تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الراء

صفحة 308 - الجزء 7

  يُرِيدُ أَجْسَرَه على فِرَاقِ أَخِيه لأُمِّه كَثْرَةُ غَنَمِه وأَلْبانِهَا.

  وصَيَّرَ القَوَادِمَ للضَأْن، وهي في الأَخْلافِ، مَثَلاً، ثم قال: أَغَرَّ هِشاماً لضأْن⁣(⁣١) له يَسَّرَت، وظَنَّ أَنّه قد اسْتَغْنَى عن أَخِيه.

  والغَرَر: الخَطَر.

  وأَغَرَّه: أَوْقَعَهُ في الخَطَر.

  والتَّغْرِيرُ: المُخَاطرةُ والغَفْلَةُ عن عاقِبَةِ الأَمْر.

  وفي حديث عَليّ ¥: «اقْتُلوا الكَلْبَ الأَسْوَد ذا الغُرَّتَيْن» وهما نُكْتَتانِ بَيْضَاوَان فَوْقَ عَيْنَيْه.

  وغُرَّةُ الإِسْلَامِ: أَوّلُه.

  وغُرَّةُ النَّباتِ: رَأْسُه.

  وغُرَّةُ المالِ: الجِمَالُ⁣(⁣٢).

  ويُقَالُ: كان ذلك في غَرَارَتِي، بالفَتْح، أَي حَداثَةِ سِنِّي⁣(⁣٣).

  ولَبِثَ فُلانٌ غِرَارَ شَهْرٍ، ككِتَاب، أَي مِثَالَ شَهْر، أَي طُولَ شَهْرٍ.

  وغَرَّ فلانٌ فُلاناً: فَعَلَ به ما يُشْبِهُ القَتْلَ والذَّبْحَ بغِرارِ الشَّفْرَةِ.

  وقولُ أَبي خِراشٍ:

  فغارَرْتُ شَيْئاً والدَّرِيسُ كأَنَّمَا ... يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ

  قيل: معنى غارَرْتُ: تَلَبَّثْتُ، وقيل تَنَبَّهْتُ؛ هكذا ذَكَرَه صاحِبُ اللسَان هنا، والصَّوَابُ ذِكْرُه في العَيْن المهملَة، وقد تَقَدّم الكلامُ عليه هُنَاك، وكذا رِوايَةُ البَيْتِ.

  ويَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، مَجازٌ، قال ذُو الرُّمَّة:

  كَيَوْمِ ابنِ هِنْد والجِفَارِ كمَا تَرَى ... ويَوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرَّ مُحجَّلِ⁣(⁣٤)

  قاله الزمخشريّ: ويقال: وَلَدَتْ ثَلاثةً على غِرَارٍ واحِد، ككِتَاب، أَي بعضُهم في إِثْرِ بَعْض ليس بينهم جارِيَةٌ. وقال الأَصمعيّ: الغِرَارُ: الطَّرِيقَة. يقال: رَمَيْتُ ثَلاثةَ أَسْهُم على غِرَارٍ واحِد، أَي على مَجْرًى واحِد. وبَنَى القَوْمُ بُيُوتهم على غِرَارٍ واحد.

  وأَتانَا⁣(⁣٥) على غِرَارٍ واحدٍ، أَي على عَجَلَةٍ. ولَقِيتُه غِرَاراً، أَي على عَجَلَة، وأَصلُه القِلَّةُ في الرَّوِيَّةِ⁣(⁣٦) للعَجَلة. وما أَقَمْتُ عنده إِلّا غِرَاراً، أَي قليلاً.

  والغُرُورُ، بالضَّمّ: جمْع غَرٍّ، بالفتح: اسمُ ما زَقَّتْ به الحَمامةُ فَرْخَها، وقد استعمله عَوْفُ بن ذِرْوَة في سَيْرِ الإِبل، فقال:

  إِذا احْتَسَى يَوْمَ هَجِيرٍ هَائِفِ ... غُرُورَ عِيدِيّاتِهَا الخَوانِف

  يعني أَنه أَجْهَدَهَا فكأَنَّهُ احْتَسَى تلك الغُرُورَ.

  وحَبْلٌ غَرَرٌ: غَيْرُ مَوْثُوقٍ به. قال النَّمِرُ:

  تَصَابَى وأَمْسَى عَلَيْهِ الكِبَرْ ... وأَمْسَى لِجَمْرَةَ حَبْلٌ غَرَرْ

  وغُرَّ عَلَيْه المَاءُ، وقُرَّ عليه الماءُ، أَي صُبَّ عَلَيْه. وغُرَّ في حَوْضِك: صُبَّ فيه. قال الأَزهريّ: وسمعتُ أَعرابيّاً يقول لآخَر: غُرَّ في سِقَائِك، وذلك إِذا وَضَعَهُ في المَاءِ وَمَلأَه بِيَدِه يَدْفَع المَاءَ فيه دَفْعاً بكَفِّه، ولا يَسْتَفِيقُ حتَّى يَمْلأَهُ.

  وفي الحَدِيث: «إِيّاكُمْ والمُشَارَّةَ⁣(⁣٧)، فإِنّها تَدْفِنُ الغُرَّةَ، وتُظْهِر العُرَّةَ»، المُرَادُ بالغُرَّة هنا الحَسَنُ والعَمَلُ الصالحُ على التَّشْبِيه بغُرّه الفَرس.

  وفي الحَدِيثِ: «عَلَيْكُم بالأَبْكارِ فإِنَّهُنَّ أَغَرُّ غُرَّةً» إِمّا من غُرَّةِ البَيَاضِ وصَفَاءِ اللَّوْن⁣(⁣٨) أَو أَنّهنَّ أَبْعَدُ من فِطْنَة الشَّرّ ومَعْرفَتِه، من الغرَّة، وهي الغَفْلَةُ، كما في حَدِيثٍ آخَرَ: «فإِنَّهُمْ أَغرُّ أَخْلاقاً».


(١) كذا، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لضأن، كذا في خطه ومثله في اللسان، ولعله: قوادم لضأن».

(٢) في الأساس: الجمال والخيل والعبيد أي خياره.

(٣) في اللسان: كان ذلك في غَرارتي وحداثتي، أي في غُرتي.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كما ترى، الذي في الأساس بدله: وقرقرى اهـ».

(٥) عن اللسان وبالأصل: «وأنا».

(٦) الأصل واللسان وفي التهذيب: الرؤية للعجلة.

(٧) النهاية واللسان: إياكم ومشارّة الناس.

(٨) قال الهروي في غريبه: وذلك أن الأيمة والتعنيس يحيلان اللون.