تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قسر]:

صفحة 389 - الجزء 7

  عليه وتَغْزُرُ، ج قَسْوَرٌ، وقالُ جُبَيْهَاءُ الأَشْجَعِيُّ في صِفَة شاةٍ من المَعْزِ:

  ولو أُشْلِيَتْ في ليْلَةٍ رَجَبِيّة ... لأَرْواقِهَا قَطْرٌ من المَاءِ سافِحُ⁣(⁣١)

  لَجَاءَتْ كَأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّهَا ... عَسالِيجُهُ والثّامِرُ المُتَنَاوِحُ

  وقد أَخْطَأَ اللَّيْثُ إِذْ أَنْشَدَ:

  وشِرْشِرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ

  وقال الِشِّرْشِر: الكَلْبُ. والقسْوَرُ: الصَّيّاد. والصَّواب هما نَبْتَانِ كما ذكره ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَبو حَنِيفَةَ وغيرُهُما، وقد تَصَدَّى الأَزهريّ في التهذيب على الرَدِّ عليه. وقيل في قَوْله تعالَى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} المُرَادُ به الرُّماةُ من الصَّيّادِين، الواحِدُ قَسْوَرٌ، هكذا قاله اللَّيْث. وهو خطأٌ لا يُجْمَع قَسْوَرٌ على قَسْوَرَة، إِنّمَا القَسْوَرَةُ اسمٌ جامِعٌ للرُّماة، ولا واحِد له من لَفْظِه. وقال الفَرّاءُ: المُرَادُ بالقَسْوَرَةِ هُنَا الرُّماةُ. وقال الكَلْبِيّ بإِسْنَاده: هو الأَسَدُ. ورُوِيَ عن عِكْرمَةَ أَنه قِيل له: القَسْوَرةُ بلِسَانِ الحَبَشَة الأَسَدُ؟ فقال: القَسْوَرةُ الرُّماة، والأَسَدُ بلسان الحَبَشَة عَنْبَسَة. وقال ابنُ عَرَفَة: قسْوَرَةٌ فَعْوَلَةٌ من القَسْر، فالمعنَى كأَنّهم حُمُرٌ أَنْفَرَهَا من نَفَّرَها برَمْيٍ أَو صَيدٍ أَو غير ذلك، وقال ابْنُ عُيَيْنَة⁣(⁣٢) كان ابنُ عَبّاسٍ يَقُولُ: القَسْوَرَةُ: رِكْزُ الناسِ، وهو حِسُّهُم وأَصْوَاتُهم. والقَسْوَرَةُ من الغِلْمَانِ: القَوِيُّ الشابُّ*، أَو الذي انْتَهَى شَبابَهُ، كالقَسْوَرِ. ويُعْزَى إِلى عليٍّ ¥:

  أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... أَضْرِبُكُمْ ضَرْبَ غُلامٍ قَسْوَرَهْ

  وقَسْرٌ، بالفَتْح: بَطْنٌ من بَجِيلة، وهو قَسْرُ بنُ عَبْقَرِ بنِ أَنْمَارِ بنِ إِراشِ بنِ عَمْرِو بنِ الغَوْثِ، أَخِي الأَزْدِ بنِ الغَوْثِ، منهم: خالِدُ بنُ عَبْدِ الله القَسْرِيُّ ورَهْطُه.

  وقَسْرٌ: جَبَلُ السِّرَاةِ باليَمَنِ. قال النابِغَةُ الجَعْدِيُّ:

  شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُهُ ... في طَوْدِ أَيْمَنَ مِنْ قُرَى قَسْر

  وقيل: إِنَّه مَوْضِعٌ آخَرُ.

  وقَسْرٌ: اسمُ رَجُل قِيلَ: هو راعِي ابنِ أَحْمَر، وإِيّاهُ عَنَى بقوِله:

  أَظُنُّهَا سَمِعَتْ عَزْفاً فتَحْسِبُهُ ... أَشَاعَهُ القَسْرُ لَيْلاً حِينَ يَنْتَشِرُ

  والقَيْسَرِيُّ، الكَبِير الهَرِم، قال العَجّاجُ:

  أَطَرَباً وأَنْتَ قَيْسَرِيُّ ... والدَّهْرُ بالإِنْسَانِ دَوّارِيُّ

  ويُرْوَى «قِنَّسْرِيّ» بالنّون، وسيأْتي. والقَيْسَرِيّ: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ أَحْمَرُ؛ هكذا قال. والصَّوابُ أَنّه القَسْوَرِيّ؛ كما في اللّسَانِ وغَيْرِه. والقَيْسَرِيّ من الإِبِلِ: العَظِيمُ ج قَيَاسِرُ وقَيَاسِرَةٌ، قال الشاعِرُ:

  وعَلَى القَياسِرِ في الخُدُورِ كَوَاعِبٌ ... رُجُحُ الرَّوادِفِ فالقَياسِرُ دُلَّفُ

  الواحِدُ قَيْسَرِيٌّ. وقال الأَزهريّ: لا أَدْرِي ما واحِدُه.

  وقيل: القَيْسَرِيُّ من الإِبِلِ: الضَّخْم الشَّدِيدُ القَوِيّ.

  واستعمل أُمَيَّةُ بنُ [أَبي] الصَّلْتِ القَسَاوِرَ في قوله:

  وما صَوْلَةُ الحَقِّ الضَّئِيلِ وخَطْرُهُ ... إِذا خَطَرَتْ يَوماً قَسَاوِرُ بُزَّلُ

  وفي شَرْح دِيوانِه ما نَصّه: القَسَاوِرُ: جَمْعُ قَسْوَرٍ، وهو من الإِبِلِ الشّدِيدُ، فهو ممّا يُسْتدرَك عليه.

  وقَيْسَارِيَةُ، مُخفَّفَةً: د، بِفِلَسْطِينَ والنّسبة إِليه القَيْسَرَانِيّ.

  وقَيْسارِيَةُ: د، بالرُّوم ويُعْرَفُ الآن بقَيْسَر، كحَيْدَر، والنّسْبَةُ إِليه القَيْسَرِيّ.

  والقَوْسَرَّة: لُغَةٌ في القَوْصَرَّة، بالصاد، وسيأْتي في الصاد قريباً، ويُخفَّفان.

  ومن المَجاز: قَسْوَرَ النَّبْتُ إِذا كَثُر، كما يُقال اسْتَأْسَدَ.

  وقَسْوَرَ الرَّجُلُ: هَرِمَ وأَسَنَّ.


(١) مكانه في التهذيب:

فلو أنها طافت بطنب معجم ... نفى الريّ عنه جدبه فهو كالحُ

(٢) عن التهذيب وبالأصل «ابن قتيبة».

(*) بعدها في القاموس: واسمٌ.