تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الراء

صفحة 406 - الجزء 7

  في كلِّ يَوْم لها مِقْطَرَةٌ ... فِيها كِبَاءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ

  أَي ماءٌ حارٌّ يُحَمّ به.

  والْمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وهي خَشَبَةٌ فيها خُرُوقٌ كُلُّ خَرْق على قَدْرِ سَعَةِ الساقِ، تُدْخَلُ فيها أَرجل المَحْبُوسِينَ مُشْتَقٌّ من قِطَارِ الإِبِلِ لأَنَّ المحبوسين فِيها على قِطَارٍ واحِدٍ، مضّمُومٌ⁣(⁣١) بعضُهم إِلى بَعْضٍ، أَرْجُلُهُم في خُرُوقِ خَشَبَة مَفْلُوقَة على قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم.

  وقَطَرَ في الأَرْضِ قُطُوراً ومَطَرَ مُطوراً: ذَهَبَ وأَسْرَع، وهو مَجاز.

  وقَطَرَ فلاناً قَطْراً: صَرَعه صَرْعَةً شديدةً، قاله اللَّيْث، وأَنشد:

  قَد عَلِمَتْ سَلْمَى وجارَتُهَا ... ما قَطَرَ الفارِسَ إِلّا أَنَا

  وقَطرَ الثَّوْبَ: خاطَه، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وهو مَجازٌ.

  ومن المَجَازِ أَيضاً: يُقال: ذَهَبَ ثَوْبِي وبَعِيرِي وما أَدري مَنْ قَطَرَه، ومَنْ قَطَرَ بِهِ، أَي أَخَذَه، وكذلِك: مَنْ مَطَرَهُ، ومن مَطَرَ بِهِ، لا يُسْتَعْمَل إِلّا في الجَحْد.

  والمُقْطَئِرّ، كمُطْمَئِنٍّ: الغَضْبَانُ المُنْتَشرُ من الناسِ.

  والقَطْراءُ، ممدودٌ: ع، عن الفارِسِيّ.

  والقَطّارُ كشَدّادٍ: ماءٌ، أَحْسَبُه نَجْدِيًّا.

  والقاطِرُ المَكّيّ: عُصَارَةٌ حَمْراءُ، يقالُ له: دَمُ الأَخَوَيْنِ، وهو معروفٌ.

  وبَعِيرٌ قاطِرٌ: لا يزال يَقْطُرُ بَوْلُه. وقال ابنُ دَرَيْد: كُلُّ صَمْغٍ يَقْطُرُ مِنْ شَجَرٍ فهو قاطِرٌ⁣(⁣٢) ..

  وقَطُورَاءُ، بالمَدِّ: نَبْتٌ، سَوادِيَّة. ومُرِّيُّ⁣(⁣٣) بنُ قَطَرِيّ، مُحَرَّكَةً تابِعِيٌّ.

  وقَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَة أَحدُ أَبْطَالِ الخَوَارِجِ، شاعِرٌ من بَنِي مازِنِ بن مالِكِ بنِ عَمْرِو بن تَمِيمٍ، واسمُ الفُجَاءَةِ جَعْوَنَةُ، تقدّم ذِكْرُه في الهَمْزَة.

  وعن الرِّياشيّ: أَكْرَاهُ مُقاطَرَةً: أَي ذاهِباً وجائِياً، وأَكراه تَوْضِعَةً⁣(⁣٤): أَي دَفْعَةً.

  والقُطْرَة، بالضّمّ: الشَّيْءُ التافِهُ اليَسِيرُ الخَسِيسُ، تقول: أَعْطِنِي منه قُطْرَةً، وقُطَيْرَةً، والأَخِيرُ تَصْغِيرُ القُطْرَة.

  وبه تَقْطِيرٌ، أَي لم يَسْتَمْسِك بَوْلُه من بَرْدٍ يُصِيبُ المَثَانَة.

  وتَقَطَّرَ عنه: تَخَلَّفَ، وأَنشد شَمِرٌ لرُؤْبَةَ:

  إِنِّي على ما كانَ منْ تَقَطُّرِي ... عَنْكَ وما بِي عَنْكَ من تَأَسُّرِ⁣(⁣٥)

  والقَطَرِيَّةُ، بالفَتْحِ: ناحِيَةٌ باليَمَامَة.

  وقُطْرُونِيَةُ، مُخَفّفةً: د، بالرُّوم.

  * ومّما يُسْتَدرك عليه:

  أَقْطرَ الماءُ: سالَ، لغةٌ في قَطَرَ، عن أَبِي حِنِيفَةَ.

  وتَقَاطَرَ الماءُ، مِثْلُه. أَنشدَ ابنُ جِنّي:

  كأَنَّه تَهْتانُ يَوْمٍ ماطِرِ ... مِنَ الرَّبِيعِ دائمُ التّقاطُرِ⁣(⁣٦)

  والقَطِر، ككَتِفٍ: لُغَةٌ في القِطْر، بالكَسْر، وقد تَقَدّم.

  وقال ابنُ مَسْعُودٍ: «لا يُعْجِبَنَّكَ [ما تَرَى]⁣(⁣٧) من المَرْءِ حتى تَنْظُرَ على أَيِّ قُطْرَيْهِ يَقَع»، أَي على أَيِّ شِقَّيْهِ في خاتِمَةِ عَمَلِه.

  وأَقْطَارُ الفَرَسِ: ما أَشْرَفَ منه، وهو كاثِبَتُه⁣(⁣٨) وعَجُزُه.

  وكذلك أَقْطَارُ الجَبَل والجَمَلِ: ما أَشْرَفَ من أَعالِيهِ. وأَقْطَارُ الفَرَس والبَعِيرِ: نوَاحِيه.


(١) ضبطت بضم الميم على أنها خبر ثانٍ لأن، ويمكن ضبطها بالكسر على اعتبارها صفة للقطار.

(٢) الجمهرة ٢/ ٣٧٣ وفيها: كل لثى قطر من شجر فهو قاطر.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: مَرِّيُّ.

(٤) في اللسان: وضعة وتوضعة.

(٥) ديوانه، من قصيدة يمدح بها محمد بن القاسم الثقفي وورد فيه الرجز الثاني:

عنك ونأيى عنك من تأسرِ

(٦) وأنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم.

(٧) زيادة عن النهاية.

(٨) الكاثبة ما ارتفع من منسج الفرس.