تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 207 - الجزء 7

  تَرْعَى القَطَاةُ الخِمْسَ⁣(⁣١) قَفُّورَهَا ... ثمَّ تَعُرُّ الماءَ فيمَنْ يَعُرّ

  أَي تأْتي الماءَ وتَرِدُهُ. والقَفُّور: ما يُوجَد في القَفْرِ، ولم يُسْمَع القَفُّورُ في كلام العَرَب إِلّا في شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ. وقال ابنُ القَطّاع: المُعْتَرُّ: الزائِرُ، من قولك: عَرَرْتُ الرَّجُلَ عَرًّا: نَزَلْتُ به. انتهى. وقال جماعة من أَهْلِ اللُّغَةِ في تفسير قوله تعالَى: {الْقانِعَ}: هو الَّذِي يَسْأَلُ. {وَالْمُعْتَرَّ}: الذي يُطِيفُ بك يَطْلُب ما عنْدَك: سَأَلَك أَوْ سَكَتَ عن السُّؤال.

  والعَرِيرُ: الغَرِيبُ في القَوْمٍ فعِيلٌ بمعنَى فاعل، وأَصلُه من قَوْلك: عَرَرْته عَرّا فأَنا عارٌّ: إِذا أَتَيْتَهُ تَطْلُب معروفَه، واعتَرَرْتُه بمعناه. ومنه حديث حاطِبِ بنِ أَبِي بَلْتَعَةَ: أَنّه لما كَتَبَ إِلى أَهْلِ مَكَّة كتاباً يُنْذِرُهُمْ⁣(⁣٢) فيه بسَيْر سَيِّدنا رَسُولِ الله إِليهم أَطْلَعَ الله رَسُولَه على الكتَاب، فَلَمَّا عُوتِبَ فيه قال: «كنتُ رجلاً عَرِيراً في أَهلِ مَكَّةَ، فأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ إِليهم، ليَحْفَظُوني في عَيْلاتِي عِنْدَهم» أَراد غَرِيباً مُجَاوراً لهم دَخِيلاً، ولم أَكُنْ من صَمِيمِهم، ولا لِيَ فيهم شُبْكَةُ رَحِم. وفي رواية: «غَرِيراً» بالغين المعجمة. وفي اللسان في «غ ر ر» ما نصّه: «قال بعضُ المتأَخِّرين: هكذا الرِوَايَة كنت غَرِيّاً، أَي مُلْصَقاً، يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشَّيْءِ: إِذَا لَزِمَهُ، ومنه الغِرَاءُ الذي يُلْصَق به. قال: وذَكَرَه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ في العَيْن المهملة: «كنتُ عَرِيراً». قال: وهذا تصحيف منه. قال ابنُ الأَثير⁣(⁣٣): أَما الهَرَوِيّ فلمْ يُصَحِّف ولا شَرَح إِلّا الصّحِيحَ، فإِنّ الأَزْهَريّ والجَوْهَرِيّ والخَطّابيّ والزّمَخْشَرِيّ ذكروا هذِه اللفْظَة بالعَيْن المهملة في تَصَانيِفِهم، وشَرَحُوها بالغَرِيب، وكَفَاكَ بواحد منهم حُجَّةً للهَرَوِيّ فيما رَوَى وشَرَحَ.

  والمَعْرُورُ: المَنْزُولُ به، وهو أَيضاً المَقْرُورُ الَّذِي أَصابَه القُرُّ. والمَعْرُورُ أَيضاً: مَنْ أَصابَهُ ما لا يَسْتَقِرُّ عَلَيْه، أَوْ أَتاهُ ما لَا قِوَامَ لَهُ معه.

  ومَعْرُورُ بنُ سُوَيْدٍ المُحَدِّثُ شَيْخُ الأَعْمَش.

  والبَرَاءُ بنُ مَعْرُورِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ أَبو بِشْر، نَقِيبُ بَنِي سَلِمَةَ، صَحَابِيٌّ، وقد تَقَدَّم ذِكْره في الهمزة، ولِذَا لَمْ يَتَعَرَّضْ له هُنَا.

  وأَما سَيّارُ بنُ مَعْرُور الذِي حَدَّثَ عنه سِمَاكُ بنُ حَرْب فاخْتُلِفَ فيه، فقِيلَ: هو بالغَيْنِ المعجمة. قال الحافِظُ في التَّبْصِير: وحَكَى ابنُ مَعِين أَنَّ أَبا الأَحْوَصِ صَحَّفه بالعَيْنِ المُهْمَلة. انتهى. قلْتُ: وقد ضَبَطَهُ الذَّهَبيّ بالمعجمة، وقال: رَوَى عَنْ عُمَرَ. وقال ابنُ المَدِينيّ: مجهولٌ، لَمْ يَرْوِ عنه غَيْرُ سِمَاك.

  والمَعْرُورَةُ، بهاءٍ؛ التي أَصَابَتْها عَيْنٌ في لَبَنِها، نقله الصاغانيّ.

  والعَرَّةُ، بالفَتْح: الشِّدَّة، كالمَعَرَّةِ، وقيل: الشِّدَّةُ في الحَرْبِ نقله الصَّاغانيّ. وقال ابن الأَعْرابيّ: العَرَّةُ: الخَلَّةُ القَبيحَةُ.

  والعُرَّةُ، بالضّمّ: زَرْقُ⁣(⁣٤) الطَّيْرِ وعَرَّ الطَّيْرُ يَعُرّ: سَلَحَ.

  كالعُرِّ بغير هاءٍ، والعُرَّةُ أَيضاً: عَذِرَةُ الناسٍ والبَعَرُ والسِّرْجِينُ. ومنه الحديث: «إِيّاكُمْ ومُشارَّةَ النّاسِ، فإِنّهَا تُظْهِر العُرَّة»، استُعِيرَ للمَساوِئ والمثَالِبِ. وفي حديث سَعْد: «أَنَّه كان يَعُرّ أَرْضَه»⁣(⁣٥) أَي يَدْمُلُها بالعَذِرَةِ ويُصْلِحُهَا بِهَا. وكذا حديث عُمَرَ⁣(⁣٦): «كان لا يَعُرّ أَرْضَهُ» أَي لا يُزَبِّلُهَا بالعُرَّةِ. وقد أَعرَّتِ الدارُ، إِذا كَثُرَ بها العُرّةُ كأَعْذَرَتْ.

  والعُرَّة: شَحْمُ السِّنَام ويقال: عُرّةُ السَّنَام: هي الشَّحْمَةُ العُلْيَا. والعُرَّةُ: الإِصابَةُ بمَكْرُوهٍ. وقد عَرَّه يَعُرُّه عَرًّا، بالفَتْح، إِذا أَصابَهُ بِه. والعُرَّةُ: الجُرْمُ، كالمَعَرَّة، والعُرَّةُ: رَجُلٌ يَكون شَيْنَ القَوْم. وقد عَرَّهُمْ يَعُرُّهُم: شَأنَهم: يُقَال: فُلانٌ عُرَّةُ أَهْلهِ، أَي شَرُّهُمْ، وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٧): العُرَّةُ، بِالضمّ: الرَّجُلُ المَعْرُورُ بالشَّرّ.

  والعَرَارُ، كسَحاب: القَوَدُ، وكلُّ شيْءٍ باءَ بشَيْءٍ فهو لَهُ عَرَارٌ. قال الأَعْشَى:

  فقد كانَ لهم عَرَارُ⁣(⁣٨)


(١) في المحكم: «البَقْل» بدل «الخمس».

(٢) النهاية: «ينذرهم مسير رسول الله ص» وفي التهذيب: «ينذرهم أمر النبي ص».

(٣) النهاية مادة: غرر.

(٤) في القاموس: ذرق.

(٥) لفظه في النهاية واللسان: أنه كان يدمل أرضه بالعُرّة.

(٦) في النهاية واللسان: «ابن عمر».

(٧) الجمهرة ١/ ٨٤.

(٨) لم نجده في ديوانه، وفيه بيت آخر وروايته:

أقسمتُمُ لا نعطُيَنْكمُ ... إلّا عِراراً قذى عِرارُ