تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قصطبر]:

صفحة 404 - الجزء 7

  والقَطِرَانُ كظَرِبانٍ: اسمُ شاعِر، سُمِّي به لقوله:

  أَنا القَطِرَانُ والشُّعَراءُ جَرْبَى ... وفي القَطِرَانِ للجَرْبَى هِنَاءُ

  والقَطِرَانُ: فَرَسٌ أَدْهَمُ لِعَمْرِو بن عَبّاد العَدَوِيّ، سُمِّيَ به لِلَوْنِه؛ وفَرَسٌ آخَرُ لعَبَّادِ بنِ زِيَادِ ابنِ أَبِيهِ. قلتُ: الذي قَرَأْتُ في كتَاب الخَيْل لابْنِ الكَلْبِيّ أَنّ فَرَسَ عَبّادٍ هذَا يُسَمَّى القَطِرَانِيّ، بياءِ النِّسْبَة. قال: وكانَ من سَوَابِقِ أَهْلِ الشامِ من الخارِجِيّة التي لا يُعْرَفُ لها نَسَبٌ. وفيه يقولُ عبدُ المَلِك بنُ مَرْوَانَ:

  سَبَقَ عَبّادٌ وصَلَّت لِحْيتُهْ ... وكان خَرّازاً يَخْرزُ قِرْبَتُهْ

  وقولُه تعالى: {وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}⁣(⁣١) وهو بالكَسْر: النُّحاسُ الذّائِبُ، كالقَطِر - ككَتِفٍ - كذا حكاه أَهلُ التَّفْسِير عن ابنِ السِّكِّيت. ومنه قراءَةُ ابنِ عَبّاسٍ: مِنْ قِطْرٍ آنٍ القِطْرُ: النُّحاس. والآنِي: الّذي انْتَهَى حَرُّهُ، أَو القِطْرُ: ضَرْبٌ منه. أَي من النُّحَاس.

  والقِطْرُ: ضَرْبٌ، ونَصُّ أَبي عَمْرو: نَوْعٌ من البُرُودِ، وقَيَّده بعضُهُم بأَنْ يَكُونَ من غَلِيظِ القُطْنِ كالقِطْرِيَّةِ، وفي الحَدِيثِ: «أَنَّه كان مُتَوَشِّحاً بثَوْبٍ قِطْرِيّ»، وأَنشد أَبو عَمْرو:

  كَسَاكَ الحَنْظَلِيُّ كِسَاءَ صُوفٍ ... وقِطْرِيًّا فأَنْتَ به تَفِيدُ

  وقال شَمِرٌ عن البَكْرَاوِيّ: البُرُودُ القِطْرِيّةِ حُمْرٌ لها أَعْلامٌ فيها بعضٌ الخُشُونَة. وقال خالِدُ بن جَنبَةَ: هي حُلَلٌ تَعْمَلُ بمكانٍ لا أَدْرِي أَيْنَ هو. قال: وهِيَ جِيَادٌ وقد رَأَيْتُهَا، وهي حُمْرٌ تأْتِي من قِبَلِ البَحْرَيْنِ.

  ومن المَجَاز: بَذَّرْتُ قِطْرَ أَبِي: أَي أَكلتُ مالَه.

  والقُطْرُ بالضَّمّ: الناحِيَةُ والجَانِبُ، ج أَقْطَارٌ، وقوله تعالى: {مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}⁣(⁣٢) أَقطارُهَا: نَوَاحِيها، وكذلك أَقْتَارُها.

  والقُطْرُ والقُطُر، مثل عُسْر وعُسُر: العُودُ الّذِي يُتَبَخَّرُ به. وقد قَطَّرَ ثَوْبَه تَقْطِيراً.

  وتَقَطَّرَتِ المَرْأَةُ، أَي تَبخَّرَت. قال امرُؤُ القَيْسِ:

  كَأَنّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ... ورِيحَ الخُزَامَى ونَشْرَ القُطُرْ

  يُعَلُّ بِهَا بَرْدُ أَنْيَابِها ... إِذَا طَرَّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ⁣(⁣٣)

  والقَطَرُ، بالتَّحْرِيك، جاءَ في حديثِ ابنِ سِيرِينَ: «أَنَّه كانَ يَكْرَهُ القَطَر»، قال ابن الأَثير: هو أَنْ يَزِنَ الرَّجُلُ جُلَّةً من تَمْرٍ أَو عِدْلاً من حَبٍّ أَو مَتاعٍ ونحوِهما فيأْخُذ - هكذا بالفَاءِ، تَبِعَ فيه الصَّاغانيّ فإِنّه ذكره هكذا، والّذِي في النّهَايَة: ويَأْخذ - ما بَقِيَ على حِسَابِ ذلك ولا يَزِنُه، كالمُقَاطَرَة. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: المُقَاطَرَة: أَنْ يَأْتِيَ رَجُلٌ إِلى رَجُلٍ فيقول له: بِعْنِي مالَكَ في هذا البَيْتِ من التَّمْرِ جُزَافاً بلا كَيْلٍ ولا وَزْنٍ، فيَبيعُه، وكَأَنَّهُ من قِطَارِ الإِبِلِ.

  وكانَ أَبو مُعَاذ يقولُ: القَطَرُ: هو البَيْع نَفْسُه.

  وقَطَرُ: د، بَيْنَ القَطِيفِ وعُمَانَ، وفي مختصر البُلْدَان:

  بين البَحْرَيْن وعُمَانَ، وفي المحكم: مَوْضِع بالبَحْرَيْن. قال عَبْدَةُ بن الطَّبِيب:

  تَذَكَّرَ سَاداتُنَا أَهْلَهُمْ ... وخافُوا عُمَانَ وخافُوا قَطَرْ

  وأَنشدَ الزَّمَخْشَرِيُّ لأَبِي النَّجْم:

  ونَزَلُوا عِنْدَ الصَّفَا المُشَقَّرَا⁣(⁣٤) ... وهَبَطُوا السِّنْدَ بجَنْبَيْ قَطَرَا

  وقال أَبو منصُور: وبالبَحْرَيْن على سِيف وعُمَان⁣(⁣٥):

  بَلَدٌ⁣(⁣٦)، يقال له: قَطَرُ، أَحْسَبُهم نَسَبُوا إِليها فقالوا: ثِيابٌ قِطْرِيَّة، بالكَسْرِ على غيرِ قِياسٍ خَفَّفُوا وكَسَرُوا القاف،


(١) سورة سبأ الآية ١٢.

(٢) سورة الرحمن الآية ٣٣.

(٣) شبّه ماء فيها في طيبه عند السحر بالمدام وريح الخزامى هو خيريّ البرّ والطائر المستحر: هو المصوِّت عند السحر. وضبطت «القطر» في التهذيب في الشاهد وقبله، بالتحريك، ضبط قلم. وفي الصحاح واللسان فكالأصل بضم وبضمتين.

(٤) عن الأساس وبالأصل «المعقرا».

(٥) كذا، وفي التهذيب المطبوع: «على سيف البحر بين عمان والعُقير» وبهامشه عن نسخة ثانية: «بين قطيف وعمان» وفي معجم البلدان (قطر): على سيف الخط بين عمان والعقير.

(٦) في التهذيب: «مدينة» وفي معجم البلدان: قرية.