تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الطاء) المهملة مع الراء

صفحة 142 - الجزء 7

  إِذَا الطَّرَاطِيرُ اقْشَعَرَّ هامُهَا

  والطَّرِّيَانُ، بكسر الطاءِ وتشديد الراءِ، كصِلِّيَان: الخِوَانُ، وهو الطَّبَقُ الذي يُؤْكَلُ عليه الطّعَامُ ووَزْنه فِعْلِيَان، عن الفَرّاءِ.

  والمُطَرَّةُ، بالضَّمِّ وتشديد الراءِ: العَادَةُ، قاله أَبو زيد، وحُكِيَ عن الفَرّاءِ تَخْفِيفُ الراءِ، كما سيأْتي في م ط ر.

  وطَرْطَرَ الرّجلُ: طَرْمَذَ، ونقل الصّاغانِيّ عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): الطَّرْطَرَةُ: كلمةٌ عربيّة وإِن كانت مُبتذلة عند المُؤَلَّدِينَ، يقال: رجل فيه طَرْطَرَةٌ، إِذا كانَتْ فيه طَرْمَذَةٌ وكثْرَةُ كَلَامٍ، ورجلٌ مُطَرْطِرٌ.

  وطَرْطَرَ بضَأْنِه، إِذا أَشْلاهَا، وقال لها: طَرْطَرْ.

  وطُرْطُرْ بالضّمّ: أَمْرٌ بِمُجاوَرَةِ بيتِ الله الحَرَامِ، والدَّوامِ عَلَيْهَا، هكذا قاله ابن الأَعرابيّ، ونقله عن الصاغانيّ وغيرُه، وعِنْدِي أَنَّ الصَّوابَ أَن يُذْكَرَ في ط ور، ولكنَّ الأَزْهَرِيّ في التهذيب وغيرَهُ كالصّاغانيّ في التَّكْمِلَةِ، وابنُ مَنْظُورٍ في اللِّسَانِ ذَكَرُوه في المُضَاعَفِ، فتَبِعْتُهُم ونَبَّهْتُ عليه، قال شيخُنَا والحَقّ مع الجُمْهُورِ، ويؤَيِّدُ قولَهُم ما في النِّهَايَةِ وغيرِهَا: طَرَرْتَ مَسْجِدَكَ: طَيَّنْتَه وزَيَّنته، وجاءُوا طُرًّا، أَي جميعاً. فتأَمَّلْ.

  والطُّرَّى، بالضَّمّ وتشديد الراءِ وأَلفٍ مقصورة: الأَتَانُ المَطْرُودَةُ⁣(⁣٢) وقيل: الحِمَارُ النَّشِيطُ.

  وطُرَّةُ، بالضم: د، وفي التَّكْمِلَة: بُلَيْدَة بإِفْرِيقِيَّة الغَرْب⁣(⁣٣).

  والمُطِرُّ، على صيغة اسم الفاعل، اسم فَرَس مُخَيَّلِ بنِ شِجْنَةَ⁣(⁣٤)، نقله الصّاغانِيّ.

  وطَرْطَرُ، بالفَتْح: ع، بالشَّامِ، وقال امرؤُ القَيْسِ:

  أَلَا رُبَّ يَوْمٍ صالِحٍ قد شَهِدْتُه ... بتَأْذِفَ⁣(⁣٥) ذاتِ التَّلِّ من فَوقِ طَرْطَرَا

  وإِطْرِيرَةُ، بالكسر: د، بالمَغْرِبِ.

  ويُقَال: اطْرَوْرَى الرَّجُل، إِذا امْتَلأَ مِنْ بِطْنَةٍ أَو غَضَبٍ.

  وغَضَبٌ مُطِرٌّ، فيه بعض الإِدْلالِ، وقيل: هو الشَّدِيدُ وقيل: أَي في غَيْرِ مَوْضِعِه، وفيما لا يُوجِبُ غَضَباً، قال الحُطَيْئَةُ:

  غَضِبْتُم علَيْنَا أَنْ قَتَلْنَا بخالِدٍ ... بَنِي مالِكٍ ها إِنَّ ذَا غَضَبٌ مُطِرّ

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  قال الأَصْمَعِيّ: أَطَرَّه يُطِرُّه إِطْراراً، إِذا طَرَدَه.

  وطُرَّ الرّجُلُ، إِذا طُرِدَ.

  وقولُهُم: جاءُوا طُرًّا، أَي جَميعاً، وهو منصوبٌ على المصدرِ أَو الحال.

  قال سِيبَوَيْه: وقالوا مَرَرْتُ بهم طُرًّا، أَي جميعاً، قال: ولا يُسْتَعْمَلُ إِلّا حالاً.

  واستَعملَهَا خَصِيبٌ النَّصْرانيّ المُتَطَبِّبُ في غير الحالِ، وقيل له: كيفَ أَنتَ؟ فقال: أَحمَدُ الله إِلى طُرِّ خَلْقه. قال ابنُ سِيدَه: أَنبَأَنِي بذلك أَبو العَلاءِ، وفي نَوَادِر الأَعراب: رأَيْتُ بَنِي فُلانٍ بِطُرٍّ، إِذا رَأَيْتَهُم بأَجْمَعِهم.

  قال يُونُس: الطُّرُّ: الجَمَاعَةُ، وقولهم جاءَنِي القَوْمُ طُرًّا، منصوب على الحال، يقال طَرَرْتُ القَوْمَ، أَي مَرَرْتُ بهم جَمِيعاً.

  وقال غيرُهُ: طُرًّا أُقِيمَ مُقَامَ الفَاعِلِ وهو مَصْدَرٌ، كقولك جاءَني القَوْمُ جميعاً.

  ويقال: اسْتَطَرَّ إِتْمَامُ الشَّكِيرِ الشَّعَرَ، أَي أَنْبَتَه حتّى بَلَغَ تَمَامَه، ومنه قَوْلُ العَجّاجِ يَصفُ إِبِلاً أَجْهَضَتْ أَوْلَادَهَا قبل طُرُورِ وَبَرِها:

  والشَّدَنِيّاتُ يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ ... خُوصَ⁣(⁣٦) العُيُونِ مُجْهَضَاتٍ ما اسْتَطَرْ

  مِنْهُنّ باتْمَامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ

  وطَرَّ حَوْضَه: طَيَّنَه، وفي حديث عطَاءٍ: «إِذا طَرَرْتَ


(١) الجمهرة ١/ ١٤٥.

(٢) في التكملة: «المطرورة» وفي التهذيب فكالقاموس.

(٣) في معجم البلدان: مدينة صغيرة بافريقية.

(٤) القاموس: شحنة.

(٥) عن الديوان واللسان، وبالأصل «بتأذن».

(٦) اللسان والتكملة: «حوص»، قال في التكملة: النعرة: