تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الراء

صفحة 402 - الجزء 7

  والقُصَيْراةُ: مَا يَبْقَى في السُّنْبُلِ بَعْدَمَا يُدَاسُ؛ هكذا في اللِّسَان.

  وقَال أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً، إِذا ضَمَّ شيئاً إِلى أَصْله الأَوّلِ. قال المُصَنّف في البَصَائِر: ومنه سُمِّيَ القَصْرُ.

  وقَصَرَ فلانٌ صَلَاتَهُ يَقْصُرُها قَصْراً في السَّفَر، وأَقْصَرَهَا، وقَصَّرَها، كلُّ ذلك جائزٌ، والثانِيَةُ شاذَّة.

  وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُرُ قُصُوراً، إِذا أَمْسَيْتَ. قال العجّاج:

  حَتَّى إِذَا مَا قَصَرَ العَشِيُّ

  ويُقَال: أَتَيْتُه قَصْراً، أَي عَشِيًّا. وقال كُثَيّرُ عَزَةَ:

  كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابِيحُ راهِبٍ ... بِمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيطِ ذُبَا لَهَا

  هُمُ أَهلُ أَلْوَاحِ السَّرِيرِ ويَمْنِه ... قَرَابِينُ أَرْدافاً لها وشِمَالَهَا⁣(⁣١)

  وجاءَ فلانٌ مُقْصِراً: حِينَ قَصَرَ العَشِيُّ، أَي كادَ يَدْنُو من الَّليْل. وقَصْرُ المَجْدِ: مَعْدِنُه. قال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ:

  أَباحَ لنا قُصُورَ المَجْدِ دِينَا⁣(⁣٢)

  وقال ابنُ بَرّيّ: قال ابنُ حمْزَةَ: أَهلُ البَصْرة يُسَمُّون المَنْبُوذَ ابنَ قَوْصَرَةَ، بالتَّخْفيف، وُجِدَ في قَوْصَرَةٍ أَو في غَيْرهَا.

  وقَيْصَرَانُ، في قَوْل الفَرَزْدَقِ:

  عَلَيْهِنّ رَاحُولاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ ... مِنَ الشَأْمِ⁣(⁣٣) أَوْ مِنْ قَيْصَرَانَ عِلَامُهَا

  ضَرْبٌ من الثِّيَابِ المَوْشِيَّة. وقيل: أَرادَ من بِلادِ قَيْصَرَ، قاله الصاغانيّ. وقَصَرْتُ طَرْفِي: لم أَرْفَعْهُ إِلى ما لا يَنْبَغِي.

  وقَصَّرَ عن مَنْزِلهِ⁣(⁣٤)، وقَصَّرَ به أَمَلُه. قال عَنْتَرَةُ:

  أَمّلْتُ خَيْرَك هَلْ تَأْتِي مَواعِدُهُ ... فاليَوْمَ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ

  وقَصَّرَتْ بِكَ⁣(⁣٥) نفْسُك، إِذا طَلَبَ القَلِيلَ والحَظَّ الخَسِيسَ.

  واقْتَصَرْتُه ثم تَعَقَّلْتُه، أَي قَبَضْتُ بقَصَرتِه ثمّ رَكِبْتُه ثانياً رِجْلِي أَمامَ الرَّحلِ.

  وقَصَّرْتُ نَهارِي بِهِ. وعِنْدَه قُوَيْصِرَّةٌ⁣(⁣٦) من تَمْر بالتَّشْدِيد والتَّخْفِيف: تصغيرُ قَوْصَرّة.

  وهو قَصيرُ اليَدِ، ولَهُم أَيْدٍ قِصَارٌ: وهو مَجاز. وأَقْصَرَ المَطَرُ: أَقْلَعَ. قال امرُؤ القَيْس:

  سَمَالَكَ شَوْقٌ بَعْدَ ما كانَ أَقْصَرَا⁣(⁣٧)

  ومُنْيَةُ القَصْرِيّ: قَرْيَتَان بمِصْرَ من السَّمَنُّودِيَّة والمُنُوفِيّة.

  والقُصَيْر، وكَوْمُ قَيْصَر: قَرْيَتان بالشَّرْقِيّة.

  وفيها أَيْضاً مُنْيَةُ قَيْصَر.

  وأَمّا تَلْبَنْت قَيْصَر ففي الغَرْبِيّة.

  وقَصْرانُ، بالفَتْح: مَدِينَة بالسِّنْد.

  ووَادِي القُصُورِ: في دِيَارِ هُذَيْل، قال صَخْرُ الغَيِّ يصف سحاباً:

  فأَصْبَحَ مَا بَيْنَ وَادِي القُصُو ... رِ حَتَّى يَلَمْلَمَ حَوْضاً ثقِيفَا

  وقاصِرِينُ: من قُرَى بالِسَ.

  وحِصْنُ القَصْرِ: في شَرْقِيّ الأَنْدَلُس.

  وقُصُورُ: بلدةٌ باليَمَن، منها عبدُ العَزِيزِ بنُ أَحْمَدَ


(١) الأرداف: الملوك في الجاهلية. والاسم منه الردافة، والردافة أن يجلس الردف عن يمين الملك، ويكون خليفته على الناس إذا غزا، وله من الغنيمة المرباع. وقرابين الملك: جلساؤه وخاصته.

(٢) صدره:

ورثنا مجدَ علقمة بن سيفٍ

أراد معاقل المجد وحصونه.

(٣) في الديوان: من الخزّ.

(٤) الأساس: منزلته.

(٥) عن الأساس، وبالأصل «بكذا».

(٦) في الأساس: «قوصرَّة».

(٧) ديوانه وعجزه فيه:

وحلت سليمى بطن قوٍّ فعرعرا