تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 209 - الجزء 7

  قلتُ: وهو ماءٌ لكَلْب بناحيَةِ الشام، وآخَرُ بعَدَنَةَ في شَمال الشَّرَبَّةِ.

  وعُرْعُرَةُ الجَبَل، والسَّنَامِ، وكلِّ شَيْءٍ، بالضَّمّ: رَأْسُهُ ومُعْظَمُه، في التهذيب: عُرْعُرَةُ الجَبَلِ: غِلَظُهُ ومُعْظَمُه وأَعْلاهُ. وفي الحديث: كتبَ يَحْيَى بنُ يَعْمرَ إِلى الحَجّاج: «إِنَّا نَزَلْنَا بعُرْعُرةِ الجَبَل والعَدُوُّ بحَضيضه» فعُرْعُرَتُه: رَأْسُه.

  وحَضِيضُه: أَسْفَلُه. وفي حديث عُمَرَ بنِ عَبْد العَزِيز: أَنّه قال: «أَجْمِلوا في الَّطلَب، فلو أَنّ رِزْقَ أَحَدِكُمْ في عُرْعُرَةِ جَبَلٍ أَو حَضِيضِ أَرْضٍ لأَتاه قَبْلَ أَنْ يَمُوت». وعُرْعُرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: رَأْسُه وأَعْلاه.

  وعَرْعَرَ عَيْنَهُ: فَقَأَهَا، وقيل: اقْتَلَعَها، عن اللّحيانيّ.

  وعَرْعَرَ صِمَامَ القَارُورَةِ عَرْعَرَةً: اسْتَخْرَجَه وحَرَّكَه وفَرَّقَه، قال ابنُ الأَعرابيّ: عَرْعَرْتُ القَارُورَةَ: إِذا نَزَعَتْ منها سِدَادَها. ويُقَال، إِذَا سَدَدْتها. وسِدَادُها: عُرْعُرُها.

  ووِكاؤُهَا: عَرْعَرَتُها. وفي التَّهذيب: غَرْغَرَ رأْسَ القارُورة، بالغين المعجمة.

  والعَرْعَرُ، كجَعْفَر: شَجَرُ السَّرْوِ، فارِسِيَّةٌ، وقيل: هو السَّاسَمُ، ويُقال له: الشِّيزَى، ويُقَال: هو شَجرٌ يُعْمَلُ به⁣(⁣١) القَطِرَانُ، ويُقال: شَجَرٌ عظيمٌ جَبَلِيّ لا يزال أَخْضَرَ، يُسَمِّيه الفُرْسُ السَّرْوَ. وقال أَبو حَنِيفَة: لِلْعَرْعَرِ ثَمرٌ أَمْثالُ النَّبْقِ، يَبْدُو أَخْضرَ، ثم يَبْيَضُّ، ثم يَسْوَدُّ حتَّى يكونَ كالحُمَمِ، ويَحْلُو فيُؤْكَل، واحِدَتُه عَرْعَرَةٌ، وبه سُمِّيَ الرَّجلُ.

  وعَرْعَرٌ: ع، بل عِدَّةُ مَواضِعَ نُجْدِيَّة وغيرها. وعَرْعَرٌ: وَادٍ بنَعْمَانَ، قُرْبَ عَرَفَةَ. قال امرُؤ القَيْس:

  سَمَالَكَ شَوْقٌ بَعْدَ أَنْ كانَ أَقْصَرَا ... وحَلَّتْ سُلَيْمَى بَطْنَ ظَبْيٍ فَعَرْعَرَا

  ويُرْوَى: بَطْنَ قَوّ.

  والعَرْعَرَةُ، بهاءٍ: سِدَادُ القَارُورَةِ، ويضَم، حكاه الصاغانيّ ويقال: العَرْعَرَة، بالفَتْح⁣(⁣٢): وِكَاءُ القارُورَةِ، والعُرْعُرُ، بالضَّمْ: سِدَادُها، وقد تَقَدّم. والعَرْعَرَةُ⁣(⁣٣): جِلْدَةُ الرَّأْسِ من الإِنْسانِ. والعَرْعَرَةُ: التّحْرِيكُ والزَّعْزَعَةُ، وقال يعني قارُورَةً صَفْرَاءَ من الطِّيبِ:

  وصَفْرَاءَ في وَكْرَيْنِ عَرْعَرْتُ رَأْسَها ... لأُبْلِي إِذَا فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرَا

  والعَرْعَرَة: لُعْبَةٌ للصِّبْيَان، كعَرْعَارِ، مبنيةً على الكسر، وهو مَعْدَولٌ عن عَرْعَرَة، مثل قَرْقَارِ من قَرْقَرة. قال النابغة:

  يَدْعُو وَلِيدُهم بها عَرْعَارِ⁣(⁣٤)

  لأَنّ الصَّبيّ إِذَا لم يَجِدْ أَحَداً رَفَع صَوْتَه فقال: عَرْعَارِ، فإِذَا سَمِعُوه خَرَجُوا إِليه فلَعِبُوا تلك اللّعْبةَ. قال ابنُ سِيدَه: وهذا عند سيبويه من بَنَات الأَرْبَعَة، وهو عندي نادِر؟، لأَنّ فَعَالِ إِنّمَا عُدِلَت عن أَفْعَلَ في الثُلاثِيّ ومَكَّنَ غيرُه عَرْعَار في الاسْمِيَّة، فقالوا: سَمِعْتُ عَرْعارَ الصِّبيْانِ، أَي اخْتِلاطَ أَصْواتِهم. وأَدْخَلَ أَبو عُبَيْدَةَ عليه الأَلْفَ واللام وأَجْرَاهُ كُرَاعُ مُجْرَى زَيْنَبَ وسُعَادَ.

  والعُرْعُرَةُ، بالضَّمّ: ما بَيْنَ المَنْخِرَيْن، نقله الصاغانيّ، وقال غَيْرُه: هو أَعْلى الأَنْف. والعُرْعُرَةُ: الرَّكَبُ، أَي فَرْجُ المرأَةِ، نقله الصاغانيّ.

  ورَكِبَ عُرْعُرَهُ: ساءَ خُلُقُه، مُقْتَضى سِياقِه أَنْ يَكُونَ بالضّمّ، ومثلُه في اللسان، وهو كما يُقَال: رَكِبَ رَأْسَهُ.

  وقال أَبو عَمْرٍو في قَوْلِ الشاعر يذكر امْرَأَةً:

  ورَكِبَتْ صَوْمَها وعُرْعُرَها⁣(⁣٥)

  أَي ساءَ خُلُقُها. وقال غَيْرُه: معناه رَكِبَت القَذِرَ من أَفْعَالِها. وأَرادَ بعُرْعُرِهَا عُرَّتَها، وكذلِك الصَّوْمُ عُرَّةُ النَّعَامِ.

  وفي التكملة: وحَكَى ابنُ الأَعْرابيّ: رَكِبَ عَرْعَرَهُ، إِذا ساءَ⁣(⁣٦) خُلُقُهُ هكذا قال بفَتْحِ العَيْن، فإِذا كانَ كذا فالمُرَادُ الشَّجَر.

  وعَرَارِ، كقَطَام: اسمُ بَقَرَةٍ، ومنه المَثَلُ: «باءَتْ عَرَارِ بكَحْلٍ». وهُمَا بَقَرَتانِ انْتطَحَتا فماتَتا جَمِيعاً، أَي باءَتْ هذِه


(١) في التهذيب: منه.

(٢) ضبطت في اللسان أيضاً كالأصل وفي التهذيب بضم الأول والثالث.

(٣) ضبطت في التهذيب بضم الأول والثالث، بالقلم.

(٤) روايته في الديوان:

متكنفي جنبيْ عكاظ كليهما ... يدعو بها ولدانهم عُرعارِ

(٥) المقاييس ٤/ ٣٤ وصدره فيها:

فلم أصلح لها ولم أكدِ

(٦) التكملة: أساء خُلُقَه.