تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 208 - الجزء 7

  وذاتُ العَرَارِ: وَادٍ من أَوْدِيَةِ نَجْد.

  والعَرَارُ: بَهَارُ البَرِّ، وهو نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ. قال ابنُ بَرِّيٍّ: وهو النَّرْجسُ البَّرِّيُّ. قال الصِّمَّةُ بنُ عبد الله القُشَيْريّ:

  أَقولُ لصاحِبي والعِيسُ تَهْوِي⁣(⁣١) ... بِنَا بَيْنَ المُنيفَةِ فالضِّمَارِ

  أَلَا يا حَبَّذَا نَفَحاتُ نَجْدٍ ... ورَيَّا رَوْضِه بَعْدَ القِطَارِ

  شُهُورٌ يَنْقَضِينَ وما شَعَرْنَا⁣(⁣٢) ... بأَنْصافٍ لَهُنَّ ولا سَرَارِ

  تَمتَّعْ مِنْ شَمِيم عَرَارِ نَجْدٍ ... فَما بَعْدَ العَشِيَّةِ من عَرَارِ⁣(⁣٣)

  وبِهَاءٍ واحِدَتُه، قال الأَعْشَى:

  بَيْضَاءُ غُدْوَتُهَا وصَفْ ... رَاءُ العَشِيَّةِ كالعَرَارَهْ

  معناه أَنّ المرأَةَ الناصِعَةَ البَيَاضِ الرَّقِيقَةَ البَشَرَةِ، تَبْيَضُّ بالغَدَاةِ ببَيَاضِ⁣(⁣٤) الشَّمْسِ، وتَصْفَرّ بالعَشِيّ باصْفِرَارِهَا.

  والعَرَارَةُ: الشِّدَّةُ. والعَرَارَةُ: الرِّفْعةُ والسُّؤْدَدُ. قال الأَخْطَل:

  إِنَّ العَرَارَةَ والنُّبُوحَ لِدَارِمٍ ... والمُسْتَخِفّ أَخُوهُمُ الأَثْقَالا

  وقال الطِّرِمّاح:

  إِنَّ العَرَارَةَ والنُّبُوحَ لطَيِّئ ... والعِزُّ عندَ تَكامُلِ الأَحْسابِ

  والعَرَارَةُ: النِّساءُ يَلِدْنَ الذُّكُورَ، والشَّرِيَّةُ: النِّساءُ يَلِدْنَ الإِنَاثَ. يُقَال: تَزَوَّج في عَرَارَةِ نِسَاءٍ. والعَرَارَةُ: سُوءُ الخُلُقِ، ومنه: رَكِبَ فلانٌ عُرْعُرَهُ، إِذا ساءَ خُلُقُه، كما سيأْتي قريباً.

  والعَرَرُ، مُحَرَّكةً: صِغَرُ السَّنَامِ أَو قِلَّتُه، بأَنْ يكونَ قَصِيراً، أَو ذَهَابُه، وهو من عُيُوبِ الإِبل. وهو أَعَرُّ، وهي عَرّاءُ وعَرَّةٌ، وقد عَرَّ سَنَامُهُ يَعَرُّ، بالفَتْح، إِذا نَقَصَ، قال:

  تَمَعُّكَ الأَعَرِّ لاقَى العَرَّاءْ

  أَي تَمَعَّكَ كما يَتَمَعَّكُ الأَعَرُّ، والأَعَرُّ يُحِبُّ التَمَعُّكَ لذَهابِ سَنامِه، يَلْتَذُّ بذلك. وقال أَبو ذُؤَيْبٍ.

  وكانُوا السَّنَامَ اجْتُثَّ⁣(⁣٥) أَمْسِ فقَوْمُهم ... كعَرّاءَ بَعْدَ النَّيِّ رَاثَ رَبِيعُها

  وقال ابنُ السكِّيت: الأَجَبُّ: الَّذِي لا سَنَامَ لَهُ من حادِث، والأَعَرُّ: الّذِي لا سَنامَ لَهُ من خِلْقَة.

  والعُرَاعِرُ، بالضَّمِّ: الشَّرِيفُ. قال مُهَلْهِلٌ⁣(⁣٦):

  خَلَعَ المُلُوكَ وسَارَ تَحْتَ لِوَائِه ... شَجَرُ العُرَى وعُرَاعِرُ الأَقْوَامِ

  شَجَرُ العُرى: الّذِي يَبْقَى على الجَدْبِ، وقِيلَ: هُمْ سُوقَةُ النَّاسِ. والعُرَاعِرُ هنا اسمٌ للجَمْع، وقيل: هو للجِنْس، ج عَرَاعِرُ، بالفَتْح. قال الكُمَيْتُ:

  ما أَنْتَ منْ شَجَرِ العُرَى ... عِنْدَ الأُمورِ ولا العَرَاعِرْ

  والعُرَاعِرُ: السَّيِّدُ، مأْخُوذٌ من عُرْعُرَةِ الجَبَلِ، والعُرَاعِرُ مِنَ الإِبِل: السَّمِينُ يُقَال: جَزُورٌ عُرَاعِرٌ: أَي سَمِينَةٌ.

  وعُرَاعِرٌ: ع يُجْلَب منه المِلْحُ ومنه: مِلْحٌ عُرَاعِرِيّ. قال النابغة:

  زَيْدُ بنٌ زَيْدٍ⁣(⁣٧) حاضِرٌ بعُرَاعِرٍ ... وعَلى كُنَيْبٍ مالِكُ بنُ حِمَارِ


(١) اللسان: تخدي.

(٢) في معجم البلدان (الضمار): وما علمنا.

(٣) الأبيات الأربعة في معجم البلدان (الضمار) بدون نسبة وزيد فيه:

وأهلك إذ يحل الحي نجداً ... وأنت على زمانك غير زار

تقاصر ليلهن فخير ليلٍ ... وأطيب ما يكون من النهار

(٤) عن اللسان، بالأصل «بياض».

(٥) كذا بالأصل، والصواب: «اجتبّ» والشرح الآتي يؤيده.

(٦) كذا بالأصل واللسان هنا، وفي اللسان (عرا) نسبه أيضاً لمهلهل. قال ابن بري: ويروى البيت لشرحبيل بن مالك يمدح معديكرب بن عكب. قال: وهو الصحيح.

(٧) الأصل والديوان، وفي الصحاح واللسان: «زيد بن بدر» وروى أبو عبيدة: وبنو عميرة حاضرون عُراعراً. وفي معجم البلدان: وعراعر ماء ملح لبني عميرة.