تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الراء

صفحة 329 - الجزء 7

  وُلِدَ عامَ الفَتْح، ورَوَى عَنْ عُمَرَ، وهو جَدُّ الفَقِيه محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمن بنِ المُغِيرَةِ بن أَبي ذِئْب المَدَنِيُّ: صَحَابيُّونَ، ¤. وفاتَهُ من الصَّحَابَةِ مُغِيرَةُ بنُ رُوَيْبَة⁣(⁣١) رَوَى عنه أَبو إِسْحَاقَ، خَرَّج له ابنُ قانِع؛ ومُغيرَةُ بنُ شِهَاب المَخْزُومِيّ، قيل: إِنّه وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ من الهِجْرَة. وفي المُحَدِّثِين خَلْقٌ كثيرٌ اسْمُهُم المُغِيرَة.

  والغَوْرَةُ: الشَّمْسُ، عن ابن الأَعرابيّ. ومنه قولُ امرأَةٍ من العَرَبِ لِبِنْت لها: «هِيَ تَشْفِينِي من الصَّوْرة⁣(⁣٢)، وتَسْتُرُني من الغَوْرَة». وقد تَقَدَّم أَيضاً في الصاد.

  والغَوْرَةُ: الغائرَة، وهي القائِلَةُ، نقله الصاغانيّ.

  والغَوْرَةُ: ع بناحِيَةِ السَّمَاوةِ.

  وغُورَةُ⁣(⁣٣)، بالضَّمّ: ة عندَ بابِ هَرَاةَ، وهو غُورَجِيٌّ، على غَيْرِ قِيَاس قاله الصاغانيّ. وإِليها نُسِبَ الإِمامُ أَبو بَكْر أَحمدُ بنُ عبدِ الصَّمَد، [روى]⁣(⁣٤) عن عبدِ الجَبّارِ بن مُحَمّد بن أَحْمَدَ الجَرّاحِيّ الغُورَجِيّ، رَاوِيَةُ سُنَنِ التِّرْمِذِيّ، حَدّثَ عنه أَبو الفَتْحِ عبدُ المَلِك بن [أَبي]⁣(⁣٥) سَهْل الكَرُوخِيّ، وتُوُفِّيَ، سنة ٤٨١.

  والغُورُ، بلا هاءٍ: ناحيَةٌ مُتَّسِعة بالعَجَم، وإِليها نُسِبَ السُّلْطَانُ شِهَابُ الدِّين الغُورِيّ وآلُ بَيْتِه مُلُوكُ الهِنْدِ ورُؤساؤهَا. وقال ابنُ الأَثِيرِ: هي بلادٌ في الجِبَال بخُرَاسانَ، قَريبةٌ من هَرَاةَ. ومنها أَبو القَاسِمِ فارسُ بنُ محمّدِ بنِ مَحْمُود الغُورِيّ، حَدَّثَ عن الباغَنْديّ⁣(⁣٦).

  والغُورُ أَيضاً: مِكْيَالٌ لأَهلِ خُوَارَزْمَ وهو اثْنا عَشَرَ سُخًّا والسُخُّ: أَربعةٌ وعِشْرُونَ مَنًّا؛ كذا نقله الصاغانيّ.

  وتغَاوَرُوا: أَغارَ بَعْضُهُم على بَعْض وكذا غاوَرُوا مُغَاوَرَةً.

  والغُويْرُ، كزُبَيْر: ماءٌ، م معروفٌ لِبَنِي كَلْب بن وَبْرَةَ، بناحِيَةِ السَّمَاوَةِ، ومنه قولُ الزَّبّاءِ، تَكَلّمَتْ به لَمّا وَجَّهَتْ قَصِيراً اللَّخْمِيّ بالعِيرِ إِلى العِرَاق لِيَحْمِلَ لها من بَزِّه، وكان قَصِيرٌ يَطْلُبُها بثَأْرِ جَذِيمَةَ الأَبْرَشِ، فحَمَّلَ الأَجْمَالَ صَنَادِيقَ فيهَا الرِّجَالُ والسَّلاحُ، ثمّ تَنكّبَ قَصيرّ بالأَجْمَال، هكذا بالجِيم جَمْع جَمَل، كسَبَب واسْبَاب، الطَريقَ المَنْهَجَ، وعَدَلَ عن الجادَّة المَأْلْوفَةِ، وأَخَذَ على الغُوَير، هذا الماءِ الذي لبَنِي كَلْب، فأَحسَّتْ بالشَّرِّ، وقالتْ:

  عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً⁣(⁣٧)

  جَمْع بَأْسٍ، أَي عَسَاه أَنْ يَأْتيَ بالبَأْسِ والشّرّ، ومَعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في مَوْضِعه. قال أَبو عُبَيْد: هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ. وقال ثعلب: أُتِيَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فقال:

  عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا

  أَي عَسَى الرِّيبَةُ مِنْ قِبَلِكَ. وقال ابنُ الأَثيرُ: هذا مَثَلٌ قَدِيم يقال عند التُّهَمَة، ومعناه رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر، وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً، فشَهِدَ له جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه. زادَ الأَزهريّ: فقال عُمَرُ حينئذٍ: هُوَ حُرٌّ، ووَلاؤُه لَكَ. وقال أَبو عُبَيْد: كأَنَّه أَرادَ:

  عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُساً، وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس. قال الكُمَيتُ:

  قالُوا: أَساءَ بنو كُرْز فقُلْتُ لهم: ... عَسَى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ

  أَو هُوَ، أَي الغُوَيْرُ في المَثَل تَصْغِيرُ غارٍ، لأَنّ أُناساً كانُوا في غارٍ فانْهَارَ عَلَيْهم، أَو أَتاهُمْ فيه عَدُوٌّ فقَتَلُوهُم فيه، فصارَ مَثَلاً لكلِّ ما⁣(⁣٨) يُخافُ أَنْ يَأْتِيَ منه شَرٌّ، ثمّ صُغِّر الغارُ فقِيلَ غُوَيْرٌ. وهذا قول الأَصمعيّ.

  وغَارَهُمْ يَغُورُهُمْ ويَغِيرُهُم: نَفَعَهُم.

  واغْتَارَ: امْتَارَ وانْتَفَعَ.


(١) عن الإصابة، وبالأصل «رديبة».

(٢) الصورة: الحِكّة.

(٣) في معجم البلدان: غُورَج ... وأهل هراة يسمونها غُورَة.

(٤) بالأصل «عبد الصمد بن عبد الجبار» وما أثبت والزيادة عن اللباب لابن الأثير (الغورجي).

(٥) زيادة عن اللباب: الغورجي.

(٦) واسمه: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.

(٧) هكذا ضبطت أبؤساً بالتنوين في القاموس ومعجم البلدان، وفي الصحاح واللسان بدون تنوين. وفيه من الشذوذ أنها تجيز خبر عسى اسماً والمستعمل هو أن يقال عسى الغوير أن يهلك وما أشبه ذلك، أخرجته على الأصل المرفوض لكنها أخرجته مخرج المثل، والأمثال كثيراً ما تُخرج على أصولها المرفوضة.

(٨) في اللسان: لكلّ شيء يُخاف. وهي في التهذيب نقلا عن الأصمعي.