَوّلُ بمعنَى الغَرِيب، والثّاني بمعنى الصَّدِيق، وسيأْتي.

  والشَّجِيرُ من الإِبِل: الغَرِيبُ.

  والشَّجِيرُ: القِدْحُ يكونُ بينَ قِدَاحٍ غَرِيباً لَيْسَ من شَجَرِهَا، ويقال: هو المُسْتَعَار الذي يُتَيَمَّنُ بفَوزه، والشَّرِيجُ: قِدْحُه الذي هو له، قال المُنَخَّل⁣(⁣٢):

  وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ ... بجَوَانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ

  أَلْفَيْتنِي هَشَّ اليَدَيْ ... نِ بَمَرْيِ قِدْحِي أَو شَجِيرِي

  وفي المُحْكَم: الشَّجِيرُ: الصّاحِبُ وجمعه شُجَرَاءُ.

  وقال كُرَاع: الشَّجِيرُ هو الرَّدِيءُ.

  والاشْتِجَارُ: تَجَافِي النَّوْمِ عن صاحِبِه أَنشدَ الصَّاغانيّ لأَبِي وَجْزَةَ:

  طافَ الخَيالُ بِنَا وَهْناً فأَرَّقَنا ... مِنْ آلِ سُعْدَى فَبَاتَ النَّوْمُ مُشْتَجِرَا

  والاشْتِجارُ: التَّقَدُّمُ والنَّجَاءُ، قال عُوَيْفٌ الهُذَلِيّ، وفي التكملة: عُوَيْجٌ النَّبْهانِيّ:

  فعَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ واشْتَجَرَتْ بِنا ... طِوَالُ الهَوَادِي مُطْبَعَاتٌ من الوِقْرِ

  كالانْشِجارِ فيهِما. ويروَى في بيت الهُذَلِيّ «انْشَجَرَتْ» وهكذا أَنشده صاحب اللسان، والأَوّل رواية الصاغانيّ⁣(⁣٣).

  وديباجٌ مُشَجَّرٌ، كمُعَظَّمٍ: مُنَقَّشٌ بهَيْئَةِ الشَّجَرِ. ولا يَخفَى أَنه لو ذُكِرَ في أَوّل المادّة عند ضبطه المُشَجَّر كان أَوفقَ لما هو مُتَصَدٍّ فيه، مع أَنّ قولَه آنِفاً: «ما كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ» شامِل للدِّيباجِ وغيره، فتأَمّل.

  والشَّجْرَة، بفتح فسكون: النُّقْطَةُ الصَّغِيرَةُ في ذَقَنِ الغُلامِ، عن ابن الأَعرابيّ.

  ومن المَجَاز: يقال: ما أَحْسَنَ شَجْرَةَ ضَرْعِ النَّاقَةِ، أَي قَدْرَهُ وهَيْئَتَه، كذا في التكملة، وفي الأَساس: شَكْلَه وهَيْئَتَه، زاد الصّاغانيّ أَو عُرُوقَه وجِلْدَه ولَحْمَه.

  وتَشْجِيرُ النَّخْلِ: تَشْخِيرُه، بالشين والخاءِ المعجمتين، وهو أَن تُوضَع العُذُوقُ على الجَرِيدِ، وذلك إِذا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ، وعَظُمَت الكَبَائِسُ، وخِيفَ على الجُمّارة، أَو على العُرْجُونِ. وسيأْتي.

  * ومما يستدرك عليه:

  الشَّجْرُ: الرَّفْعُ، وكل ما سُمِكَ ورُفِعَ فقد شُجِرَ.

  وفي الحديث: «الشَّجَرَةُ والصَّخْرَة من الجَنَّةِ» قيل: أَراد بالشَّجَرَةِ: الكَرْمَةَ، وقيل هي التي بُويعَ تَحْتَها سيِّدُنا رسولُ الله وهي شَجَرَةُ بَيعَةِ الرِّضْوَانِ؛ لأَن أَصحابَهَا اسْتَوْجَبُوا الجَنَّة، قيل: كانت سَمُرَةً.

  والمُتَشَاجِرُ: المُتَداخِلُ، كالمُشْتَجِرِ.

  ورِمَاحٌ شَوَاجِرُ، ومُشْتَجِرَةٌ ومُتَشاجِرَةٌ: مُتَدَاخِلَةٌ مُخْتَلِفَةٌ.

  والشَّجْرُ والاشْتِجَار: التَّشْبِيكُ.

  والشَّوَاجِرُ: المَوَانِعُ والشَّواغِلُ.


(١) عبارة الأساس: ما رأيت شجيرين إلا سجيرين: صديقين.

(٢) عن التهذيب وبالأصل «المتنخل» وهو تحريف وقد صرح بنفسه عن اسمه بقصيدته حيث يقول:

فدنت وقالت يا منخل ما ... بجسمك من حرور

ورنت وقالت يا منخل هل ... لجسمك من فتور

وهو المنخل بن عامر بن ربيعة اليشكري (الأصمعيات) أما المتنخل فهو لقب شاعر من هذيل واسمه مالك بن عويمر. والبيتان من قصيدة له قالها في المتجردة زوجة النعمان، واسمها هند، وكانا متحابين، ومطلعها:

إن كنت عاذلتي فسيرى ... نحو العراق ولا تحوري

انظر الأغاني ١٨/ ١٥٤ والأصمعيات ص ٣٠.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والأول رواية الصاغاني كل من صاحب اللسان والصاغاني في التكملة رواه بالروايتين كما يعلم بمراجعة الكتابين اهـ»