تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قعر]:

صفحة 408 - الجزء 7

  وَتَقَعَّرَ الرَّجُلُ: تَشَدَّق وتَكَلَّم بأَقْصَى قَعْرِ فَمِه، وقِيلَ: تَكَلَّم بأَقْصَى حَلْقِهِ.

  وهو قَيْعَرٌ، وقَيْعَارٌ، ومِقْعَارٌ، بالكَسْرِ: مُتَقَعِّرٌ في كَلامِه مُتَشَدِّقٌ. ويُقَال: هو يَتَقَعَّرُ في كَلامِه، إِذا كانَ يَتَنَحَّى وهو لَحّانَةٌ، ويَتَعَاقَلُ وهو هِلْبَاجَة؛ قاله ابنُ الأَعْرَابيّ.

  وإِناءٌ قَعْرَانُ: في قَعْرِه شيءٌ، وإِناءٌ نَصْفانُ، وشَطْرَانُ: بَلَغ ما فيه شَطْرَه، وهو النِّصْف، وإِنَاءٌ نَهْدَانُ: عَلَا وأَشْرَفَ.

  والمُؤَنَّث من كُلِّ هذا فَعْلَى؛ قاله الكِسَائيّ. وقال الزمخشريّ: إِناءٌ قَعْرَانُ، إِذا كانَ قَرِيباً من المَلْءِ⁣(⁣١)، وهو مَجاز.

  وقَصْعَةٌ قَعِرَةٌ وقَعْرَى، كفَرِحَة وسَكْرَى، إِذا كان فِيها ما يُغَطِّي قَعْرَها، وهو مجاز.

  واسمُ ما فِيهِ القَعْرَةُ، بالفَتْح، ويُضَمّ.

  وقَعْبٌ مِقْعارٌ، بالكَسْرِ: واسِعٌ بَعِيدُ القَعْرِ.

  وامْرَأَةٌ قَعِرَةٌ، وقَعِيرَةٌ، كفَرِحة وسَرِيعَةٍ: بَعِيدَةُ الشَّهْوَةِ، عن اللَّحْيَانيّ، وهكذا فَسَّرَه ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَة⁣(⁣٢)، أَو التي تَجِدُ الغُلْمَةَ، أَي الشَّهْوَةَ في قَعْرِ فَرْجِها، أَو التي تُرِيد المُبَالَغَةَ في الجِمَاع، وقِيلَ: هو نَعْتُ سُوءٍ في الجِمَاع.

  وقَعَرَهُ، كمَنَعَهُ: صَرَعَهُ، ومنه حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّ عُمَرَ لَقِيَ شَيْطَاناً فَصَارَعَه فقَعَرَهُ». ومن المَجَازِ: قَعَرَ النَّخْلَةَ قَعْراً فانْقَعَرَتْ: قَلَعَها من قَعْرِها، أَي قَطَعَهَا من أَصْلِهَا فَسَقَطَت.

  وانْقَعَرَتِ الشَّجَرَةُ: انْجَعَفتْ من أَصْلِهَا وانْصَرَعَت هي.

  وفي الحديث: «أَنّ رَجُلاً انْقَعَرَ عن مالٍ له»⁣(⁣٣)، أَي انْقَلَع عن⁣(⁣٤) أَصلِه، يَعْنِي أَنَّهُ ماتَ عن مالٍ له، وقِيلَ: كلُّ ما انْصَرَعَ فقد انْقَعَرَ. وفي التنزيل: {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}⁣(⁣٥) والمُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ من أَصْلِه، وقيل: معنى انْقَعَرَتْ: ذَهَبَتْ في قَعْرِ الأَرْض، وإِنّمَا أراد تعالَى أَنّهُم اجْتُثُّوا كما اجْتُثَّ النَّخْلُ الذاهِبُ في قَعْرِ الأَرْض فلَمْ يَبْقَ له⁣(⁣٦) رَسْمٌ ولا أَثَرٌ، كذا في البَصائر.

  ومن المَجاز: قَعَرَتِ الشاةُ: أَلْقَتْ ما في بَطْنِهَا لِغَيْرِ تَمَام. ونصّ ابن الأَعْرَابِيّ في النوادر: قَعَّرَتِ الشاةُ تَقْعِيراً: أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَيْرِ تَمَام، وأَنشد:

  أَبْقَى لَنَا الله وتَقْعِيرُ المَجَرْ ... سُوداً غَرابِيبَ كأَظْلالِ الحَجَرْ

  فتَأَمَّلْ مع سِياقِ المُصَنّف.

  والقَعْراءُ، مَمْدُودٌ: ع.

  وبَنُو المِقْعَارِ، بالكَسْرِ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي هِلَال.

  والقَعْرُ، بالفَتْح: الجَفْنَةُ، وكذلك الدَّسِيعَةُ والمِعْجَنُ والشِّيزَي؛ رَوَى كلَّ ذلك الفَرّاءُ عن الدُّبَيْرِيَّة، وأَوْرَدَه ابنُ الأَعرابِيّ في نَوَادِره.

  والقَعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجَاب من الأَرْضِ وتَنْهَبِطُ فيها ويَصعُبُ الانْحِدَارُ فيها والصُّعُودُ منها، كالقَعْرَة، بالهاءِ؛ ذكره الصاغانيّ.

  ويُقَال: ما فِي هذا القَعْرِ مِثْلُه، أَي البَلَدِ. قال أَبو زَيْد يُقَال: ما خَرَج من أَهْلِ هذا القَعْرِ أَحدٌ مِثْلُه: كقَولِكَ: من أَهْلِ هذا الغائِطِ مِثْلِ البَصْرَةِ أَو الكُوفَة.

  والقَعَرُ، بالتَّحْرِيك: العَقْلُ التامُّ؛ عن ابن الأَعْرَابِيّ.

  يُقَال منه: قَعَّرَ الرَّجُلُ: إِذا رَوَّى فنَظَرَ فيما يَغْمُضُ من الرَّأْيِ حَتَّى يَسْتَخْرِجَه.

  ومنه: فُلانٌ بَعِيدُ القَعْرِ، أَي الغَوْرِ، على المَثَل.

  والقَعُّورُ، كتَنُّورٍ، البِئْرُ العَمِيقَةُ، كالقَعِيرَة، وقد تَقَدَّم.

  وقُعَارٌ، كغُرَابٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ، وفيه رِباطُ قُطْبِ اليَمَنِ السيّد محمّدِ بنِ عُمَرَ النَّهَارِيّ.

  والتَّقْعِيرُ: الصِّيَاحُ، يُقَال: قَعَّرَ القَوْمُ: صاحُوا؛ هكذا نقله الصاغَانيّ، إِنّ لم يَكُن تَصْحِيفاً عن عَقَّر.

  والقُعْرَةُ، بالضَّمّ: الوَهْدَة من الأَرْضِ؛ نقله الصاغَانيّ.

  وقُعَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ، وهو والِدُ عُلَيْمٍ الآتِي ذِكْرُه قريباً.


(١) عبارة الأساس: إناء قعران إذا كان الشيء في قعره، كما تقول: قربان، إذا كان قريباً من الملء.

(٢) الجمهرة ٢/ ٣٨٥.

(٣) في النهاية واللسان: «تقعّر ...» وفي رواية: انقعر عن ماله.

(٤) النهاية واللسان: «من».

(٥) سورة القمر الآية ٢٠.

(٦) في المفردات للراغب: لهم.