تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرر]:

صفحة 15 - الجزء 7

  وزاد في اللِّسَان: ولا يُقَال ذلك في الإِقْبَالِ، وفي حديث عائِشةَ ^: «إِنَّ عُمَرَ ¥ شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَر مَذَرَ»، أَي فَرَّقَه وبَدَّده في كُلّ وَجْه.

  ورجُلٌ شِيذَارَةٌ، بالكَسْرِ: غَيُورٌ ويقال أَيضاً: شِنْذَارَة، بالنّون، وشِبْذَارَةٌ، بالموحَّدَة، وقد تقَدَّمت الإِشارة إِلى ذلك.

  والشَّيْذَرُ، كحَيْدرٍ: د، أَو فَقِيرُ ماءٍ، والفَقِيرُ: هو المكانُ السَّهْل تُحْفَر فيه رَكَايَا مُتَناسِبَةٌ، والذي نصَّ عليه الصاغانيّ في التَّكْمِلَة: الشَّوْذَرُ: بلدٌ، وقيل: فَقِيرُ ماءٍ، ولم يذْكُرْه صاحبُ اللِّسَان.

  والشَّوْذَرُ: المِلْحَفَةُ، مُعرَّبٌ، فارسيَّته جادر⁣(⁣١)، ومن سَجَعاتِ الحرِيرِيّ: بَرزَ على جوذَر، عليه شَوْذَر.

  والشَّوْذَرُ: الإِتْبُ، وهو بُرْدٌ يُشَقُّ، ثمّ تُلْقِيه المرأَةُ في عُنُقها من غير كُمَّيْنِ ولا جَيْب، قال:

  مُنْضَرِجٌ عَنْ جانِبَيْه الشَّوْذَرُ⁣(⁣٢)

  وقال الفَرّاء: الشّوْذَرُ: هو الذي تَلْبَسُه المرأَةُ تحتَ ثوبِها.

  وقال اللَّيْثُ: الشَّوْذَرُ: ثَوْبٌ تَجْتَابُه المرأَةُ والجاريةُ إِلى طَرَفِ عَضُدِها.

  وشَوْذَرٌ: ع بالبَادِيَةِ.

  واسم د، بالأَنْدَلُسِ، هذا الذي أَشارَ إِليه الصّاغانيّ⁣(⁣٣).

  وعن ابن الأَعرابيّ: تَشَذَّرَ فلانٌ وتَقَتَّرَ، إِذا تَشَمَّرَ وتَهَيَّأَ للقِتَالِ والحَمْلَةِ، وفي حديث حُنَيْن: «[أَرى كتيبةَ حَرْشَفٍ]⁣(⁣٤) كأَنَّهُم قد تَشَذَّرُوا» أَي تَهَيَّئُوا لها وتَأَهَّبُوا.

  وتَشَذَّرَ الرجلُ: تَوَعَّدَ وتَهَدَّدَ وتَغَضَّبَ، ومنه قول سُلَيمَان بنِ صُرَد: «بَلَغَنِي عن أَميرِ المُوْمِنين ذَرْءٌ من قَوْلٍ تَشَذَّرَ لي فيه بشَتْم وإِيعاد، فَسِرْتُ إِليه جَوَاداً»، أَي مُسْرِعاً، قال أَبو عُبَيْدٍ: لستُ أَشُكّ فيها بالذال، قال: وقال بعضُهُم: تَشَزَّرَ، بالزاي، كأَنَّه من النَّظرِ الشَّزْرِ، وهو نَظَرُ المُغْضَبِ.

  وتَشَذَّرَ: نَشِطَ وتَشَذَّرَ: تَسَرَّع في الأَمْرِ*، وفي التكملة: إِلى الأَمر. وتَشَذَّرَ: تَهَدَّدَ، ولو ذَكَره عند تَوَعَّدَ كان أَجْمَع، كما فعلَه صاحِبُ اللِّسَان وغيره.

  وتَشَذَّرَت النّاقَةُ إِذا رَأَتْ رِعْياً يَسُرُّهَا فحَرَّكَتْ رَأْسَها فَرَحاً ومَرَحاً.

  وتَشَذَّرَ السَّوْطُ: مالَ وتَحَرَّك، قال:

  وكانَ ابْن أَجْمَالٍ إِذَا ما تَشَذَّرَتْ ... صُدُورُ السِّيَاطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ

  وتَشَذَّر القَوْمُ والجَمْعُ: تَفَرَّقُوا وذَهَبُوا كُلَّ مَذْهَب في كلِّ وَجْه، وكذلك تَشَذَّرَتْ غَنَمُك.

  وتَشَذَّرُوا في الحَرْبِ: تَطَاوَلُوا.

  وتَشَذَّر بالثَّوْبِ وبالذَّنَبِ اسْتَثْفَر.

  ومن ذلك تَشذَّرَ فَرسَه، إِذا رَكِبَه مِنْ وَرائِهِ.

  والمُتَشَذِّرُ: الأَسَدُ، لنشاطه، أَو تَسَرُّعِه إِلى الأُمور، أَو تهيُّئِه للوُثُوب.

  * ومما يستدرك عليه:

  شَذَّرْتُ النَّظْمَ تَشْذِيراً، إِذا فَصَّلْتَه بالخَرَز.

  قال الصّاغانيّ: فأَمّا قولُهم: شَذَّرَ كلامَه بشِعْر، فمُوَلَّد⁣(⁣٥)، وهو على المَثَل.

  وشَذَّرَ به، إِذا نَدَّدَ به وسَمَّعَ، وكذلك شَتَّرَ به.

  وَتَشَذَّرَت النّاقَةُ: جمَعَت قُطْرَيْها، وشَالَتْ بذَنَبِها.

  والشَّذَيْوَرُ، كسَفَرْجَل⁣(⁣٦): قَصْرٌ بقُومَس، كان الخَوَارِجُ الْتَجَؤُا إِليه، ويقال بالسّينِ أَيضاً، كذا في التكملة للصاغانيّ.

  [شرر]: الشَّرُّ، بالفتح، وهي اللُّغَة الفُصْحى، ويُضَمّ،


(١) في الصحاح: «چاذَرْ» وفي اللسان: أصله شاذَر، وقيل جاذَر.

(٢) في التهذيب: «منفرج» وفي الصحاح: «متفرج».

(٣) في معجم البلدان: اسم بلد في شعر ابن مقبل:

ظلت على الشوذر الأعلى وأمكنها ... أطواء جمز من الأرواء والعطن

وشوذر: مدينة بين غرناطة وجيّان بالأندلس.

(٤) زيادة عن اللسان.

(*) في القاموس: الى الأَمر.

(٥) نص التكملة: فهي كلمة مولدة انتهى، والعبارة المثبتة هي عبارة اللسان.

(٦) في معجم البلدان: سَذَوَّر موضع بقومس التجأ إليه الخوارج.