تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الراء

صفحة 47 - الجزء 7

  والشُّقُورُ، بالضَّمِّ: الحاجَةُ يقال: أَخْبَرْتُه بِشُقُورِي، كما يقال أَفْضَيْتُ إِليه بعُجَرِي وبُجَرِي. وقد يُفْتَح، عن الأَصمعِيّ، وأَبِي الجَرّاحِ، وقال أَبو عُبَيْد: الضّمّ أَصَحُّ؛ لأَنّ الشُّقُورَ بالضَّمّ بمعنَى الأُمور اللّاصِقَة بالقَلْبِ المُهِمَّة له، جَمْع شَقْرٍ، بالفتح.

  ومن أَمثالِ العَرَبِ في سِرَارِ الرَّجُلِ إِلى أَخيه ما يَسْتُرُه عن غَيْره: «أَفْضَيْتُ إِليه بشُقُورِي» أَي أَخْبَرْتُه بأَمْرِي، وأَطْلَعْتُه على ما أُسِرُّه من غَيْره، وبَثَّهُ شُقُورَه وشَقُورَهُ، أَي شَكَا إِليه حالَه، قال شيْخُنَا: وفي لحن العامة للزُّبَيْدِيّ: الشَّقُور: مَذْهَبُ الرجلِ وباطِنُ أَمرِه، فتأَمَّلْ، انتهى.

  قلت: لا يُحْتَاج في ذلك إِلى تأَمُّل، فإِنّه عَنَى بما ذُكِرَ سِرَّ الرَّجل الذي يَستُره عن غيره، وأَنشد الجَوْهَرِيّ للعَجّاج:

  جارِيَ لا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي ... سَيْرِي وإِشْفَاقِي على بَعِيرِي

  وكَثْرَةَ الحَديثِ عن شَقُورِي ... مع الجَلَا ولائِحِ القَتِير⁣(⁣١)

  قال شيخُنَا: وقالوا: أَخْبَرْتُه خُبُورِي وشُقُورِي وبُقُورِي، قال الفَرّاءُ: كلُّه مضمومُ الأَوّل، وقال أَبو الجَرّاح: بالفَتْحِ، قلْت: وكان الأَصْمعِيّ يقوله بفتح الشين. ثم قال: وبخطّ أَبي الهَيْثَمِ شَقُورِي، بفتح الشّينِ والمَعْنَى أَخْبَرْتُه خَبَرِي.

  قلت: الذي رَوَى المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهَيْثَمِ أَنه أَنشدَه بيتَ العَجّاج، فقال: رُوِيَ شُقُورِي وشَقُورِي، والشُّقُورُ: الأُمورُ المُهِمَّة الواحِدُ شَقْرٌ، وقيل: الشَّقُورُ، بالفَتْح: بَثُّ الرَّجلِ وهَمُّه، وقيل: هو الهمُّ المُسْهِرُ.

  والشُّقَرُ⁣(⁣٢)، كصُرَدٍ: الدِّيكُ، عن ابن الأَعرابِيّ.

  والشُّقَرُ: الكَذِبُ، قال ابنُ دُرَيْدُ⁣(⁣٣): يقال: جاءَ فلانٌ بالشُّقَرِ والبُقَرِ، إِذا جاءَ بالكَذِب، قال الصّاغانِيّ: هكذا قاله ابنُ دُرَيْدٍ، والصّوابُ عندي بالصّاد، وبالسين المهملة.

  وشُقْرُونُ، بالضَّمّ: عَلَم جَمَاعَةٍ من المحَدَّثين. وشُقْرَانُ، كعُثْمَانَ: مَوْلًى للنَّبِيِّ ، وهو لقبٌ له، واخْتُلِف في اسمه، فقيل: اسمُه صالِحُ بن عَدِيّ، أَو ابنُه صالح، قال شيخُنَا: وَرِثَهُمَا النّبيُّ من أَبِيه، كما أَشارَ إِليه مُحَشِّي المَوَاهِبِ أَثناءَ مَبْحَثِ «كَوْنه يَرِثُ أَو لَا يَرِث».

  لِمَا وَقَعَ فيه الخِلافُ بين الكُوفِيِّين وبقيّةِ المُجْتَهِدِين، بخِلافِ «كَوْنه لا يُورَثُ» فهو مُجْمَعٌ عليه بين الأَئِمَّة، خلافاً للرّافِضَةِ وبعضِ الشِّيعَةِ.

  قلْت: وكان حَبَشِيّاً، وقيل: فارِسِيّاً، أَهداهُ له عبدُ الرحمنِ بنُ عَوْفٍ، وقيل: بل اشتراه منه وأَعْتَقَه، روى عنه عبدُ الله بنُ أَبي رافِعٍ، ويَحْيَى بنُ عُمَارَةَ المازِنِيّ.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: شُقْرَانُ السُّلَامِيّ: رَجُلٌ من قُضَاعَةَ.

  والشِّقْرَى، كذِكْرَى: تَمْرٌ جَيِّدٌ، وهو المعروف بالمُشَقَّرِ، كمُعَظَّمٍ، عِنْدَنَا بزَبِيد، حَرَسَها الله تعالى.

  والشِّقْرَى: ع بِدِيارِ خُزَاعَةَ، ذكره الصاغانيّ.

  والمُشَقَّرُ، كمُعَظَّمٍ: حِصْنٌ بالبَحْرَيْنِ قَدِيمٌ، يقال: وَرِثَهُ امرُؤُ القَيْسِ، قال لَبِيد:

  وأَفْنَى بَنَاتُ الدَّهْرِ أَرْبَابَ ناعِطٍ ... بمُسْتَمَعٍ دُونَ السَّمَاءِ ومَنْظَرِ

  وأَنْزَلْنَ بالدُّومِيِّ مِنْ رَأْسِ حِصْنِه ... وأَنْزَلْنَ بالأَسْبَابِ رَبَّ المُشَقَّرِ

  أَرادَ بالدُّومِيّ أُكَيْدِراً صاحبَ دُومَةِ الجَنْدَل، وقال المُخَبَّلُ:

  فَلِئنْ بَنَيْتَ ليَ المُشَقَّرَ في ... صَعْبٍ تُقَصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ

  لتُنَقِّبَنْ عَنِّي المَنِيَّةُ إِنّ ... الله ليسَ كعِلْمِه عِلْمُ

  أَرادَ: فَلَئِنْ بَنَيْتَ لي حِصْناً مِثْلَ المُشَقَّرِ.

  والمُشَقَّر: قِرْبَةٌ مِنْ أَدَمٍ.

  والمُشَقَّرُ: القَدَحُ العَظِيمُ.

  وشَقُورُ، كصَبُور: د، بالأَنْدَلُسِ شَرقيَّ مُرْسِيَة، وهو شَقُورَةُ.


(١) الصحاح، وفي التكملة باختلاف الرواية وزيادة.

(٢) في التكملة بفتح فسكون، ضبط قلم.

(٣) الجمهرة ٢/ ٣٤٦.