تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الراء

صفحة 373 - الجزء 7

  والقُدَارُ، كهُمَامٍ: الرَّبْعَةُ من الناسِ ليس بالطَّوِيلِ ولا بالقَصِيرِ. والقُدَارُ: الطَّبّاخُ، أَو هو الجَزّارُ، على التَّشْبِيه بالطَّبّاخِ، وقِيلَ الجَزّارُ هو الّذِي يَلِي جَزْرَ الجَزُورِ وطَبْخَها⁣(⁣١). قال مُهَلْهِلٌ:

  إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هَامَها ... ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القُدّامِ

  ومن سَجَعاتِ الأَساس⁣(⁣٢): ودَعَوْا بالقُدَارِ فنَحَرَ فاقْتَدَرُوا، وأَكَلُوا القَدِيرَ، أَي بالجَزّار وطَبَخُوا اللَّحْمَ في القِدْر وأَكَلُوه.

  والقُدَارُ الطابِخُ في القِدْرِ، كالمُقْتَدِرِ يقال: اقْتَدَرَ وقَدَرَ، مثل طَبَخَ واطَّبَخَ، ومنه قولُهُم: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُونَ.

  وقُدَارُ بنُ سالِفٍ الذي يُقَالُ له أُحَيْمِرُ ثَمُودَ: عاقِرُ الناقَةِ ناقَةِ صالحٍ #.

  والقُدَار بنُ عَمْرِو بن ضُبَيْعَة رَئِيسُ رَبِيعَةَ، كانَ يَلِي العِزَّ والشَّرَف فيهم.

  والقُدَارُ، الثُّعْبَانُ العَظِيمُ، وقِيلَ الحَيَّة.

  وقَدَارٌ، كَسَحَابِ: ع، قال امرُؤ القَيْس:

  ولا مِثْلَ يَومٍ في قَدَارٍ ظَلِلْتُه ... كَأَنِّي وأَصْحَابِي بقُلَّةِ عَنْدَرَا⁣(⁣٣)

  قال الصاغانيّ: ورَوَى ابنُ حَبِيب وأَبو حاتِمٍ: «في قَدَارَانَ ظَلْتُه» وقد تَقَدَّم في «ع د ر».

  والمُقْتَدِرُ: الوَسَطُ من كُلِّ شَيْءٍ، هذه عبارةُ المُحْكَم.

  وقال غَيْرُه: وكُلَّ شيْءٍ مُقْتدِرٌ: فهو الوَسَطُ. وقال ابنُ سِيدَه أَيضاً: ورَجُلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْقِ، أَي وَسَطُه ليس بالطَّوِيلِ والقَصِيرِ، وكذلك الوَعِلُ والظَّبْيُ وغيرُهما. وفي الأَساس: رَجُلٌ مُقْتَدِرُ الطُّول: رَبْعَةٌ.

  وبَنُو قَدْراءَ: المَيَاسِيرُ، أَي الأَغْنِيَاءُ، وهو كِنَايَةٌ.

  والقَدَرَةُ، بالتَّحرْيِك: القَارُورَةُ الصَّغِيرَةُ، نقله الصاغانيّ. وقادَرْتُه مُقَادَرَةً: قايَسْتُه، وفَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِه، وفي الأَساس: قاوَيْتُه.

  وفي التَّهْذِيب: التَّقْدِيرُ، على وُجوه من المَعَانِي⁣(⁣٤): أَحدُها: التَّرْوِيَةُ والتَّفْكِيرُ⁣(⁣٥) في تَسْوِيَةِ أَمرٍ وتَهْيئَتِه، زادَ في البَصَائِر: بحَسَبِ نَظَر العَقْل وبناءِ الأَمْرِ عليه، وذلك مَحْمُودٌ. ثم قال: والثّاني: [تَقْدِيرُه]⁣(⁣٦) بعلاماتٍ يُقطِّعُه عليها. والثالث: أَنْ تَنْوِيَ أَمراً بعَقْدِك، تقولُ: قَدَّرْتُ أَمرَ كذا وكذا، أَي نَوَيْتُه وعَقَدْتُ عليه. وذكر الصاغانيّ الأَوّلَ والثالِثَ، وأَما المصنّف في البصائر فذَكَر بعد الأَوّل ما نَصُّه: والثانِي: أَنْ يكونَ بحَسَبِ التَّهَيُّؤِ⁣(⁣٧) والشَّهْوَة. قال: وذلك مَذْمُومٌ، كقوله تعالى: {فَكَّرَ وَقَدَّرَ ١٨ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ}⁣(⁣٨) وقال: إِنَّ كِلَيْهِمَا من الإِنْسَان. وقال أَيضاً: وأَمَّا تَقْدِيرُ الله الأُمورَ فعَلَى نَوْعَيْن: أَحدُهما بالحُكْم منه أَنْ يَكُونَ كذا أَو لا يَكُون كذا، إِمَّا وُجُوباً وإِمّا إِمْكَاناً وعَلَى ذلك قولُه تعالى: {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}⁣(⁣٩).

  والثاني: بإِعْطَاءِ القُدْرَة عليهِ، ومنه قولُه تعالَى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى}⁣(⁣١٠) أَي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ ما فيه مَصْلَحَةٌ، وهَداهُ لِما فيه خَلاصٌ⁣(⁣١١)، إِمّا بالتَّسْخِير وإِمّا بالتَّعْلِيم، كما قال: {أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى}⁣(⁣١٢).

  وتَقَدَّر له الشيءُ: تَهَيَّأَ.

  وَقَدَرَهُ وقدَّرَه: هَيَّأَه.

  وقولُه تعالَى و {ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، قِيلَ: أَي ما عَظَّمُوه حَقَّ تَعْظِيمِه، وقال اللَّيْث: ما وَصَفُوه حَقَّ صِفَتِه.

  وفي البصائر: أَي ما عَرَفُوا كُنْهَه، تَنْبِيهاً أَنه كَيْفَ يُمْكِنُهم أَنْ يُدْرِكُوا كُنْهَه وهذا وَصْفُه، وهو قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣(⁣١٣).


(١) في التهذيب: «وطبخه» والجزور يذكر ويؤنث.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومن سجعات الأساس: الأولى: ومن لطائف الأساس إذ ما نقله ليس من السجع كما لا يخفى».

(٣) مرّ في مادة «عفر»، انظر ما لا حظناه بشأنه هناك. قال الصاغاني: وعندر: جبل.

(٤) كذا بالأصل والتهذيب واللسان، وفي المفردات للراغب «قد»: والتقدير من الإنسان على وجهين.

(٥) في المفردات: التفكرّ.

(٦) زيادة عن التهذيب.

(٧) في مفردات الراغب: التمني والشهوة.

(٨) سورة المدثر الآيتان ١٨ و ١٩.

(٩) سورة الطلاق الآية ٣.

(١٠) سورة الأعلى الآية ٣.

(١١) في مفردات الراغب: مصلحته ... خلاصه.

(١٢) سورة طه الآية ٥٠.

(١٣) سورة الزمر الآية ٦٧.