تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الراء

صفحة 386 - الجزء 7

  وقَارَّهُ مُقارَّةً: قَرَّ معه وسَكَنَ، ومنه قَوْلُ ابنُ مَسْعُودٍ ¥: قَارُّوا الصَّلاةَ، هو من القَرَارِ لا مِنَ الوَقارِ، ومعناهُ السُّكُونُ، أَي اسْكُنُوا فيها ولا تَتَحَرَّكُوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ من القَرَارِ.

  وأَقَرَّهُ في مَكَانِه فاسْتَقَرَّ، وفي حَدِيث أَبِي مُوسَى: «أُقِرَّت الصَّلاةُ بالبِرِّ والزَّكَاة»⁣(⁣١) أَي اسْتَقَرَّت مَعَهُما وقُرِنَت بِهِمَا.

  وقال اللَّيْث: أَقْرَرْتُ الشَّيْءَ في مَقَرِّه لِيَقِرَّ.

  وفُلانٌ قارٌّ: ساكِنٌ. وأَقَرَّت الناقَةُ: ثَبَت - وفي تهذيب ابنِ القَطّاع: ظَهَر، وقال غيرُه: اسْتَبانَ - حَمْلُهَا، فهي مُقِرٌّ، وقد تقدَّم ذلك في كَلامِه، فهو تَكْرَار.

  وتَقَارَّ الرَّجُلُ: اسْتَقَرَّ، وفي حديثِ أَبِي ذَرٍّ: فلم أَتَقارَّ أَنْ قُمْتُ» أَي لم أَلْبَثْ، وأَصلُه أَتَقارَر، فأُدْغِمَت الرّاءُ في الرّاءِ.

  وقَرُورَاءُ، كجَلُولاءَ: ع.

  وقَرَارٌ، كسَحَابِ: قَبِيلَةٌ قَلِيلَةُ باليَمَن، منهم عليُّ بنُ الهَيْثَم بنِ عُثْمَانَ القَرَارِيُّ، رَوَى عنه ابنُ قَانع؛ وأَبُو الأَسَدِ سَهْلٌ القَرَارِيّ، رَوَى عنه الأَعْمَشُ.

  وقَرَارٌ: ع بالرّومِ، ذكره الصاغانيّ⁣(⁣٢).

  وسُمُّوا قُرَّة، بالضَّمّ، وقُرْقُر، كهُدْهُد، وزُبَيْر، وإِمامٍ، وغَمَام. أَمّا المُسَمَّوْنَ بقُرَّةَ فكثيرُون. ومن الثّانِي: أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ قُرْقُرٍ الحَذَّاءُ، بَغْدادِيٌّ؛ وابنُ أَخِيه عبدُ الوَاحِد بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ بنِ قُرْقُر، سَمِع، الدّارَقُطْنِيّ. وفاتَهُ قَرْقَر، كجَعْفَر، منهم: عَبْدُ الله بنُ قَرْقَر؛ هكذا ضَبَطَه الصاغَانيّ والحافِظ، حدَّث عن أَبِي عَرُبَةَ الحَرّانِيّ، وعنه ابْنُ جُمَيْع.

  وكذا قَرِيرٌ، كأَمِير، منهم عبدُ العَزيز بنُ قَرِيرٍ⁣(⁣٣)، عن ابْنِ سِيرِينَ؛ وأَخُوه عبدُ المَلِكِ بنُ قَرِيرٍ⁣(⁣٤)، عن طَلْقٍ اليَمَامِيِّ. وقِرَارُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ مالِكٍ العَنْبَرِيّ، بالكَسْر.

  وغالِبُ بنُ قَرَار، بالفَتْح.

  ودَهْثَمُ بنُ قُرّانَ - بالضَّمّ - رَوَى عنه مَرْوَانُ الفَزارِيُّ. وأَبو قُرّانَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ شاعِرٌ. وغالِبُ بن قُرّانَ، له ذِكْر.

  وعُثْمَانُ القُرَيْرِيُّ - بالضَّمّ - صاحِبُ كَشْف وأَتْبَاعٍ، مات بكَفْرِ بَطْنَا في بِضْع وثمانِينَ وسِتّمائة. والمُقْريءُ شِهَابُ الدِّين بنُ نَمِرٍ القُرَيْرِيُّ الشافعيُّ.

  وقُرَارٌ كهُمامٍ: ع، نقله الصاغانيّ، قلت: وهو في شعر كَعْبٍ الأَشْقَرِيّ.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  مِنْ أَمْثَالِهِم لِمَنْ يُظْهِرُ خِلافَ ما يُضْمِرُ: «حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة». ويقال: أَشَدُّ العَطشِ حِرَّةٌ على قِرَّة. ويُقال أَيضاً: ذَهَبَتْ قِرَّتُهَا، أَي الوَقْتُ الذِي يَأْتِي فيه المَرَضُ، والهاءُ للعِلَّة.

  وقولُهُم: وَلِّ حارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّها، أَيْ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا؛ قاله شمِرٌ. أَو شَدِيدَتهَا مَنْ توَلَّى هَيِّنَتَهَا. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: يَوْمٌ قَرٌّ، ولا أَقولُ: قارٌّ، ولا أَقُولُ: يَوْمٌ حَرٌّ.

  وقِيل لِرَجُل: ما نَثَرَ أَسْنَانَك؟ فقال: أَكْلُ الحَارِّ، وشُرْبُ القارِّ.

  وفي حدِيثِ حُذَيْفَةَ في غزْوَةِ الخَنْدَق: «فلمّا أَخبرتُه خبَرَ القَوْمِ وقَرَرْتُ قَرِرْت» أَي لَمّا سَكَنْتُ وَجَدْتُ مَسَّ البَرْدِ.

  والقَرُّ: صَبُّ الماءِ دَفْعَةً واحدةً.

  وأَقْرَرْتُ الكَلامَ لِفُلانٍ إِقْرَاراً، أَي بَيَّنْتُه حَتَّى عَرَفَه.

  وقَرْقَرَتِ الدَّجَاجَةُ قَرْقَرةً: رَدَّدَتْ صَوْتَها.

  وقَرُّ الزُّجَاجَةِ: صَوْتُهَا إِذا صُبَّ فيها الماءُ.

  والقَرَارُ، بالفتح: الحَضَرُ، وإِليه نُسِب القَرارِيّ، لاسْتِقْرَارِه في المَنَازِلِ، ومنه حديثُ نائلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ: قُلْنَا لرَبَاحِ بن المُغْتَرِف: «غَنِّنا غِنَاءَ أَهْلِ القَرَارِ».

  {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}⁣(⁣٥) أَي قَرَارٌ وثُبُوتٌ. و {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ}⁣(⁣٦) أَي غايَةٌ ونِهَايَةٌ تَرَوْنَه في الدُّنْيَا والآخِرَة.


(١) ورُوي: قُرَّتْ. قال في النهاية: يعني أن الصلاة مقرونة بالبرّ وهو الصدق وجماع الخير، وأنها مقرونة بالزكاة في القرآن، ومذكورة معها.

(٢) وفي معجم البلدان عن العمراني مثله، وعن نصر: وادٍ قرب المدينة في ديار مُزَينة.

(٣) كذا بالأصل والتهذيب، وفي تقريب التهذيب: قدير مصغراً وفي الخلاصة قريب.

(٤) في التقريب قُرَيب.

(٥) سورة البقرة الآية ٣٦.

(٦) سورة الأنعام الآية ٦٧.