تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 197 - الجزء 7

  التكملة⁣(⁣١)، وقال البَدْرُ القَرَافِيُّ في حاشِيَتِه: أَرادَ بالدَّارِ المَوْضِعَ، فذكَّرَ الضَّمِيرَ.

  وعَذَّرَ الرَّجُلُ تَعْذِيراً فهو مُعَذِّرٌ: إِذا اعْتَذَرَ ولم يأْتِ بعُذْرٍ.

  وعَذَّرَ: لَمْ يَثْبُتْ له عُذْرٌ، وبه فُسِّر قوله ø: {وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ}⁣(⁣٢) بالتَّثْقِيل هم الَّذِين لا عُذْرَ لهُمْ، ولكن يَتَكَلَّفُونَ عُذْراً، وسيأْتِي البحثُ فيه قريباً، كعَاذَرَ مُعَاذَرَةً.

  وعَذَّرَ الغُلامُ: نَبَتَ شَعرُ عِذَارِه، يعني خَدَّه.

  وعَذَّرَ الشَّيْءَ تَعْذِيراً: لَطَخَه بالعَذِرَةِ.

  وعَذَّرَ الدَّارَ تَعْذِيراً: طَمَسَ آثَارَهَا.

  وأَعْذَرْتُهَا، وأَعْذَرْتُ فيها: أَثَّرَتُ فيها، كما نقلَه الصّاغانيّ.

  وعذَّرَ تَعْذِيراً: اتَّخَذَ طَعَامَ العِذَارِ وأَعَدَّهُ للقَوْمِ وعَذَّرَ تَعْذِيراً: دعَا إِليه.

  وتَعَذَّرَ: تَأَخَّرَ، قال امرُؤُ القَيْسِ:

  بسَيْرٍ يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ يَمُنُّهُ ... أَخو الجَهْدِ لا يَلْوِي علَى مَنْ تَعَذَّرَا

  وتَعَذَّرَ عَلَيْه الأَمْرُ: لم يَسْتَقِمْ وذلك إِذا صَعُبَ وتَعَسَّرَ.

  وتَعَذَّرَ: الرَّسْمُ: تغيَّرَ ودَرَسَ قال أَوْسٌ:

  فبَطْنٌ السُّلَيِّ فالسِّجَالُ تَعَذَّرَتْ ... فمَعْقُلَةٌ إِلى مُطَارٍ فوَاحِفُ⁣(⁣٣)

  وقال ابنُ مَيّادَةَ، واسمُه الرَّمّاحُ بنُ أَبْرَدَ، يَمدحُ بها عبدَ الواحِدِ بنَ سُلَيْمَانَ بنِ عبدِ المَلِكِ:

  ما هاجَ قَلْبَكَ من مَعَارِفِ دِمْنَة ... بالبَرْقِ بينَ أَصالِفٍ وفَدَافِدِ

  لَعِبَتْ بها هُوجُ الرّياحِ فأَصْبَحَتْ ... قَفْراً تَعَذَّرَ غَيْرَ أَوْرَقَ هامِدِ⁣(⁣٤)

  ومنها:

  مَنْ كانَ أَخْطَأَهُ الرَّبِيعُ فإِنّهُ ... نُصِرَ الحِجَازُ بغَيْثِ عبدِ الوَاحِدِ

  سَبَقَتْ أَوائِلُه أَوَاخِرَه ... بمُشَرَّعٍ عَذْب ونَبْتٍ وَاعِدِ⁣(⁣٥)

  كاعْتَذَرَ، يقال: اعْتَذَرَت المَنَازِلُ، إِذا درَسَتْ. ومَرَرْتُ بمَنْزِلِ مُعْتَذِر: بالٍ، وقال ابنُ أَحْمَرَ:

  بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعْفَه العُمُرُ ... لله دَرُّكَ أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ؟

  هلْ أَنْتَ طالِبُ مَجْدٍ لَسْتَ مُدْرِكَهُ؟ ... أَم هَلْ لِقَلْبِكَ عن أُلّافِه وَطَرُ؟

  أَم كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فَقَدْ جَعَلَتْ ... أَطْلالُ إِلْفِكَ بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ؟

  قيل: ومنه أُخِذَ الاعتذارُ من الذَّنْبِ، وهو مَحْوُ أَثَرِ المَوْجِدَةِ.

  وتَعَذَّرَ الرَّجلُ: تَلَطَّخَ بالعَذِرَةِ.

  وتَعَذَّرَ: اعْتَذَرَ، واحْتَجَّ لنَفْسِه، قال الشاعِر:

  كأَنَّ يَدَيْها حِينَ يُفْلَقُ ضَفْرُها ... يَدَا نَصَفٍ غَيْرَى تَعَذَّرُ مِنْ جُرْمِ⁣(⁣٦)

  ويُقَال: تَعَذَّرُوا عليه، أَي فَرّ وا عنه، وخَذَلُوه.

  والعَذِيرُ: العَاذِرُ، قال ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِيّ:

  عَذِيرَ الحَيِّ من عَدْوَا ... نَ كانُوا حَيَّةَ الأَرْضِ


(١) في التكملة: «العذرة بكسر الذال، ما سقط من الطعام إذا نُقِّي» وفي اللسان فكالأصل.

(٢) سورة المائدة الآية ٩٠.

(٣) قوله «السجال» تحريف والصواب «السخال» بالخاء المعجمة كما في معجم البلدان والمحكم، والسلّي وادٍ والسخال: موضع.

(٤) جاء في تفسيره: البرق جمع بُرقة وهي حجارة ورمل وطين مختلطة. والأصالف والفدافد: الأماكن الغليظة الصلبة.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: سبقت أوائله أواخره ... هكذا في خطه، ومثله في اللسان» وفي اللسان طبعة دار المعارف مصر: سبقت أواخره أوائل غيره وقوله: نُصر أي أمطر، والمشرّع: شريعة الماء. ونبت واعد: أي يرجى خيره.

(٦) الضفر: نسج الشعر، وما يشد به البعير من حبل مضفور.