تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عور]:

صفحة 271 - الجزء 7

  والعَنْجَرَةُ بالشَّفَةِ، والزَّنْجَرَة بالإِصْبَع.

  والعُنْجُورَة⁣(⁣١): غِلافُ القَارُورَةِ. وقد ذُكِر في ع ج ر بِناءً على أَنّ نُونَها زائدة.

  [عنصر]: العُنْصَرُ، بفتح الصاد وضَمّها لُغتان: الأَصْلُ. ويقال: هو لَئيمُ العُنْصُرِ، أَي الأَصل. قال الأَزهريّ: «العُنْصُرَ: أَصْلُ الحَسَب، جاءَ عن الفُصَحاءِ بضمّ العَيْن ونَصْبِ الصادِ، وقد يجيءُ نحوُه من المَضْمُومِ كثير نحو السُّنْبَل، ولكنَّهم اتَّفَقُوا في العُنْصَر والعُنْصَل والعُنْقَر. ولا يَجِئ في كلامِهِم المُنْبَسِط على بِناءِ فُعْلَل إِلّا ما كان ثانِيه نُوناً أَو هَمْزَةً نحو الجُنْدَب والجُؤزَرُ: وجاءَ السُودَدُ كذلك، كراهِيَةَ أَنْ يَقُولُوا: سُودُد، فتَلْتَقيَ الضَّمّات مع الواو ففَتَحُوا. ولغَةُ طَيِّئ السُودُد مَضْمُوم. وقال أَبو عُبَيْد: هو العُنْصُر، بضم الصّاد.

  والعُنْصُر: الدَّاهِيَةُ، قاله أَبو عَمْرٍو. وبعضُهم: العُنْصُر: الهِمَّةُ والحاجَة، قال البَعيث:

  أَلَا راحَ بالرَّهْن الخَليطُ فهَجَّرَا. ... ولم تَقْضِ مِنْ بَيْنِ العَشِيّاتِ عُنْصُرَا⁣(⁣٢)

  ونُونُ عُنْصُرَ زائدةٌ عند سِيبَوَيْه، لأَنّه ليس عنده «فُعْلَل» بالفَتْح. ومنه الحَدِيثُ «يرجِعُ كلُّ ماءٍ إِلى عُنْصُرِه». وقد ذكره الصاغانيّ وغيرُه من الحُذّاق في «ع ص ر» لأَنّ الأَزهريّ قال في بيت البَعِيث: إِنه أَرادَ العَصَرَ والمَلْجَأَ.

  وقد ذُكِرَ في ع ص ر وأَشرنا إِليه هناك، والله أَعلم.

  وأَبو عَليّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبدِ الله بن غَلُّورا الغافِقِيّ يُعْرَف بابن العُنْصُرِيّ، يأْتي ذِكرُه في «غَلُّورا»⁣(⁣٣).

  [عنقر]: العُنْقَرُ، بفتح القاف وضَمها - أَي مع ضَمّ العَيْن، لُغَتَان، وقد ذُكِر بالزاي، وقد أهمله الجوهَرِيّ، كما قالَهُ الصّاغَانِيّ. وهو صَنِيعُ المُصَنّف، لأَنّه كَتَبَه بالأَحْمَر.

  وقد وُجد في بعض حواشي الصحاح مُلْحَقاً. وعُنْقُر الرَّجُلِ: عُنْصُرُه، كما سَيَأْتِي -: أَصلُ القَصَبِ، أَو هو أَوّلُ ما يَنْبُتُ منه، أَي من أَصْلِه ونَحْوِه وهو غَضٌّ رَخْصٌ قَبْلَ أَن يَظْهَرَ من الأَرْض الوَاحِدَةُ عُنْقُرَةٌ. وقال أَبو حنيفة: العُنْقُرُ: أَصْلُ البَقْلِ والقَصَبِ والبَرْدِيّ ما لم يَتلوَّن بلَوْنٍ ولم يَنْقشِر⁣(⁣٤) أَو ما دام أَبْيَضَ مجتمعاً. والعُنْقُر أَيضاً: قَلْبُ النَّخْلَة لِبَيَاضِه. وقيل: العُنْقُر: أَصلُ كلِّ قِضَة أَو بَرْدِيّ أَو عُسْلُوجة يخرُجُ أَبيض ثم يَسْتَدِير ثم يَتَقَشَّر، فيَخْرُج له وَرَقٌ أَخْضَر، فإِذا خَرَج قَبْلَ أَن تَنْتَشِرَ خُضْرَتُه فهو عُنْقُر. وقال ابنُ الفَرَج: سأَلْتُ عامِرِيًّا عن أَصْلِ عُشْبَة رَأَيْتُهَا معه فقُلْت: ما هذا؟ فقال: عُنْقُرٌ. وسمعتُ غَيْرَه يقول: عُنْقَر، بفتح القاف. والعُنْقُر: أَصلُ الرَّجُلِ وعُنْصُرُه، قاله الجوهَرِيّ.⁣(⁣٥)

  قال اللَّيْث: وأَوْلادُ الدَّهاقِينِ يقال لهم: عُنْقُرٌ، شَبَّهَهُم لتَرارَتِهِمْ وبَيَاضِهم ونعْمَتِهِم بالعُنْقُر.

  وبالضَّمّ، أَي ضَمّ القَاف، العُنْقُر: ناقَةٌ مُنْجِبَةٌ، م معروفَةٌ، هكذا في سائر النُّسخ، والصَّوابُ أَنّ الناقة عُنْقُرَةٌ، بالهاءِ. أَنشد الأَصمعيّ لحُصَيْنِ بن بُكَيْرٍ الرَّبَعيّ:

  ومِنْ جَدِيلٍ نُقْبَةٌ مُشَهَّرَهْ ... وفِيهِ من شاغِرِها والعُنْقُرَهْ

  والعُنْقُرَةُ. بهاءٍ مع ضَمّ القَافِ أُنْثَى البَواشِقِ، نقله الصاغانيّ.

  وعُنْقُرَةُ: امْرَأَةٌ.

  وأَبو العُنْقُرِ: كُنْيَةُ رَجُلٍ رُدَّتْ شَهادَتُه عند إِياس؛ ذَكَره الحافظُ، وسيأَتِي للمُصَنّف في الزايِ.

  [عنكر] العَنْكَرَةُ، بالفتح أَهمْلَه الجوهريّ والصاغانيّ وصاحبُ اللّسَان، وهي الناقَةَ العَظِيمَة السَّنامِ. وفي أَصالَةِ نُونِه نَظَرٌ، فقد تَقَدّم في «عكر»: عَنْكَرَ سَنامُ البَعِيرِ: صارَ فيه سِمَنٌ. فتأَمَّلْ.

  [عور]: العَوَرُ - أَطْلَقَهُ المصنّفِ، فأَوْهَم أَنّه بالفتح، وهو مُحرَّك، وكأَنَّه اعتمد على الشُّهْرَة؛ قاله شَيْخُنا -: ذَهابُ حِسِّ إِحْدَى العَيْنَيْنِ.

  وقد عَوِرَ، كفرِحَ، عَوَراً، وإِنّمَا صَحَّت العَيْنُ في «عَوِر» لأَنّه في معنَى ما لا بُدَّ من صِحَّتِه. وعارَ يَعارُ وعَارَتْ هي تَعَارُ وتِعَارُ، الأَخِيرُ ذَكَرَه ابنُ القَطاع، واعْوَرَّ واعْوارَّ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ، الأَخيرَةُ نَقَلَها الصاغانيّ، فهو أَعْوَرُ بَيِّن


(١) في اللسان: العنجور بالضم.

(٢) اللسان: «ولم يُقضَ ... عنصرُ».

(٣) يعني: «مادة: غلر».

(٤) في اللسان: ينتشر.

(٥) في الصحاح (عقر): وعُنْقُر الرجل: عُنْصُره.