تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غذمر]:

صفحة 298 - الجزء 7

  وقال اللّحيانيّ: ناقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ، إِذا كانَت تَخَلَّفُ عن الإِبل في السَّوْق.

  وفي النَّهْرِ غَدَرٌ، محرّكةً، هو أَن يَنْضَبَ الماءُ ويَبْقَى الوَحلُ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: المَغْدَرَة: البِئْر تُحْفَر في آخِرِ الزَّرْعِ لتَسْقِيَ⁣(⁣١) مَذَانِبَه.

  وتَغدَّرَ: تَخَلَّفَ؛ قاله الأَصمعيّ، وأَنشد قولَ امْرِئ القَيْس:

  عَشِيَّةَ جاوَزْنا حَماةَ وسَيْرُنَا ... أَخُو الجَهْدِ لا نَلْوِي عَلَى مَنْ تَغَدَّرَا⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: «تَعَذَّرا» أَي احْتَبَسَ لِمَا يُعْذَر به.

  وغَدَرَتِ المَرْأَةُ وَلَدَها غَدْراً: مثل دَغَرَتْهُ دَغْراً.

  وغُدْرٌ، بالضَّمّ: مَوْضِعٌ، وله يَوْمٌ، وفيه يقولُ حارِثَةُ بنُ أَوْسِ بنِ عَبْدِ وَدٍّ، مِنْ بَنِي عُذْرَةِ بنِ زَيْد اللّاتِ، وهَزَمَتْهم يومئذ بَنُو يَرْبُوع:

  ولَوْلَا جَرْيُ حَوْمَلَ يَومَ غُدْرٍ ... لَمزَّقَنِي وإِيّاهَا السِّلاحُ

  أَوْرَدَه ابنُ الكَلْبِيّ في أَنْسَابِ الخَيْل.

  والغادِرِيَّةُ: طائفةٌ من الخَوَارِج؛ قاله الحافِظُ.

  والغَدْرُ، بالفَتْح: مَحَلّة بمِصْر.

  وعَبْدُ الله بنُ رِفَاعَةَ بنِ غَدِيرٍ السَّعْدِيّ، صاحِبُ الخِلَعيّ، مُحَدِّث مشهور.

  وغَدِيرُ خُمّ: سيأْتي في المِيمِ.

  [غذر]: الغَذِيرَةُ، كسَفِينَةٍ: دَقِيقٌ يُحْلَبُ عَلَيْه لَبَنٌ ثم يُحْمَى بالرَّضْف، وقد أَهمله الجوهريّ: وهو لغةٌ في الغَدِيرَة كالغَيْذَرِ، هكذا هو في النُّسَخ.

  واغْتَذَرَ: اتَّخَذَها قال عبد المُطَّلِب:

  ويَأْمُرُ العَبْدَ بِلَيْل يَغْتَذِرْ ... مِيرَاثَ شَيْخٍ عاشَ دَهْراً غيرَ حُرّ

  وفي التَّهْذِيب⁣(⁣٣): وقرأْتُ في كِتاب ابنِ دُرَيْد: الغَيْذارُ: الحِمَارُ وج غَياذِيرُ قال: ولم أَرَهُ إِلّا في هذا الكِتَابِ. قال: ولا أَدْرِي أَعَيْذَارٌ أَم غَيْذَارٌ؟ ونقله الصاغانيّ ولم يَعْزُه إِلى ابنِ دُرَيْد. وهذا منه غَرِيبٌ مع أَنّه نَقَل إِنكار الأَزهريّ إِيّاه: أَبالعَيْنِ أَم بالغَيْن، إِلّا أَنّه نَقَلَ عن ابنِ فارِسٍ، قال: وما أَحْسَبُها عَرَبِيّةً صَحِيحَة.

  والغَيْذَرَةُ؛ الشَّرُّ وكَثْرَةُ الكلام والتَّخْلِيطُ، كالعَيْذَرَةِ.

  يُقَال: هو كَثِيرُ الغَياذِرِ؛ نقله الصاغَانيّ.

  وفي الحديث: «لا يُلْقَى⁣(⁣٤) المُنَافِقُ إِلا غَذْوَرِيّا» قال ابنُ الأَثِير: قال أَبو مُوسَى: هكذا ذَكَرُوه، وهو الجَافِي الغَلِيظُ.

  [غذمر]: غَذْمَرَهُ، أَي الشَّيْءَ: بَاعَه جِزَافاً، كغَذْرَمَه، عن أَبي عُبَيْدٍ وابن القَطّاع.

  وغَذْمَرَ الرَّجُلُ الكَلَامَ: أَخْفَاهُ فاخِراً أَو مُوعِداً، بضمّ الميم أَي مُهَدِّداً.

  وغَذْمَرَهُ: أَتْبَع بَعْضَه بَعْضاً.

  وقال الأَصمعيّ: الغَذْمَرَة: أَنْ يَحْمِلَ بعضَ كَلامِه على بَعْض.

  وغَذْمَرَ الشيءَ: فَرَّقَهُ، نقله الصاغانيّ، وكذا إِذا خَلَطَ بَعْضَه ببَعْضٍ، نقله الصاغانيّ أَيضاً.

  والغذْمَرَةُ: الغَضَبُ والصَّخبُ واخْتِلاطُ الكَلامِ مِثْلُ الزَّمْجَرَةٍ والصِّياح والزَّجْر، كالتَّغَذْمُرِ. يقال: تَغَذْمَرَ السَّبُعُ، إِذا صاحَ، ج غَذَامِيرُ، يُقَال: سَمِعْتُ له غَذَامِيرَ وغَذْمَرَةً، أَي صَوْتاً، يكونُ ذلك للسَّبعِ والحَادِي. وفُلانٌ ذو غَذَامِيرَ.

  قَال الراعِي:


(١) في اللسان: لقي مذانبه.

(٢) ديوانه ص ٩٣ وفيه:

تقطع أسباب اللبانة والهوى ... عشية جاوزنا حماة وشيزرا

بسير يضج العود منه يمنُّه ... أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا

وعلى رواية الديوان فلا شاهد فيه. قال شارحه: لا يلوي على من تعذرا أي لا يحتبس ولا يتربص على من نابه عذر. يصف أنهم يسيرون متعجلين فمن تخلف منهم لشيء أصابه لم يتربص عليه حتى يدركهم.

(٣) كذا، والعبارة التالية لم ترد في التهذيب، وهي في اللسان نقلا عن الأزهري. وبعضها في التكملة.

(٤) الأصل واللسان، وفي النهاية (غذور): «لا تلقى».